افتتاح الدورة الثانية للمعرض الوطني للكتاب في مدينة الثقافة: الكتاب حياة... فاكتشفوا تفاصيله

الكتاب حياة، الكتاب نبض الصادقين ورفيق الحالمين، الكتاب مؤنس للحظات الوحشة هو عصارة الروح وصوت الحرية والتمرد فالكلمات

عادة ما تكون شعلة أمل ملتهبة ينفثها عاشق متمرد ثائر يريد أن يصنع مساره الخاص ويصنع وطنه فالكتاب وطن للإنسان الذي فقد الوطن حينها تصبح الكتابة مكانا للعيش فيه كما قال ثيودور أدورنو.
ولأن الكتاب حياة تعيش مدينة الثقافة لمدة عشرة أيام على وقع الكتاب وسحره من خلال المعرض الوطني للكتاب التونسي في دورته الثانية التي افتتحت مساء الخميس 19 ديسمبر في المدينة، افتتاح كان الحرف فيه سيد الفكرة والمكان وتتواصل الدورة الى يوم 29ديسمبر الجاري لتتيح الفرصة للناشر التونسي ليقدم الجديد في الكتاب التونسي.

اقرأ... فمن قرأ دخل عوالم الإنسانية
اقرأ ولا تخش الكتاب، تصفحه بلين، داعب وريقاته البيضاء وارحل مع التفاصيل التي ستحملك إلى عوالم أخرى وأمكنة أخرى لن تستطيع زيارتها وفهم تفاصيلها إلا بعد القراءة، تأمل جمال الخط ورقة الكلمة، احلم واترك العنان لخيالك ليراقص الكلمات فهي ترياق من الشاشات ووجعها وهي دواء للمصالحة مع الآخر واكتشافه من خلال ما يكتب.

تزينت المدينة، لبست حلة موشاة بأحرف مختلفة وأفكار متباينة وآراء متناقضة وكتاب أحرار ومفكرين يبحثون عن التغيير، تزينت لتحتضن فعاليات المعرض الوطني للكتاب أين انتشر 70جناحا يحتفي بالمنشورات التونسية ولكل جناح عناوين تميزه عن الأجنحة الأخرى فاحتفت دار الجنوب مثلا بسلسلة «عيون المعاصرة» من خلال منشورات متجددة مثل «جمر وماء» لآمنة الرميلي، واحتفت وكالة إحياء التراث بمدينة تونس وآثارها بكتاب مدينة تونس وتجملت أفاق للمسرح ووفرت كتبا ودراسات نقدية لمحمود الماجري وعبد الحليم المسعودي (الفائز بجائزة صلاح القصب للنص المسرحي الروهة في تظاهرة أيام قرطاج المسرحية) دراسات تؤرخ للمسرح التونسي وتحدّد لبنات الحركة النقدية في المسرح.

للطفولة حضورها، للطفولة كتبها وقصصها وألوانها فقد احتفى جناح «كنوز» كالعادة بالطفل والأطفال بالقصص الملونة والحكايات المشوقة جميعها تحمل الطفل إلى عوالم الخيال والمتعة وتدخله إلى بهرج التاريخ ومتعة التفاصيل فالكتاب هو النور الذي يرشد إلى الحضارة كما يقول مونتسكيو.

أب الفنون يحتفي بالكتاب
المسرح سيد المكان والحدث والحكاية، أب الفنون حلقة لا يمكن الاستغناء عنها في الاحتفاء بالكتاب فالكتاب خير أنيس وخير جليس والمسرح خير فكرة تستطيع أن توصل للمتفرج محتوى الصفحات ومضمونها وعلى الرّكح وقع تخيلّ حوار بين خمسة أركان قارة في عوالم الكتاب هي الكاتب الحالم (نصيب برهومي) الباحث عن التجديد والمؤمن بأن حب المطالعة هو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعة وبديع الكلمات، والناشر المشاكس (نورهان بوزيان) صاحب المطبعة الحريص على جودة المجلّد (يسرى الطرابلسي) و بائع الكتب الذي يحث جمهوره على اقتناء اجود العناوين (الياس العبيدي) وآخرهم القارئ الحالم مكتشف الحروف وخباياها ذلك المسافر الأزلي الذي لا ينهكه الطيران المستمر بفعل القراءة وجسد الشخصية التونسية آية بوترعة عاشقة الكتاب والحالمة التونسية التي تميزت في تحدي القراءة العربي ووصلت إلى المرتبة الخاصة وهي قارئة اليوم وكاتبة الغد.

الموسيقى سفر بين الكلمات
نوتات تكتب تفاصيل الحلم، على الشاشة الخلفية بعض المقاطع من فيلم «القارئ» وفي القاعة نوتات البيانو تصدح عاليا باسم الحب والسلم، موسيقى تعاند لحظات الأمل وتكتب تباشيره فالموسيقى شدو الملائكة ولحظات المتعة والشغف وبشغف طفلة صغيرة للعب عزفت عايدة النياطي على آلة البيانو، قبل ان تصحبها فرقة موسيقية مكونة من ثلاثة عازفين وقد تغنت بقصائد من الشعر الفصيح والشعر العامي بلغات متوسطية متعددة، وعلى وقع موسيقى الفلامنكو تغنى صوت بقصيدة للشابي «الا انهض وسر في سبيل الحياة»، نوتات كمان حزينة كانت كوجع الكتابة تحاكي سهاد اليالي والكاتب أمام أوراقه البيضاء يحبرها وينفث فيها وجع الذاكرة والقلب «كنت أدرك بعمق ان أكبر واق من الجنون والموت المجاني هو الكتاب» كما يقول واسيني الاعرج ، صوت إيقاعات بيانو اسامة المهيري ينقل لحظات ولادة الكتاب الأولى أما موسيقى الإيقاع التي أبدع في مشاكستها محمد عبد القادر الحاج قاسم فكانت عنوانا لفرحة الكاتب بصدور كتابه الى الحياة فالموسيقى عنوان للفرح هي ترياق للسعادة.
ايمان بوخبزة مديرة الدورة:

المعرض ينفتح على المؤسسات السجنية والاستشفائية
صرحت مديرة الدورة الثانية للمعرض ايمان بوخبزة انّ عدد العارضين بلغ السبعين وسيشمل المعرض 15000 كتاب من الكتب التونسية تأليفا ونشرا وتصميما وأكدت أن الكتاب التونسي توفرت له ظروف عرض طيبة وأجنحة تم تصميمها بذوق رفيع مع مراعاة تامة لميولات الأطفال كما ستشمل ندوات ،ولقاءات وورشات وجلسات لتوقيع الكتب والتعريف بأصحابها.

وأشارت انه تنفيذا للاتفاقيات التي ابرمها المعرض مع المؤسسات السجنية والاستشفائية والتربوية تمت برمجة أنشطة بعضها ستشهدها فضاءات المدينة وبعضها الآخر سينظم داخل الوحدات السجنية ومستشفيات الأطفال ومراكز رعاية المسنين.

التكريم:
حفل الافتتاح كان متنوع الفقرات، ومن بينها فقرة تكريم ثلة من المبدعين عشاق الكلمة والمدافعين عنها وفي مسرح الجهات كرّم كل من علي دَبّ صديق نصوص الطفولة والشاعرة المشاكسة فاطمة بن فضيلة وعبد القادر زيتوني وحسن جغام تكريم فيه اعتراف بقيمة الكلمة واهمية الكتاب في المشهد الابداعي التونسي.

الجوائز
توّج ثلة من الكتّاب التونسين خلال حفل افتتاح الدورة الثانية للمعرض الوطني للكتاب التونسي الخميس 19 ديسمبر 2019 في مسرح الجهات بمدينة الثقافة و هم:
وكانت الجوائز كالتالي:
• جائزة الكتاب الإبداعي: منحت مناصفة بين الروائي حسنين بن عمّو عن روايته «عام الفزوع» والروائي أنور عطيّة عن روايته «أنت الشغف».
• جائزة الكتاب الفكري: منحت مناصفة بين الكاتب مصطفى النصراوي عن كتاب «القيم تماسك المجتمع وتماسك القيم» والكاتب محمّد كرّو عن كتابه «الثورة الأخرى»
• الكتاب الموجّه للطفل: منحت الجائزة مناصفة بين عباس سليمان عن «كم كنت غبيّا» و لصلاح بن عيّاد عن رواية «دهليز القائد علي».
• الكتاب المترجم: منحت الجائزة مناصفة بين ماري كريستين بالفاضل عن كتاب «حداد على أمّي» و عبد العزيز شبيل عن كتاب «الزمن والواقعيّة والوصف».
• أفضل عمل إبداعي نسائي في الحقوق والحريات: منحت للكاتبة رفيقة البحوري عن كتاب «في المياة المالحة»
• جائزة الإبداع الشبابي: منحت لكوثر يعيش عن «اتفاقيّة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والتشريع التونسي».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115