وضع شرط مالي للمشاركة في المسابقات الأدبية لمعرض تونس الدولي للكتاب، تراجع عدد من كبرى دور النشر العربية عن المشاركة في المعرض...هذه المؤشرات من ملامح معرض تونس الدولي للكتاب في دورته 32.
مشاركة «يتيمة» في معرض الكتاب باسطنبول
تحلّ تونس ضيفة على معرض الكتاب باسطنبول الذي ينطلق اليوم 4 مارس ليتواصل إلى غاية 14 من الشهر نفسه، إلاّ أن هذه المشاركة التونسية ستكون منحصرة في دار كنوز للنشر والتوزيع من بين 25 دار نشر عربية. ويعود سبب هذا الحضور المحدود للناشر التونسي في معرض اسطنبول حسب صاحب دار كنوز للنشر ورئيس لجنة المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين العرب محمد صالح معالج إلى أن هذا المعرض ينتظم بالشراكة مع اتحاد الناشرين العرب والذي لا يسمح بمشاركة دور النشر غير المسددة لمستحقاتها المالية لفائدته، وبالتالي كانت دار كنوز للنشر والتوزيع هي المؤهلة لتمثيل تونس لاستيفائها شروط المشاركة في هذا المعرض.
تراجع في إقبال دور النشر العربية على معرض تونس
انتقد رئيس اتحاد الناشرين التونسيين «محمد صالح معالج» سياسة تسيير معرض تونس الدولي للكتاب داعيا إلى مراجعة شاملة لها لما فيه خير الكتاب التونسي والحضور الأدبي والثقافي لتونس في الخارج. وأضاف في تصريح لـ«المغرب» باعتباره عضوا بهيئة المعرض بالقول :» في الواقع، مهما حاولت الهيئة المديرة للمعرض تلافي الإشكاليات والحدّ من النقائص... فإن هذه المجهودات لا يمكن لها أن تزيل كل العراقيل على الوجه المطلوب والشكل المنشود لأن معرض تونس الدولي للكتاب يبقى في حاجة ماسة وأكيدة إلى إعادة هيكلة شاملة تنطلق من تكوين هيئة قارة تشرف على الإعداد لهذه المناسبة الهامة على امتداد السنة وليس الاقتصار على تحضير فعاليات دورة معرض الكتاب قبل أشهر قليلة من انطلاقها وهو ما ينعكس على صورة المعرض في الخارج. ونتيجة لهذا الوضع ، فقد سجلنا للأسف تراجعا في عدد الناشرين العرب على مستوى المشاركة في دورة هذا العام من معرض تونس الدولي للكتاب تعللا بتراجع إقبال الزوار على المعرض والتفاوت بين كلفة المصاريف وحجم المداخيل بالرغم من أن معرض تونس الدولي للكتاب يتميز عن باقي المعارض بأنه عنوان التنوع والاختلاف والانفتاح حيث لا سبيل للإقصاء أو صنصرة الكتب بكل أصنافها وتوجهاتها طبعا باستثناء الكتب المحرضة على العنف والتعصب والكراهية ...»
شرط مالي في مسابقات المعرض !
في دورته الثانية والثلاثين، أعلنت الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب عن رصد جوائز مالية لفائدة المؤلفين التونسيين في مجالي الإبداع دورة «محمد اليعلاوى 2016» و النشر دورة « نور الدين بن خذر 2016».وتتوزع الجوائز المالية الخاصة بمجال الإبداع والمقدرة قيمة كل منها 15 ألف دينار إلى أربعة أقسام هي الإبداع في الرواية والإبداع في القصة والإبداع في الشعر إلى جانب الإبداع في المقالة في مجال النقد الأدبي والفني والفكري.كما رصدت الجوائز المالية الخاصة بمجال النشر والبالغة قيمتها 10 الاف دينار لكتاب الطفل و كتاب الفن و التحقيق والترجمة فضلا عن جائزة الناشر لدورة 2016. وقد أثار وضع شرط مالي للمشاركة في مسابقات المعرض بقيمة 50 دينارا جملة من الانتقادات من قبل عدد من دور النشر معتبرين إياها « فضيحة ومهزلة تاريخية» باعتبار «أن شرط وجوب دفع معاليم مالية للمشاركة في مسابقات معرض تونس للكتاب يحدث لأول مرة في تاريخ المسابقات الإبداعية». وحول هذا الموضوع صرّح عضو هيئة معرض تونس الدولي للكتاب محمد صالح معالج بما يلي :» أعتقد أن مبلغ 50 دينارا لن يضيف شيئا للمعرض كما لا يمكنه أن يعني كثيرا لدور النشر التونسية...لكن من حيث المبدأ فأنا ضد هذا الخيار».
محدودية الشحن عائق أمام انتشار الكتاب في الخارج
كثيرا ما يتردد السؤال عن سبب ضعف المشاركة التونسية في معارض الكتاب العربية والدولية بالرغم من قيمة المؤلفات والإبداعات التي تصوغها أقلام كتابنا وباحثينا ... وفي هذا السياق، كان جواب اتحاد الناشرين التونسيين محمد صالح معالج كالآتي: «يعود السبب إلى ارتفاع تكاليف شحن الكتب عن طريق الطائرة والتكلفة الباهضة لكراء الجناح في بهو المعارض الدولية ...وقد تولينا تقديم اقتراح إلى وزارة الثقافة والمحافظة على التراث قصد دعم مشاركة الناشر التونسي في الخارج عن طريق الترفيع في حجم الشحن الذي لا يتجاوز حاليا 450 كلغ في أغلب المعارض وهو ما يعيق تصدير الكتاب التونسي بالرغم من التهافت الذي نلحظه على المؤلفات التونسية، حيث غالبا ما يسجل جناح اتحاد الكتاب التونسيين في المعرض الدولية نسبة مبيعات تقدر بـ 80 أو 90 ٪ من الكتب رغم محدودية الكمية المشحونة».
وفي ختام حديثه، شدد رئيس لجنة المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين العرب محمد صالح معالج أن معرض تونس الدولي للكتاب لابد أن يكون معرض دولة وليس معرض وزارة ثقافة حتى يلعب دوره على الوجه الأكمل في تسويق الكتاب التونسي وإشعاع الثقافة التونسية...