اليوم الوطني للثقافة يعود من جديد: وسام الجمهورية: استحقاق أم مجاملة؟

أن يعود اليوم الوطني للثقافة إلى أجندا المواعيد السنوية والمناسبات الوطنية بعد حوالي 8 سنوات من الانقطاع أو القطيعة،

هو بلا شك تحيّة اعتراف وإجلال وتقدير لروّاد الفكر ولمبدعي الفن عند الشعوب التي تحترم نفسها باحترام مثقفيها وفنانيها ... بالأمس كان الاحتفال بهذا الحدث في قصر الرئاسة بقرطاج ، فهل كان في مستوى الآمال وسقف الطموحات وقد لبس ثوب الحرية والاستقلالية بعد 14 جانفي؟

بعد أن تمّ في شهر أوت الماضي الإعلان عن عودة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة في أواخر شهر سبتمبر من كل عام، كان إحياء هذا اليوم أمس الخميس 3 أكتوبر 2019 في قصر الرئاسة بقرطاج.

دعوة إلى الاهتمام أكثر بأهل الفكر والفن
في قصر لرئاسة، كان لقاء المثقفين والفنانين من مختلف الاختصاصات والفنون والأجيال احتفالا باليوم الوطني للثقافة. وقد خطب رئيس الجمهورية محمد الناصر في الجموع مؤكدا على دور الثقافة في بناء المجتمعات الواعية والمفكرة والتقدمية، قائلا:»ونحن نعتبر أنّ كلّ دعم للعمل الثّقافي وكلّ استثمار مجالاته المختلفة هو بمثابة المضادّ الحيوي لمجتمعنا ضدّ آفاتِ التّزمّت والانغلاق وغسيل الأدمغة، كما أنّ الثّقافة هي الأداة الأمثل لتحصين بلادنا وشعبنا و شبابنا ضدّ نزعات التّطرّف. ذلك أنّ التّطرّف وليدُ تفكير عدميٍّ دخيلٍ يُعادي كلّ الفنون وكلّ أشكال الإبداع الثقافي مثل السينما والمسرح والموسيقى والغناء والرّقص والمتاحف أي كلّ التّعبيرات الإنسانيّة الإيجابيّة عن حبّ الحياة والولع بالحريّة والتّوق إلى العيش المشترك الكريم».

كما أكد أنّ «معركتنا ضد الإرهاب تتطلّب إضافة إلى استعمال الوسائل الأمنية والعسكرية والاقتصادية، الاعتماد على ثقافة الفكر الحرّ والإبداع غير المقيّد التي تخاطب العقول والأحاسيس والروح لتُبرِزَ وحدةَ الوجدان والمصِيرِ لدى شعبنا الأصيل».

وشدّد القائم بمهام رئيس الجمهورية محمد الناصر على ضرورة استثمار ثروة التراث «في التعريف بعراقة تاريخنا وثراء هوّيتنا الوطنيّة وتوظيفه في معركة التنمية، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالطاقات المبدعة من كلّ الأجيال ومزيد رعايتها ودعمها وفتح الآفاق الواسعة أمامها...».

جدل حول قائمة المُوسّمين
استبشر أهل الفن والثقافة والإبداع بعودة اليوم الوطني للثقافة إلى الحياة والاحتفاء به كمناسبة جديرة برفع قبّعة التبجيل والاحترام إلى النخبة المفكرة والفنانة لمّا تنثره من زهور المعرفة والوعي والجمال... على طريق المواطنة والبشرية. ولكنهم حذّروا من أن يكون هذا التكريم على المقاس وأن يذهب الوسام إلى غير أهله من أصحاب الولاءات والمجاملات. وبالأمس كانت خيبة البعض كبيرة أمام إخفاق اليوم الوطني للثقافة في إرضاء الجميع وفشل قائمة المُوسّمين في أن تكون محلّ إجماع بالأغلبية. ومن هنا وهناك، برزت التساؤلات عن معايير منح وسام الجمهورية وأسس هذا التكريم على المستوى الوطني. واستنكر البعض أن تحظى إطارات وزارة الثقافة و مديرو هياكلها بنصيب الأسد من الأوسمة في غياب للفنانين والمفكرين من الحجم الثقيل في شتّى المجالات والفنون والذين كان المنتظر إنصافهم في اليوم الوطني للثقافة بعد طول غياب لسنوات عديدة.

وفي المقابل لقي منح وسام الجمهورية إلى المفكر هشام جعيط كل الإشادة والتصفيق وقد تجاوز الرجل سنواته الثمانين وفي قلبه حسرة من قبح الجحود. وهو الذي سبق وأن صرّح : يؤلمني النكران... ويحزّ في نفسي جحود الجامعة التونسية».

كما حظي توسيم الدكتور يوسف الصديق بإطراء الجميع وهو المفكر الذي يصارع سيوف التهديد والتكفير في معركة حرية الفكر والتفكير. كما تمت مباركة تكريم الكاتبة والصحفية جليلة حفصية التي تعتبر من رائدات الصحافة النسائية في تونس.

ومن المفاجآت الجميلة في اليوم الوطني للثقافة تكريم شاعر البلد الحاضر بالغياب والغائب بالحضور محمد الصغير أولاد أحمد، وحتى وإن أتى هذا الوسام متأخرا بعد رحيل شاعره، فذلك خير من ألاّ لا يأتي أبدا.

المُوسّمون في اليوم الوطني للثقافة
• الصنف الأول لوسام الجمهورية:
​ هشام جعيط - عبد العزيز قاسم
• الصنف الثالث:
​السيد حسان العرفاوي
الوسام الوطني للاستحقاق بعنوان قطاع «الثقافة»:
• الصنف الأول:​
المرحوم الصغير أولاد أحمد وتسلّمت الوسام أرملته السيدة زهور أولاد أحمد ويوسف الصديق وهالة الباجي والهاشمي مرزوق.
• الصنف الثاني:
فتحي التريكي وجليلة حفصية وحياة قطاط وصلاح الدين السماوي
• الصنف الثالث:
محمود بن محمود​ وعز الدين العبيدي وعلي مصابحية وشراز سعيد ومحمد الهادي الجويني ولسعد سعيد وهشام بن عمار ولسعد الجموسي ومحمد صالح معالج ومبروك العيوني.
• الصنف الرابع:
محمد بشير التواتي و هاجر الزحزاح و سلوى عبد الخالق و ايمان بوخبزة و شاكر الشيخي و عفيفة المسعدي و منية عبيد المسعدي و فاخر حكيمة و أنيس المؤدب و عماد جمعة​ و مهدي برصاوي​ و محمد منير العرقي​ و رابعة الجديدي و نزار بن سعد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115