إلى هذا الحال، تتأكد حاجة مؤسسة التلفزة التونسية إلى خطة إصلاح ووصفة علاج تنتشلها من اختلال الموازنة المالية وضعف القدرة التنافسية وتفاقم الأزمة الهيكلية... تعود اليوم التلفزة الأم إلى جمهورها بخبر إطلاق قناة جديدة بعد قناتيها الأولى والثانية تختص في الأخبار والإخبار...
من المنتظر أن يكون الاحتفال سنة 2020 بحدث بعث التلفزة التونسية في 31 ماي 1966 مقترنا بالإعلان عن قناة جديدة تحت يافطة التلفزة الإخبارية.
قناة إخبارية وأخرى رياضية
وقد تسلم الرئيس المدير العام محمد الأسعد الداهش مقاليد مؤسسة التلفزة الوطنية في شهر أوت من سنة 2018، بعد أن حاز على موافقة الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري «الهايكا» على إثر النظر في ملفات الترشح وعقد جلسات ومحادثات مع المترشحين.
وفي مشروع ترشحه، قدّم محمد الأسعد الداهش تصوراته وإستراتجية عمله لتسيير مؤسسة التلفزة الوطنية حيث اقترح «بناء على دراسات الجدوى وتشخيص الوضع الداخلي للمؤسسة بطريقة علمية واضحة إحداث قناة برلمانية تحدث بإمكانيات قناة واب لتبث عبر موقع مجلس النواب ومختلف التطبيقات الرقمية بالإضافة إلى البث الأرضي الرقمي من خلال تقديم الإشارة إلى ديوان الإرسال في شكل «لايف ستريمينغ»، وقناة أخرى رياضية تحدث بإضافة قاعة للبث الرئيسي وإضافة بعض المعدات الخاصة بالنقل الخارجي المعتمدة على الهواتف الذكية وملحقاتها الاحترافية مع مواصلة استغلال المعدات الحالية للنقل الخارجي وإحداث قسم أخبار رياضية في إطار غرفة الأخبار المدمجة.وتغيير صبغة القناة الثانية لتتحول إلى قناة إخبارية من خلال تغيير صبغة القناة الوطنية 2 لتتحوّل إلى قناة إخبارية تواكب المستجدات الوطنية والجهوية والدولية وتكون مصدرا موثوقا للأخبار والتحليل وللتفسير الموضوعي المهني والإبقاء على القناة الأولى كقناة عامة قريبة من التونسيين تعنى بكافة الشرائح والأعمار من خلال برامج منوّعة وهادفة لكنها تراعي اختصاص القنوات الأخرى بالمؤسسة لتربط فقط مع نشرات رئيسية للأخبار تنتجها القناة الإخبارية».
ويبدو أن مشروع القناة الإخبارية في طريقة إلى التنفيذ حيث أكد مدير القناة الوطنية فتحي الشروندي خبر إطلاق قناة إخبارية جديدة تدعم شبكة قنواتها الأولى والثانية «استجابة لاحتياجات المواطن التونسي إلى المعلومة السريعة».
الوطنية 2 هل ستكون قناة برلمانية؟
ضمن خط تحريري ثلاثي الأبعاد: الثقافة والجهات والشباب، تسعى القناة الوطنية الثانية إلى أن تكون صدى للجهات وصوتا للشباب ومنبرا للثقافة التونسية. وبالرغم من بعض الاجتهادات ومحاولات الارتقاء بالمنتوج الإعلامي وحصد رضاء الجمهور... فإن الوطنية 2 ارتبط اسمها بقناة «الإعادة» للمسلسلات القديمة والسلسلات المعروضة سابقا حتى في موسم الإنتاج الرمضاني الذي يتنافس فيه المتنافسون على نسب المشاهدة! وقد اشتهرت هذه القناة ببث متواصل لسلسلة «شوفلي حل» على مر السنوات وفي كل فصول العام... باعتبار أن هذا العمل الهزلي الذي لم يعرف الشيخوخة ولا الوهن هو الورقة الرابحة التي تراهن عليها الوطنية2.
ومن المنتظر أن تهب رياح التغيير بالقناة الوطنية الثانية مع إمكانية تحويلها إلى قناة برلمانية خاصة ببث جلسات مجلس النواب ونشاط البرلمان حسب تصريح مدير القناة الوطنية فتحي الشروندي مع مساهمة المؤسسة التشريعية في «تمويل هذه القناة التلفزية العمومية حتى لا يتم إثقال كاهل مؤسسة التلفزة التونسية بالنفقات والاعتمادات المالية».
هل تمّ الاستغناء عن مشروع القناة الثقافية؟
قبل الحديث عن إطلاق قناة إخبارية أو برلمانية، احتل مشروع بعث قناة ثقافية حيزا كبيرا من الاهتمام والتشجيع ... وانطلقت المشاورات الفعلية لإطلاق هذه القناة التلفزية منذ عهد وزير الثقافة السابق مهدي مبروك الذي أعلن عن نية بعث قناة ثقافية بالتعاون مع وزارة السياحة للترويج للمخزون الحضاري والثقافي في بلادنا والتسويق لصورة تونس التاريخ والثقافة والفنون ...وفي عهد الوزير محمد زين العابدين تم تجديد الوعد بإعادة فتح ملف بعث قناة ثقافية، حيث اجتمع الوزير مع الرئيس المدير العام السابق للتلفزة الوطنية إلياس الغربي ومديرة القناة الوطنية الثانية السابقة شادية خذير ومدير القناة الوطنية الأولى السابق إيهاب الشاوش بخصوص تنفيذ مشروع إطلاق قناة ثقافية بهدف استرجاع التفكير النقدي التونسي.
وكان من المنتظر أن تجد القناة الثقافية ابتداء من سبتمبر 2017 حظها في الشبكة التلفزية من خلال رسم خريطة الطريق للقناة الوطنية الثانية في اتجاه التخصص الثقافي. واليوم، يبدو أن القناة الوطنية 2 حادت عن مسارها «الثقافي» لتقترب أكثر فأكثر في توّجهها «البرلماني»... فهل قبر مشروع القناة الثقافية في تونس بلا رجعة سيما وأن الرئيس المدير العام للمؤسسة يطمح إلى بعث قناة رياضية لا ثقافية؟