كميّا اقترن بالتطور النوعي مما جلب لها التتويج والألقاب... مما جعل وزير الشؤون الثقافية يعلن عن مضاعفة قيمة الدعم الموّجه إليها من 4 مليون دينار إلى 8 مليون دينار ابتداء من سنة 2020. وقد تم الإعلان أمس الخميس عن التقرير النهائي لأعمال لجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي بعنوان سنة 2019.
وقد تكوّنت لجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي لسنة 2019 من الرئيسة رابعة بن عاشور عبد الكافي والأعضاء التالي ذكرهم: المنتج رضا التركي والمخرج أنيس الأسود والموزع الأسعد القوبنطيني والناقدة شيراز بن مراد والكاتب منصور مهني وسمير زقية عن الإدارة العامة للفنون الركحية والفنون السمعية البصرية .
دعوة إلى مراجعة التشريعات والقوانين
من جملة 95 مشروعا سينمائيا مترشحا للحصول على الدعم، انتهت لجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي إلى انتقاء 23 مشروعا بكلفة جملية بلغت 4.000.000 دينار مرسمة بميزانية المركز الوطني للسينما والصورة وفق قانون المالية لسنة 2019. وقد تراوحت منح الدعم من 30 ألف دينار إلى 500 ألف دينار للفيلم الواحد..
وقد رفعت اللجنة توصيات تقترح الاستعانة بمختصين من ذوي الخبرة والكفاءة أمام النقص المسجل في جودة كتابة السيناريو والتمكن من تقنيات المعالجة الدرامية. وكذلك العمل على حسن صياغة الأعمال الوثائقية واعتماد المقاربات السينمائية في التناول والمعالجة. كما دعت لجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي إلى التشجيع على إنتاج الأعمال السينمائية الموجهة للطفل وأفلام التحريك، وأيضا على الإنتاج المشترك بين الشركات التونسية مما يحقق التكامل في انجاز أعمال ضخمة.
وأشار تقرير اللجنة إلى ضرورة التسريع في مراجعة التشريعات المنظمة للصناعة السينمائية وتحديث النصوص المتعلقة بصيغ وآليات وشروط التشجيع على الإنتاج بما يتماشى مع متغيرات القطاع السينمائي.
منصف ذويب يقتبس فلمه من رواية «نظّارات أمي»
أمام توصية لجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي بالاهتمام بكتابة السيناريو، يبدو أن المخرج منصف ذويب وجد ضالته في رواية «نظارات أمي» لعز الدين الحزقي التي حازت على دعم بقيمة 500 ألف دينار. ممّا قد يحث أهل السينما على العودة إلى الرواية لتكون محملا لأفلامهم وتكون أحداثها منطلقا لمشاهد الكاميرا. وكم من رواية تونسية جديرة بأن تتحوّل إلى فيلم في لقاء جميل بين براعة قلم الروائي وجماليات عين السينمائي!
وسبق أن خص ّ الفنان منصف ذويب «المغرب» بتفاصيل جديده السينمائي بعد غياب عن الشاشة الكبيرة لسنوات طويلة. وبعد «يا سلطان المدينة» والتلفزة جاية»، يعمل ذويب على إخراج الفيلم الثالث في مسيرته السينمائية. وقد صرح الفنان منصف ذويب في هذا السياق بالقول :» بعد أن كان هاجسي التأسيس لفضاء «سيني فوغ» وبعد ماراطون من الخيبات والديون والسرقات ... وصلت بهذا الفضاء نسبيا إلى بر الأمان، أصبح بإمكاني العودة إلى الكتابة وفي هذا السياق قمت باقتباس نص فيلم جديد عن رواية «نظارات أمي» لعز الدين الحزقي بعد جولة في أهم مؤلفات اليسار التونسي عن أدب السجون على غرار «سارق الطماطم» لمحمد صادق المهني و«الحبس كذّاب والحيّ يروّح» لفتحي بن الحاج يحيى و«كريستال» لجلبار النّقاش ... هذا الفيلم يتحدث عن معاناة اليسار التونسي في غياهب سجون السلطة دافعه نفض غبار الجحود عن المناضلين اليساريين بعد إن احتكر الإسلاميون لوحدهم تاريخ التنكيل والتعذيب.
ووفاء لقناعته وبصمته في الاهتمام بقضايا المرأة أكد منصف ذويب أنه لم يشذ عن هذه «القاعدة» في فيلمه الجديد عن مناضلي اليسار بإلقاء التحية عن المرأة التونسية، إذ تنطلق مشاهد الفيلم وتنتهي داخل إطار مكاني واحد وهو السجن وقد سلطت كاميرا المخرج الضوء على أم السجين السياسي وزوجته وأخته... ممن قضين سنين طويلة العام تلو العام وظللن في رحلة الذهاب والإياب إلى السجن يحملن «القفة» مع حرقة في القلب. وبالرغم من مسحته الدرامية فإن هذا الفيلم الذي يجمع 43 سجينا سياسيا من العائلة اليسارية بين قضبان سجن وحكم بالحبس لمدة 7 سنوات لم يخل من جرعة مرح وبذرة أمل وبهجة حلم.