عن هذا الطارئ الاستثنائي . وكان القرار الاضطراري بتأجيل التظاهرات والمهرجانات وغلق أبواب المسارح والمعارض وقاعات السينما ... حتمية وقائية لا مفر منها في جلّ بلدان العالم. إلا أن تونس كانت في عز الأزمة صاحبة الاستثناء، حيث كانت وزارة الشؤون الثقافية سبّاقة على مستوى عالمي في حشد الهمم لتعبئة موارد الوزارة حتى لا يجوع الفنانون ولا ينحسر نور الفن.
استبقت وزارة الشؤون الثقافية مخلفات الأزمة الاقتصادية التي ستلقي بظلالها على القطاع الثقافي فبادرت إلى الإعلان عن بعث «حساب دفع الحياة الثّقافية» حتى يكون سندا لأهل الفن والإبداع وموردا لعديد المؤسسات والفضاءات الثقافية المتضررة.
100 ألف دينار من بنك BIAT و200 ألف دينار من مؤسسة رامبورغ
في الوقت الذي تشكو فيه وزارة الشؤون الثقافية من عبء ديون متراكمة بعنوان السنوات 2017 و2018 و2019 في مختلف مجالات التصرف ولفائدة المؤسسات والمبدعين والفنانين... تسبّب تفشي انتشار فيروس «الكورونا» وما انجر عنه من تبعات استثنائية على غرار تعليق الأنشطة الثقافية والفنية في تهديد مورد رزق عائلات عديد الفنانين الذين لم يتقاضوا حتى كلفة عروضهم المدعومة من طرف الوزارة منذ أشهر طوبلة . مما عمّق أزمتهم وضاعف معاناتهم وجعلهم يطالبون بالتدخل العاجل لفائدتهم...
وقبل الإعلان عن فلسفتها في تسيير وزارة الشؤون الثقافية، حكم الظرف الطارئ على الوزيرة الجديدة شيراز العتيري محاولة التكيف مع مستجدات الواقع التونسي والعالمي. فبادرت بالإعلان عن بعث صندوق « دفع الحياة الثقافية».
ويهدف هذا الحساب بالخصوص إلى مجابهة الأزمة الراهنة ودعم الفنانين و المبدعين و المثقفين ، ومصاحبة عدد من المؤسسات و المبادرات الثقافية المتضررة من توقف الأنشطة، فضلا عن تمويل ومرافقة الخدمات الثقافية و الفنية المنجزة عن بعد تجسيما للنقلة الرقمية التي تحظى باهتمام الوزارة وتعتبرها إحدى البدائل القابلة للتطوير و التي تسمح باستمرار الأنشطة الثقافية خلال الأزمة الراهنة وتداول المنتوج الثقافي التونسي داخليا وعلى الصعيد الدولي.وتعد التبرعات والهبات و العطايا إحدى أهم موارد صندوق «دفع الحياة الثقافية».
وبعد أن قامت وزارة الشؤون الثقافية بإحداث حساب بريدي خاص بقبول المساهمات في مويل صندوق «دفع الحياة الثقافية» لجمع التبّرعات والهبات سواء من طرف مؤسسات القطاعين العمومي والخاص أو أفراد أو جمعيات... كان التفاعل إيجابيا وسريعا بعد مرور أقل من 24 ساعة على فتح الحساب رسميا.
وقد أفادت الوزارة، أمس، أن «حساب دفع الحياة الثقافية» استقبل أولى المساهمات من «بنك تونس العربي الدولي» (BIAT) والتي تبرّعت بقيمة 1 مليون دينار وانضمت إلى اللجنة التوجيهية لحساب دفع الحياة الثقافية
كما استقبل «حساب دفع الحياة الثقافية» مساهمة تبرّع بقيمة 200 ألف دينار لسنة 2020 من طرف مؤسسة رامبورغ تونس والتي انضمّت بدورها إلى اللجنة التوجيهية لحساب دفع الحياة الثقافية.
وكانت وزارة الشؤون الثقافية، أفادت في بلاغ سابق، أن الإعلان عن طرق الانتفاع بخدمات الحساب سيتم الكشف عنها لاحقا. وستعطى أولوية الاستفادة منها في مرحلة أولى إلى الأفراد والمؤسسات العاملين في المجال الثقافي، والذين هم الأكثر هشاشة و تأثرا بالأزمة الراهنة.