عاصمة الجبل «غمراسن» تحتفي بالطبل: للجبال نشيدها فانصتوا...واسمعوا همس الحرية

أسبوع يفصل عاصمة الجبل «غمراسن» عن الاحتفال بالدورة السادسة لمهرجان «عرس الطبل»، عرس لن يحتفي بالطبل و حده بل سيحتفي بكل الفنون والموسيقات والآلات، ويسلط الضوء على جزء من الذاكرة، ذاكرة الجدّات وذاكرة من سكنوا عاصمة الجبال و استوطنوا الحجار ة

و مغاراتها وتركوا بصمتهم في الشعر والفكر و العمارة وجعلوا من المدينة منارة للسياحة و الفن والفكر .
وتنطلق الدور ة السادسة لمهرجان عر س الطبل ايام 13 و14 و 15 ماي ا لجاري، دورة تتحد فيها الموسيقى و الفكر و الجولات السياحية للتعريف بالمدينة والكشف عن مخزون ثقافي وتراثي جد ثري.
ويشرف على تنظيم المهرجان جمعية صيانة مدينة غمراسن بالشراكة مع جمعية غمراسن النسائية ومندوبية الثقافة تطاوين و دار الثقافة بالمدينة ومركز النجمة الزهراء للموسيقى العربية و المتوسطية وبتمويل من مؤسسة المورد الثقافي.

غمراسن وموروث موسيقي ثري
ان كنت تطرب لشدو البوادي الاصيل او كنت تطرب لمجد تاريخه الاثير وان كنت تصفو لترانيم الصبابا الخفيفة أو تروقك حكايات الجدات الظريفة فشد رحالك الى عاصمة الجبل «غمراسن» وتحديدا الى الدورة السادسة من مهرجان عرس الطبل، دورة تكون فاتحتها موجهة للفكر من خلال ندوة علمية موجهة للبحث في التقاليد الموسيقية بجهة الجنوب الشرقي ويرأس الجلسة الاستاذ محمد شفيق فوجة استاذ محاضر بجامعة قابس و يكون اللقاء مع مجموعة من المداخلات و هي «حضرة سيدي النوي ببنقردان: جبروت الطقوس في موروث موسيقي مغاربي مشترك لقبيلة الربابيع « تقدمها احلام حامد، وثانية لمحمد المصمودي بعنوان «قراءة في مميزات المدونة الايقاعية لنمط الطبل والغبطة في جهة غمران» ويقدم انس غراب محاضرة حول «اغاني النساء بجهة غمراسن» فمداخلة رابعة لمراد بوقارص عن الاغاني النسائية بجهة مدنين وفي اغاني النسا ء بين اشكالية المدلول و صعوبة التفسير يتحدث الحبيب الثابتي، كل المداخلات تكون يوم 13ماي وجلها تتحدث عن اغاني النساء، اغانيهن التي مثلت ذاكرة شعبية حية تنقل العديد من الاحداث والتواريخ قد تناستها الكتب الرسمية ولكن النسوة لا ينسين فهن ذاكرة حية و متجددة وبأغانيهن يحكين ملاحم قد تنسى يوما.

السياحة الجبلية ميزة الجهة
السياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة ، وجهان لخدمة تونس وتقديم صورة اجمل عن هذا الوطن، والسياحة الجبلية من مميزات عروس الجبل غمراسن، فهل تحلو زيارة المكان دون صعود الجبال المحيطة بها؟ وهل يمكن القول انك زرت غغمراسن دون الصعود الى مرقد العلامة ابن عرفة المنتصب فوق الجبل يحرس المدينة و يخبر زوارها انها مدينة علم وشموخ و اهلها كما الجبل لا ينحنون.
غمر اسن تبعد عن مدينة تطاوين 28 كلم، في الطريق الى غمراسن يعترضك قصر الحدادة احد اشهر القصور في الجهة، غمراسن الجبل والشموخ كيف لا وأصل التسمية «سيد القوم» و يرجع اصل تسمية غمراسن الى اسم بربري وفيه تعني «غمر» القوم، و «سن» السيد لتكون سيد القوم.

وتوفر مدينة سيد القوم الراسية بين الجبال بضيوفها و يقدم لهم المشرفون على مهرجان عرس الطبل جولة في المسلك السياحي « الجيولوجي بني غدير و قصر الحدادة وواد زعفران وبير ميتر ، فجولة ثانية في مواقع غمراسن ومعالمها ليعانق المتفرج عبق التاريخ ورائحة الاجداد في انسفري او «مغارة القنفد» التي تعود الى 5الاف عام قبل الميلاد، وقصر الرصافة وقرماسة الهادئة دون نسيان زيارة ابن عرفة ذاك العلامة الذي ولد في مدينة وصل إليها العرب في القرن 11ميلادي واتحدوا مع البربر وأسسوا كنفدرالية ورغمّة.
وجاء في كتاب رحلة عبد الله ابن احمد بن التيجاني المعروف برحلة التيجاني الذي رافق الامير ابي يحي زكرياء اللحياني و كان المشرف على ديوان رسائله في 675هجري ان «غمراسن اسم لناحية من الجبل المتصل الذي اصله جبل درن بالمغرب، وهو الجبل الاعظم على وجه الارض، وهذه المسافة المسماة بغمراسن هي متصلة بالمسافة التي تسمى دُمّر، وتحتوي غمراسن على قلاع عديدة أشهرها نُفّيق و قلعة حمدون».
السياحة الجبلية والمسلك السياحي موجود ينتظر فقط توفر ارادة سياسية لتحصين المعالم وتأمين المسلك السياحي والعناية به للارتقاء بالسياحة الجبلية هناك في عاصمة الجبل «غمراسن«؟.

المحفل ذاكرة حية عن تاريخ منسي
«نخن على الطبل يا بنات جيلي» هكذا غنى الشاعر رضا عبد اللطيف عن الرقص و الطبل، وفي عرس الطبل سيكون للحضور موعد مع الذاكرة و التاريخ من خلال الاغاني و المحفل ، اليست الموسيقى ذاكرة حية لا تخفت، والأغاني تنقل حكايات من مروا من هنا وتوثق للحظات قد لا تعاد و قد لا تستنسخ، و في هذا السياق يكون اللقاء يوم 14 ماي مع سهرة «المحفل» وعرض ملحمي عن تاريخ الجهة وحاضرها فعرض تقدمه 12فرقة شعبية وقبلها لقاء مع سهرة فنية تراثية تحييها فرق شعبية من ليبيا والجزائر والمغرب وتونس وتحديدا من الجنوب التونسي، فورشة توثيقية في التاريخ الشفوي عن حكايات النساء والرجال، ويكون اللقاء مع عرض «الرمال المتحركة» انتاج مركز الفنون الركحية بمدنين، عرض تتحرك فيه الرمال لت كتب اسطورة جمال وتنفض عن المكان الصمت وتشدو بترانيم الحرية في عروس الجبل «غمراسن».

الدورة السادسة لعرس الطبل فرصة للتعرف على المخزون الثقافي والتراثي للمدينة الساكنة بين الجبال، هي وثيقة للتعرف على تاريخ المدينة ونداء إلى السلط والمسؤولين للالتفات لتراث المدينة والاهتمام بجزء من تاريخ تونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115