رؤوف بن يغلان لـ «المغرب»: المهرجانات الصيفية مجرد ليالي أفراح

هو الفنان الذي يلقي بعصاه في المياه الراكدة فيثير زوبعة لا تلبث أن تتحوّل إلى عاصفة فوق ركح المسرح لجرأة أسئلتها

وصدق نقدها و إيمان رسالتها بالإنسان هما وهاجسا وقضية. إن مسرح رؤوف بن يغلان ليس مجرد عرض ونص بل هو التزام وانخراط فنان في الشأن العام لمحاولة التغيير والتأثير...
بعد أن حصدت مسرحيته «إرهابي غير ربع» الإعجاب والإشادة، يستعد الفنان رؤوف بن يغلان إلى تقديم هذا العرض باللغة الفرنسية.

إقصاء من المهرجانات !؟
«إرهابي غير ربع» هي آخر مسرحيات الفنان الملتزم رؤوف بن يغلان وفيها يحاور مشروع إرهابي على حافة الدمار والانفجار مراهنا على الربع الأخير المعلق ما بين إرهاب ولا إرهاب، حياة وموت لإثناء هذا الإرهابي إلا ربع عن الانضمام إلى خفافيش الظلام والانتماء إلى جند القتل... ولئن تميزت هذه المسرحية بقدر كبير من الاجتهاد والإتقان وغوص عميق في مختلف الأسباب والمسببات التي تطحن حياة الشباب تحت رحى الإرهاب، فإن صاحبها المخرج وكاتب النص رؤوف بن يغلان يرى أن المسرحية ظلمت وحرمت من البرمجة في المهرجانات الصيفية، حيث يقول في تصريح لـ «المغرب»: «في نطاق إستراتيجية وزارة الشؤون الثقافية - ضمن حكومة يوسف الشاهد- في مكافحة الإرهاب وبعد الضربات الإرهابية الأخيرة التي رجت كل فئات شعبنا وزلزلت اقتصاد بلادنا تمّ رفض برمجة مسرحيّة «إرهابي غير ربع» من كل المهرجانات الدولية والوطنية وحتى الجهوية بلا استثناء لسنة 2019. كما تم رفضها في السنة الفارطة في كل مهرجانات صائفة 2018 بعد المراسلات لكل الجهات. وربما يأتي هذا الرفض لأني تجرّأت على القول بأن الحكومة ليست لها استراتيجية واضحة لمكافحة الإرهاب وبدليل أن وزارة الثقافة تعتبر أن مكافحة الإرهاب ليست من مهامها... لكن هذا لن يثنيني عن مواصلة عرض المسرحية مع الجمعيات والمنظمات لتتبعها حوارات تشاركية مع الجمهور».
وشدّد الفنان رؤوف بن يغلان على ضرورة مراجعة سياسية المهرجانات الصيفية بعد مرور أكثر من خمسين عاما في عمر أشهرها ، سيما وأن المسرح والفن الجاد يغيب عن أركاحها ليحضر التهريج والاستخفاف بالذائقة الجمالية... حتى لا تبقى هذه «المهرجانات الصيفية مجرد ليالي أفراح» !

تأسيس جبهة ثقافية
إن اختار الفنان رؤوف بن يغلان أن يدلي بدلوه في مسار الانتخابات الرئاسية سنة 2014 مقدما ملف ترشحه لكرسي الرئاسة، فإنه همّ بخوض غمار الانتخابات التشريعية 2019 قبل أن يتدارك في اللحظة الأخيرة معتبرا أن وظيفته كفنان تخدم شعبه أكثر وأهم بكثير من صفته كسياسي.
ودعا رؤوف بن يغلان إلى حشد صفوف النخب في جبهة ثقافية تكون كلمتها مسموعة وذات رأي وقرار في الشأن الوطني، معتبرا أن الطرح الثقافي مغيب عن قصد في برامج الأحزاب والحكومات التي تتعامل مع الثقافة كديكور للتجميل والتزويق .. وأضاف بالقول: « كفى النخب المتعلمة والمثقفة صمتا واستقالة مما سينجر عنه تبّعات خطيرة، إن المجتمعات المتطورة تحميها النخب ويدعمها الفنانون الذين يلعبون دور الوساطة بين الواقع والممكن بما يملكونه من قدرة على الفهم والاستفسار وإضاءة السبيل... إن تونس تحتاج اليوم إلى نخبتها وأبنائها وعلينا جميعا أن لا نخذلها».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115