عبد الواحد مبروك مدير مركز الفنون الركحية والدرامية بتوزر: المسرح فعل إنساني.. حبّ المسرح دافع للنجاح

احتفت توزر بالمسرح، احتفت بمسرحية سوق سوداء وكانت قبلها أعمال لجمعيات ولقاءات من ابناء الجهة مع ولادة مركز الفنون الركحية والدرامية بالجهة،

المركز الوليد الذي لم يتجاوز الشهرين من العمر ويعمل الى حدّ اللحظة دون ميزانية وقد أقبل على مغامرة «المسرحية-التظاهرة» بالاضافة الى عدة مختبرات موجهة لمن يقبلون على الفن الرابع في ولاية توزر، وقد التقت «المغرب» مع عبد الواحد مبروك مدير مركز الفنون الركحية والدرامية بتوزر وكان الحوار التالي:
• كيف تقدّم التظاهرة المختلفة عن السائد في المهرجانات؟
«المسرحية التظاهرة»، انطلقت الفكرة اولا من البعد الجغرافي لتوزر فهي ولاية بعيدة ويستغرق الوصول إليها عددا من الساعات، ونظرا لمركزية الانتاج المسرحي ووجود عدد من الشركات في العاصمة بالإضافة الى صعوبة التنقل فكرت بدماغ الممثل «ففي أغلب تنقلاتي من توزر أو اليها كنت أشعر بالتعب الشديد وتعب الممثل يؤثر حتما على العرض» لذلك فكرت بطريقة اخرى لانجاز تظاهرة تحتفي اولا بالعرض المسرحي، لانّ العرض اهمّ عامل في المنظومة.
ثانيا تعيش أغلب المهرجانات زخما في عدد العروض لكن لا وجود لاهتمام معقول بالعرض في حدّ ذاته، لذلك اخترنا ان يكون العرض سيد التظاهرة، تكون الاستضافة على ثلاثة ايام، نخصص يوما للقاء شباب توزر المغرم بالفعل المسرحي مع الممثلين، ثم لقاء مع المخرج فالعرض الذي يتلوه نقاش وبذلك تكون المسرحية محور التظاهرة ، نسلط الضوء على كل تفاصيله لتكون المتعة ثنائية من قبل الجمهور من جهة ومن فريق المسرحية من جهة أخرى.
لم نبحث عن الاختلاف بقدر سعينا للاحتفاء بالعرض وتوفير كل سبل النجاح للمسرحية التي نستضيفها بالاضافة الى محاولة خلق سبل اتصال بين المخرجين والممثلين الضيوف والشباب المهتم بالمسرحح في توزر.
• مازال المركز في مرحلة التأسيس وما هي ملامح هذه المرحلة؟
لا زلنا نتحسّس الموجود ونحاول ملامسة المشهد الثقافي بالجهة، لكن الجميل اننا قدمنا برنامج العمل قبل افتتاح المركز، سبق وان طرحت على نفسي مجموعة من الاهداف ومنذ الافتتاح الى اللحظة فأنا أحاول تطبيق هذه الاهداف.
مسؤوليتنا على ادارة المركز لا تعني الفردانية في القرار او الفكرة، لان التأسيس يتطلب علاقة مباشرة مع الفاعلين في العمل المسرحي سواء ممارسيه او الجمهور او الجمعيات والمهتمين بهذا الفن، هذا التفاعل لا ينجز إلا حين تقدم عملا صادقا ومختلفا، وشيئا يستفز الأخر لذلك سعينا الى الاستفزاز الإيجابي عبر خلق افكار جديدة ونحن نتعامل أساسا ببعد المبدع فهنا المبدع طاغي اكثر من البعد الاداري ، والتاسيس يتطلب الكثير من الجهد والجهد ان لم يوجد حب للمهنة والمسرح لن يوجد مطلقا فالحب والصدق هما اساس العملية التاسيسية ونحن نحبّ ما نفعل.
ومن مبادئنا ملاحقة الاهداف والسعي نحو تحقيقها، ومحاولة شدّ الاخرين للانخراط في هذه العملية الابداعية حتى يتوفر هاجس جماعي مشترك للرقي بالفعل المسرحي بتوزر.
• ما الذي قدّمه المركز رغم عدم وجود ميزانية؟ وأي الفئات تستهدفون؟
نعمل على الشباب لكن العمل على الأطفال أكثر أهميّة، منذ التأسيس الى الان دخلنا في شراكة مع الفاعلين المسرحيين ولأهمية التكوين يقدم المركز ثلاث مختبرات، مختبر مسرح الطفل مع الاستاذ محمد قعلول ومختبر الشباب الذي يجمع المغرمين بالمسرح من كافة الولاية مع الاستاذة رابعة جلالي اما المختبر الثالث فهو مختبر مع ذوي الهمم.
• لو تعرّفنا أكثر بمختبر ذوي الهمم؟ ولمَ هذه التسمية وماهي الاهداف؟
«ذوي الههم» اخترنا الاسم لأنه يمثله فقد لاحظنا صدقا مفرطا وحساسية عالية بالإضافة الى ذكاء خارق مع سرعة التقاط المعلومة، كما أنّ للمسرح شحنة انسانية تشحذ الهمم.
ونرى في المختبر خصوصية الجهة، فحسب الاحصائيات نسبة ّالمعوقين» في توزر قرابة الستة بالمائة، هذه الشريحة المجتمعية الهامة اردنا ان نتوجه إليها بالفعل المسرحي لأنها تتطلب الاهتمام اكثر من غيرها، وفي المختبر سنعمل ان يكون المسرح وسيلة للعلاج والوصول الى ثلاثة اهداف هي الادماج والثقة في النفس ثم الثقة في الاخرين.
وسيكون المختبر ذا صبغة علمية، تجمع استاذ مسرح وهو عثمان خليفة مع طبيب نفسي ومع عالم اجتماع ثلاثتهم سيعملون مع 20 شابا من جمعيتين هما «أمل» و«أجيم» ويأتي المختبر في اطار الشراكة مع هاتين الجمعيتين.
بالنسبة لطريقة العمل، سيكون التعامل بدراسة الحالة أولا ونوعية الاعاقة والحالة الاجتماعية و كيفية التقبّل وبعد كل حصة يتم تقييم الحصّة ونوعية التمارين التي يمكن تقديمها لكل فرد، وفي الختام اذا ارادوا تقديم المنتوج الذي توصلوا اليه بعد العمل فلهم ذلك، وإذا أرادوا التأجيل فلهم ذلك، فالنتيجة المطلوبة ليست انجاز عمل مسرحي او فقرة بقدر ما تكون تعزيز ثقة ذوي الاحتياجات الخصوصية في أنفسهم وفي محيطهم.
وتكمن اهمية المختبر في المسار وليس النتيجة، وسنعمل على التراكمات ، تراكم التمارين والأفكار واذا تطور الشاب المستهدف من النقطة «أ» ، الى النقطة «ب» فهذا عنوان النجاح لانّ المسرح سيكون وسيلة علاجية.
ونظرا للموارد المالية التي يتطلبها هذا المختبر فكرنا في انجاز كرنفال ليكون بابنا للحصول على المال لتسيير المختبر.
• كيف تقدم الكرنفال؟ وما هي خصوصيته؟
بالنسبة للكرنفال نوجه الشكر إلى المهرجان الدولي للواحات الذي مكننا من الازياء التي تعاملنا معها كمادة لصياغة الكرنفال، الكرنفال في ثلاثة اجزاء الجزء الاول هو الماكياج المسرحي لل 25 فتاة المشاركات معنا، الجزء الثاني اضافة موسيقيين بالماسك والألوان الزاهية حتى تصبح الحركة في علاقة بالموسيقى، والمرحلة الأخيرة سنتعامل فيها مع المنتحوتات المتحركة والجزء الثالث سيخضع فيه الشباب الى تدريبات في السيرك وعلاقة بالحركة والارتفاع ليكون الكرنفال متكامل العناصر.
الهدف من الكرنفال تقديم فرجة مختلفة، فرجة ميزتها الالوان الزاهية وحكايات توزر بعيدا عن الفلكلور، كما انهّ فرصة لاستقطاب مزيد من الشباب الى المسرح وهو ايضا موجه للمهرجانات والتظاهرات لضمان مصدر مالي لتمويل المختبرات والأنشطة الاخرى.
• غياب قاعة للعروض في المركز، هل يشكل نقطة ضعف؟
بالعكس غياب القاعة فتح لنا أبوابا أخرى للعمل المسرحي من خلال دراسة الفضاءات الموجودة في المدينة وبذلك سيحصل الاقتراب أكثر من المواطنين واستقطابهم للفرجة، انطلقنا بعرض في السوق المركزية، ثم ستكون هناك عروض في «خيمة بالم» وهنا نبحث عن فرجة جديدة ومتفرجين جدد فربّ ضارة نافعة.
• هل تفكرون في الجانب الفكري في المركز؟
بالفعل نحن نسعى لانجاز نشرية تخص نشاط المركز والتظاهرة، الجانب الفكري جدّ هام خاصة لشباب المختبرات، العملية التوثيقية يشرف عليها زياد حميدي ومنها ستنطلق عملية الدراسة، اذ سنقدم محامل فكرية في علاقة بالنصوص المسرحية المهمة التي كتبت حول «ذوي الاحتياجات الخصوصية» والمصطلحات العلمية ستشرحها الاخصائية النفسية، كما ستنفتح النشرية على التجارب المسرحية التي ستزور المركز، من خلال توثيق الندوات واللقاءات، فالهدف الاول اصدار نشرية كل3اشهر وآخر العام يكون هناك كتيب يوثّق للتجربة، والجميل انّنا وجدنا من يمول النشرية ولكنّنا نعمل ان تكون دائمة ولا تصدر بصفة متقطعة.
مركز دون ميزانية؟ كيف تتعاملون اذن مع الضيوف والبرمجة؟
الى اليوم نعمل بالصداقات والشراكة وسندنا الايمان بضرورة العمل وانجاز فعل مسرحي والتاثير في المدينة ايجابيا و»تو تجي الفلوس في وقتها».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115