في الحصاد الثقافي لسنة 2019: السينما التونسية مصدر فخر وذهب ...

من عام إلى عام، ننقل الأمنيات وننتقل بالأحلام من فصل إلى فصل... أملا في أن يكون القادم أحلى والغد أجمل !

وفي وداع سنة 2019 واستقبال عام 2020، قد يجوز الوقوف على أطلال سنة آفلة قبل المرور إلى عتبات سنة قادمة في استرجاع للذاكرة واستذكار لأحداث فاصلة ومحطات محورية تتصدر الحصيلة الثقافية لسنة 2019 التي لم تكن بمعزل عن المناخ العام للبلاد ومثلت مرآة عاكسة لتونس المخاض والمسار...

من صدف القدر أن يقترن حلول السنة الجديدة بالإعلان عن تشكيلة حكومة جديدة، قد تفرز بدورها وزيرا جديدا للشؤون الثقافية خلفا لمحمد زين العابدين الذي تم تعيينه في  في 27 أوت 2016. 

السينما تواصل مشوار التميز
كان حقل السينما التونسية الأوفر حصادا والأكثر بذرا وذهبا في سنة 2019. وفي تنوّع كمي وتميّز كيفي، تواصل نجاح القطاع السينمائي في اكتساح المهرجانات العالمية والعودة بالانتصارات والألقاب على غرار أفلام «نورة تحلم» و«بيك نعيش» و«إخوان» و»الرجل الذي أصبح متحفا»... والقائمة تطول.

وفي الدورة 30 لأيام قرطاج السينمائية، كانت السينما التونسية للعام الثاني على التوالي سيدة التتويج في المهرجان بفوز فيلم «نورة تحلم» للمخرجة هند بوجمعة بجائزة التانيت الذهبي للأفلام الروائية الطويلة وكذلك فوز بطلة هذا الفيلم هند صبري بجائزة أحسن ممثلة. وقد أثبتت المخرجة هند بوجمعة والممثلة هند صبري أن المرأة الفنانة في تونس قادرة على قيادة قاطرة السينما بمنتهى الفن والإبداع.

وفي اختتام أيام قرطاج السينمائية، أعلن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين عن الترفيع في قيمة الدعم على الأفلام انطلاقا من سنة 2020، وذلك من 4 مليون دينار إلى 8 مليون دينار. كما أعلن مدير المكتبة السينمائية التونسية هشام بن عمار عن انضمام المكتبة الى الجامعة الدولية لأرشيف.

المسرح التونسي: إنجازات وانتظارات

اقترنت سنة 2019 في قطاع المسرح بالتأسيس للمهرجان الوطني للمسرح التونسي (دورة منصف السويسي) والذي جال بين أركاح العاصمة والجهات طيلة شهرين من الزمن لينتهي بفوز مسرحية سوق سوداء لعلي اليحياوي بالجائزة الكبرى للمهرجان «الإكليل الذهبي».

كما شهد العام المنقضي تتالي أحداث الافتتاح لمراكز جديدة للفنون الدرامية والركحية بجلّ الولايات بعد قرار تعميم هذه المراكز على كامل الجمهورية.

ولئن حصد المسرح التونسي تتويجات عربية وإشادات بوقعه وموقعه في أكبر منصات الفن الرابع، فإن التانيت الذهبي في أيام قرطاج المسرحية 2019 كان من نصيب مصر من خلال فوز مسرحية «الطوق والإسورة» في المسابقة الرسمية للمهرجان واكتفاء تونس بجائزة أحسن ممثلة والتي كانت من نصيب نادية بوستة عن دورها في مسرحية «سيكاتريس» لغازي الزغباني. وقد يحتاج المسرح التونسي إلى وقفة تأمل وقراءة عميقة ونظرة متصالحة مع الماضي والمستقبل دون قتل الأب ودون وأد الابن!

استرسال في التكريم وإسهال في الدروع
من ميزات سنة 2019 عودة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة إلى أجندا المواعيد السنوية والمناسبات الوطنية بعد حوالي 8 سنوات من الانقطاع أو القطيعة. إلا أن هذه العودة جاءت مشوبة بالاستنكار والتساؤل عن معايير التوسيم وأسس التكريم ... سيما وأن بعض المستحقين لها من الفنانين والمثقفين غابوا عن هذا اليوم الوطني وحضرت إطارات وزارة الشؤون الثقافية وكانت الأوفر حظا في نيل الأوسمة. وقد حاول وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين بعدها ترضية من لم يرض وتوسيع قائمة المكرمين من المثقفين والفنانين وحتى الموظفين بمناسبة ودون مناسبة، بموجب وغير موجب... حتى افتقد التكريم لذته ومعناه وفقدت الدروع رونقها وهيبتها. وصارت حالة الإسهال في التكريم محل سخرية وتندر!

مبدعون انسحبوا من الحياة !
لم ترحل سنة 2019 دون أن تفجعنا في وفاة مثقفين وفنانين انسحبوا من الحياة لكنهم لم يموتوا ذكرا وإبداعا وذاكرة في شتى الفنون على غرار المنتج نجيب عياد والمخرج شوقي الماجري والسينمائية شيراز البوزيدي والكاتب عمار التيمومي والفنان لطفي جرمانة والرسام الهادي التركي والفنانة منيرة حمدي والفنان عبد الرزاق قليو والفنان رضا ديكي ديكي والمسرحي الشاذلي الورغي والفنان التشكيلي علي العيسى...

ولئن تودعنا سنة 2019 بعد حزمة من الخيبات والانتصارات وبارقة أمل، فهل ستكون 2020 فاتحة بشائر ونجاحات وخاتمة إنجازات ومسرات ؟

محطات لا تنسى من 2019
• سبعة أيام حداد عقبت رحيل الرئيس الباجي قائد السبسي توّقفت فيها المهرجانات الصيفية والتظاهرات الفنية في صبف 2019
• تسلم تونس رئاسة المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة (2019 - 2021)
• تونس عاصمة للثقافة الاسلامية 2019
• انتخاب تونس في المجلس التنفيذي لليونسكو يوم 20 نوفمبر 2019.
• وصول رواية «حمام الذهب» لعيسى المؤدب إلى القائمة الطويلة لجائزة «البوكر»
• لأول مرة في تونس، فوز الفنان مهدي عياشي بلقب «أحلى صوت» في برنامج «ذو فويس».
• يوسف رزوقة ومنصف الوهايبي يمثلان تونس في جائزة الشيخ زايد للكتاب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115