بالتراث الأندلسي الموريسكي كما ان له حضور في مجال الاعلام من خلال ركن أسبوعي في إحدى الصحف اليومية وله إطلالات أدبية إبداعية من حين إلى آخر في مجلة «قصص» ومجلة «الحياة الثقافية» إضافة الى ان له عديد الإصدارات ذلك هو احمد الحمروني الذي التقيناه فكان لنا معه الحوار التالي:
• في البداية كيف تعرف القارئ بأحمد الحمروني الكاتب؟
أنا أحمد الحمروني او احمد بن علي الجزيزي الحمروني من مواليد تستور سنة 1954 وخريج دار المعلمين العليا في اللغة والآداب العربية سنة 1977 وانا ناشط جمعياتي وكاتب وفي رصيدي مخطوطات كثيرة ولي العديد من الكتب المنشورة في مجالات شتى وبالإمكان اختصار هذا التعريف في أنني لست أكثر من قلم من اقلام عديدة ومختلفة قيمته في ما ساهم به في الثقافة التونسية بروح وطنية ومن بعدها الحضارة العربية الاسلامية على قدر الاستطاعة وحسب الظروف وحسب إمكانيات بلادنا بما فيها مستوى الانتاج الثقافي والنشر والقراءة.
• ما الذي يمكن أن نعرفه عن رصيدك من الإصدارات في مختلف مجالات الإبداع والبحث والنقد وغيره ؟
لقد تجاوزت مؤلفاتي الأربعين عنوانا منشورا ولي 20 كتابا مخطوطا (مرقونا) ولي اهتمام خاص بدارسة التراث التونسي والأندلسي وكتابة القصة والسيرة والمقالة وتاريخ المدن.
• كيف جاء احمد الحمروني إلى عالم الأدب ؟
جئت إلى الأدب بما قراته من كتب في القصة وخاصة قصص الأطفال لأحمد عطية الابراشي وعلي الجارم ثم قرأت لطه حسين والعقاد والحكيم والمنفلوطي وصولا الى نجيب محفوظ كما قرأت أيضا منشورات نادي القصة ومجلة الفكر والعديد من الروايات الأخرى التونسية والعربية وقد بدأت بكتابة المقالة الأدبية في السبعينات ثم اقتحمت مجال القصة القصيرة وكنت انشر ما اكتبه وانا طالب في المجلة المدرسية (براعم) وفي جريدة( بلادي) وشيئا فشيئا أصبحت انشر كتاباتي في عديد الصحف والمجلات ثم المجلات اقتحمت عالم الطباعة والنشر.
• أنت كاتب قصة مميز فلماذا لم تكتب الرواية ؟
كوني متميز في القصة لا يضمن لي بالضرورة التميز في الرواية.لقد وجدت ضالتي في القصة القصيرة واصدرت عدة مجموعات قصصية وقد فتنت في اخر الأمر بالسيرة الذاتية ناهيك ان بعض مقالاتي في ركن(اشراقات) بجريدة الشروق تأثرت هي أيضا بالسيرة الذاتية وهي سيرتي مع الناس فهي الماضي والحاضر.
باختصار أنا لا أرى أن القصة تمهد للرواية فهما جنسان مختلفان لكل منهما روح لذلك انا أفضل البقاء في عالم القصة.
• طيب.. والقصة الومضة هل جربت كتابتها ؟
لم أجرب كتابة القصة الومضة ولم اقرأها ..فقط اكتفيت بالنظر اليها متعجبا وكأن امامي قصيدة النثر أو قصيدة مضادة.
القصة الومضة مختصرة في كلمتين واول قصة ومضة في تاريخ الأدب العربي هي (طاح في البير وطلعوه) باختصار شديد القصة الومضة لا تروي ظما القارئ فهي تنتهي بمجرد ان تبدا .
• في ما كتبته من قصص ماهي أهم القضايا التي عالجتها؟
في كل اقصوصة كتبتها قضية وموقف وقد اكرر نفس القضية ولكن بأسلوب آخر مختلف في أقصوصة اخرى وعموما فقد عالجت في قصصي قضايا الفرد والمجتمع في هذا البلد كما عالجت قضايا الانسان في المطلق كالحرية والأمل والجهل والفقر والإحباط والفوضى والارهاب والقائمة طويلة وأعتقد أن الأهم من كل ذلك أساليب التعبير لانها هي التي ترتقي بالنص إلى درجة الفن والإبداع والمتعة التي يجدها القارئ والناقد على حد سواء وأنا في قصصي كثيرا ما اجتهد لإيجاد المعادلة بين الموقف والإبداع الأدبي حتى لا تتحول القصة الى مقالة ولا تتحول السيرة الذاتية الى تاريخ .
• الساحة الادبية في تونس بعد الثورة كيف تبدو لأحمد الحمروني المبدع ؟
الفوضى والرداءة هما سمتا الساحة الادبية بعد الثورة وذلك باسم الحرية والديمقراطية كما أصحبت العلاقات الشخصية والتواصلات الفايسبوكية هي المتحكمة في كل اللجان وفي كل الجوائز وفي المشاركة في التظاهرات واللقاءات الأدبية .
بعد الثورة تميزت أيضا الساحة الأدبية في تونس بغياب الملاحق الثقافية في الجرائد والبرامج الإبداعية في المحطات الإذاعية (من شعر وقصة ونقد وموسيقى وغناء..) كما تقلص عدد المجالات الادبية والفكرية مع الإشارة الى ان الساحة الثقافية في بلادنا خسرت وللأسف الشديد (سلسلة ذاكرة وابداع ) رغم ما قدمته من جليل الخدمات في حفظ تراثنا الادبي والفكري.