سموأل نجيب سخية مخرج فيلم «ابن الأرض 1.2» لـ«المغرب»: الموسيقى الأمل الوحيد لكل المقبورين ودونها لا وجود للحياة

الموسيقى بلسم يشفي جراح الواقع ويزيدنا قوة واصرارا لنزين عالمنا ونواصل كتابة احلامنا، بهذه الكلمات تحدث مخرج الفيلم الموسيقي «ابن الارض»

سموأل نجيب سخية عن الفيلم وعن كليب ابن الارض2 للمبدع و الفنان الخارق كما وصفه امير الكمان محمد الغربي وهو فيلم موسيقي من بطولة عيسى والبحري الرحالي وعلي بن سعيد وانتاج لمحمد الغربي وصورت اغلب الاجزاء في الشمال الغربي (الموقع الاثري ببلاريجيا في الجزء1) و كاف الحمام بنزرت في الجزء2 فتونس وجهة للتصوير بامتياز.
سموأل سخية مخرج سوري الجنسية تونسي الهوى، استمدّ من اسمه الكثير لتكون أعماله عنوانا للتمسك بالارض، للدفاع عنها وتقديم صورة جديدة في المشهد الاخراجي التونسي، سموأل سخية بعد تجربته الناجحة في «العنبر» قدّم ابن الارض1 من بطولة محمد الغربي والان ينجزون ابن الارض2 قبل اصدار اول فيلم موسيقي في تونس، ابن الارض صرخة ضدّ الظلامية والجهل هي تعبيرة متمردة عن الحياة وقيمة الموسيقى في حياتنا «المغرب» حاورت سموأل بالشيخ عن ابن الارض وكان الحوار التالي:

• لماذا ابن الأرض؟ ومن هو ابن الأرض؟
ابن الأرض هو المدافع الشرس عن أرضه عن حلمه، هو اللين كالورد والقاسي مثل الصخور، ابن الأرض شخصية توجد في التاريخ بين تونس وسوريا ابن الارض هو الانسان .الذي يتمسك بارضه ويدافع عنها وسلاحه الموسيقى.
ليضيف أنّ ابن الارض 2 هو مواصلة للجزء الأول الذي تناولنا فيه الثالوث المحرم أي الدين والسياسة والجنس وجميعها تكون أعداء للموسيقى وللحياة ولكل تعبيرة حالم.
ابن الارض تحول زمنيا في جزئه الثاني لينقل للمتفرج فترة القرن السابع عشر ويواكب الصراع بين الموسيقى والمكننة، رحلة تغوص في أغوار الشخصية الرئيسية للكشف عن مكان المخطوطة الاصلية التي تكشف سرّ الكمنجة الاصلية المتوفرة على شعار الفينيق وهو الطائر دائم الترحال بين قرطاج (تونس) و فينيق (سوريا) واسم الطائر «السموأل» وهو رمز للتمسك بالارض والخصوبة ففي الفيلم او الكليب انطلقنا من بحثنا في التاريخ واهمية الموسيقى عبر الحضارات ومنذ الازل.

• هل الموسيقى وسيلة للدفاع عن الارض؟
الموسيقى سيدة الزمان، الموسيقى وحدها القادرة على قتل الوحش داخلنا، الموسيقى بلسما يمسح الجراح، هي الامل الوحيد لكل المقبورين، الموسيقى في «ابن الارض» هي مطية للحلم ودليل للمقاومة أيضا، في الكليب تصبح تلك الآلة الرقيقة أي الكمان مثل سيف الساموراي قوية وصلبة تدافع عن الفكرة والهوية والانتماء.
في ابن الارض الفيلم يكون من انتاج محمد الغربي عازف الكمان المبدع، في الفيلم تكون الموسيقى التي كتبها الغربي ثرية ثراء معرفته وحبّه لنوتات الكمنجات التي يقدمها، فابن الارض1 وابن الارض 2، تجدك امام موسيقى تونسية الروح، مزيج من السطمبالي والايقاعات الامازيغية والتراث شمال الغربي تلتحم وتتحد في نوتات مميزة تبدعها كمنجة العبقري محمد الغربي الذي جسد الشخصية الرئيسية في الفيلم وهو ابن الارض.
محمد الغربي لم يكتف بمجرد العزف بل جسد شخصية الفارس المغوار وابدع في تقمصها ، ذاك البطل حافظ السرّ وحامي المخطوطة الذي لا يهاب الموت لاجل حماية الموسيقى وحماية الة الكمنجة من «المرتزقة» و«صائدي الكمنجات»، وفي الفيلم تكون الموسيقى قوية لتتماهى مع نظرات الفنان وانتشائه التام مع الموسيقى التي تصبح معها الكمنجة الة للحرب لمقاومة المكننة والسلطة المتغولة، والفكرة التي اردنا ايصالها هي انّ الفن هو الاصل هو الفكر ربما تضيع الاف الكتابات لكن تبقى النوتة مزهرة داخلنا.

• في الفيلم هناك حضور لممثلين محترفين، كيف كان الكاستينغ؟
ابن الارض قام على مشاهد حربية ومعارك أبدع في تصميمها رمزي بوسليمي، ممثلون محترفون يقدمون ادوارهم في الفيلم، على رأسهم الطفل الهادئ الذي لا يكبر عيسى حراث في دور الكابو، ذاك الذكي «الماشينيست» الباحث عن كنوز العالم بنظرته القوية ووقفته الوقورة يبدع في الشخصية وكم كنت معجبا بمارلون برندو، وأبحث عنه في وجه الممثلين العرب، الموهوبين وأنصاف الموهوبين وحتى اذا ضاقت بي الأمور لأبحث عن أرباعهم حتى، حتى رأيته في فلم بدور يعتبر ثانويا ولو كثر ظهوره. دور باهت لا يشبه ما يملكه من معنى الممثل العملاق، أنه بحق لديه كل مواصفات النجم الذي لا يكرر، الثقة بالنفس التجانس بين العاطفة والجسد. الصبر، والاسترخاء، كلها موجودة في ممثل واحد»، الشخصية الاخرى التي تقود الصراع هي شخصية «المعلّم» معلم الموسيقى وحافظ اسرار المخطوطة والمدافع عن الكمنجة شخصية يتقمصها البحري الرحالي الذي وصفته بالقول»لين كالود وقاسي مثل الصخور» وبين اللين والقوة يبدع البحري في شخصية المعلّم، اما الممثل الثالث فهو المبدع الصامت علي بن سعيد الذي يمتلك أدوات الصمت وفي الفيلم يجسد شخصية صائد الكمنجات، شخصية تتميز بالقوة الجسدية مع انتفاء لكل ماهو اخلاقي فقط يحقق ما يريد.

• في الفيلم والكليب مشاهد للمعارك والحروب لماذا التوجّه للفانتازيا؟
ابن الارض كمشروع هو فيلم موسيقي مدته من 20 الى 27دقيقة، من بطولة العبقري محمد الغربي هو صاحب الموسيقى والانتاج، ومحمد الغربي فنان مغامر هذا اوّلا، اما ثانيا «الفنتازيا» جزء من ذاكرتي الطفولية فانا جدّ مغرم بتجربة مصطفى العقاد وفيلم «أسد الصحراء عمر المختار»،وثالثا «الفانتازيا» تقدم مساحة اكبر من الحرية في التعامل مع المادة المصورة خاصة وانني اعشق «اللقطة العريضة» وأميل الى الفانتازيا للهروب من التوثيقي.
في الفيلم الكثير من المشاهد الخيالية والخيال وسيلة للخروج من الواقع والهروب منه، كما أنّ الفانتازيا تفتح بابا كبيرا للإبداع والتأويل، ففي الفيلم هناك الكثير من الرموز والشيفرات مثل الأعلام السود والأعلام الحمر (أعلام بيوت الدعارة) او الشيفرات المكتوبة على الكمنجات، لباس الممثلين، طريقة تحريك السيف أو الكمنجة كلّ هذه الجزئيات الفانتازيا وحدها قادرة على دمجها في عمل واحد، كما اننا نحتاج الى الخيال لنحلم، فالحياة التي نعيشها قاسية بالحدّ الكافي ونحتاج الى الكثير من الخيال لنتجاوز قسوتها.

• شعارات، شيفرات، حركة سيف الساموراي، صراع ؟ لماذا كلّ هذه الشيفرات في فيلم موسيقي؟
اردنا الاحتفال بالكمنجة لذلك عدت إلى قصة أول كمنجة في التاريخ ومن ثمة فكرة أول مخطوطة وفكرة الدفاع عن الموسيقى، كما أننا أردنا لفت انتباه المتفرج ودفعه للتساؤل عن كل تلك الشّيفرات ومحاولة فكّ الرموز الغامضة حينها سيجد نفسه جزء من القصة، فكلّ منا هو ابن الأرض، كل إنسان هو جزءا من الحكاية يفترض ان يدافع عنها بفكره وعقله وموسيقاه إن أمكن لذلك يستعمل البطل «الساموراي» وهو فنّ وطني يدافع عن الأرض ولا يؤذي الآخر.

في الفيلم اختيار الاطار الزماني ايضا لم يكن اعتباطا لان القرنين 17و18 وقع فيهما اعادة توزيع العالم الجديد وتوزيع الثروات والسلطة ايضا وكاننا نتساءل اين نحن في ذلك الوقت.
ثمّ أنّ التاريخ ليس لمجرد القراءة إنّما وجب البحث فيه فما تخفيه الصفحات القديمة نعيشه اليوم فاالكابو مثلا جامع كنوز العالم والمخطوطات والأشياء النادرة يمكن ان يرمز إلى الولايات المتحدة الامريكية في حيازتها لكل التراث العالمي لتبقى دوما رمزا للسيادة فمن لا ذاكرة له حتما لن يكون له مستقبل لذلك توجهت الى سياسة الشيفرة والتلميح لاوجّه عقل المشاهد لمحاولة فكّ هذه الشيفرات وقراءتها حتى يصبح جزءا من عالم ابن الارض.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115