كدرع ضد العنف والتهميش، وخاصة فيما يتعلق بالأطفال والشباب في تونس، تعمل مؤسسة «رامبورغ» على إعادة مكانة الفن والثقافة وعلى النهوض بالتربية كسلاح حقيقي وحيد سيمكن تونس من نصرة الثقافة ضد الهمجية» هكذا جاء في كلمة رئيسة المؤسسة «ألفة تراس رامبورغ» بعد أن قررت جمعية «لوميار دايور» و «مؤسسة رامبورغ» إحداث جوائز «ألفة رامبورغ للفن والثقافة» في خمسة أصناف وبقيمة 20 ألف دينار.
جوائز «ألفة رامبورغ» ومقاييس الانتقاء
جاء بعث «جوائز ألفة رامبورغ للفن والثقافة» لغاية إبراز المواهب الجديدة واكتشاف المشاريع المبتكرة قصد تمكينها من الحصول على إشعاع وطني ودولي مع شركاء أساسيين ومعروفين...وقد تقدم لهذه المسابقة في دورتها الأولى حوالي 300 مشروع ليتم ترشيح 15 منها للمرحلة النهائية وقد أسفر انتقاء لجنة التحكيم عن تتويج 6 مشاريع فائزة (في الأصل 5 مشاريع لكن وقع إسناد إحدى الجوائز بالتناصف) .
ومن معايير الانتقاء ومقاييس الترشيح التي تعتمدها «جوائز ألفة رامبورغ للفن والثقافة» أن تستجيب المشاريع الخمسة الفائزة لأحد الشروط التالية: الإبداع والتجديد - التأثير الاجتماعي / التأثير الترابي / التأثير الاقتصادي / التأثير البيئي...- ريادة المشروع – البعد المواطني أو التربوي ...
وقد ضمت لجنة تحكيم الدورة الأولى من «جوائز ألفة رامبورغ للفن والثقافة» أعضاء من تونس وعدد من البلدان الأجنبية، هم كالآتي: «ألفة يوسف» و«ماشا ماكياف» و«ستانيلاس نورداي» و«إيليونور دولاشاريار» و»ج.باتريس مارندال» و«سليم الخراط و«سوفي راينود».
من هم المتّوجون؟
6 فائزين من الشباب الفنان والمبدع اعتلوا منصة التتويج في الدورة الأولى من مسابقة «جوائز ألفة رامبورغ للفن والثقافة» لتسلم أوسمة المسابقة التي تضم خمسة أصناف وهي : الفنون التشكيلية - الفنون الحركية - الكتابة - العروض الحية- الصناعات الثقافية والرقمية
- أشغال البحث الصناعي.
وقد اقتنص «جوائز ألفة رامبورغ للفن والثقافة» الخمسة ستّة من الفائزين الشباب حيث أسندت الجائزة الخامسة بالتساوي إلى كل من «علاء الدين بوطالب» عن مشروعه المتمثل في شريط صور متحركة بعنوان»بعد» وإلى «سناء السبوعي» تنويها بعملها المنجز على شبكة الأنترنات في شكل وثائقي عنوانه «الكذب».
أما باقي جوائز المسابقة فقد كانت من نصيب «هبة الذوادي» عن مشروع شريط وثائقي بعنوان «فتيات القمر». كما فاز «محمد الخليفي» بجائزة الكتابة عن مشروع روايته «هرب» . وفي مجال المسرح، كان التتويج حليف «براهم العلوي» بفضل مشروعه « مسرح الصم في تونس».
وإن كان الترتيب لا يجوز في مسابقة «جوائز ألفة رامبورغ للفن والثقافة» باعتبار تعدد أصناف الجائزة واختلاف أنماطها الفنية، فيبدو أن المشروع الذي تقدم به الممثل العرائسي والراقص الشاب «رشدي بلقاسمي» قد حاز على الإعجاب الكبير في عيون أعضاء لجنة التحكيم ممّا أهلّه للفوز بجائزة المسابقة في فن الرقص دون منازع عن مشروعه الجديد «أولاد جلابة...على خطاك أرقص». وفي هذا العمل بحث في ذاكرة الرقص التونسي وتنقيب في فئاتها المنسية ومراحلها المهمشة من ذلك العودة على تفاصيل دور «ولد الجلابة» بصفته أول تونسي يرقص في هيئة امرأة في تركيز مقومات الرقص النسائي في تونس ...
وإن كانت «جوائز ألفة رامبورغ للفن والثقافة» تترجم بلغة الأرقام إلى 20 ألف دينار، فلا شك في أهمية قيمتها الرمزية بما هي تشجيع للطاقات الشابة وتحفيز للمواهب الصاعدة للإقلاع على درب الإبداع.