من الحكومة التونسية ولاسيما من وزارة الشؤون الثقافية التي تطالب في كل مرة بالارتقاء بأدوار الدبلوماسية الثقافية في النهوض بالصناعات الثقافية والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز حضور تونس في العالم.
وفي كل مناسبة، تعاد الخطابات المتكررة والمتشابهة عن أهمية الدبلوماسية الثقافية وضرورة العمل على تفعيل آلياتها في البلدان الأجنبية حتى تكون الثقافة جسر انتشار وإشعاع وسلاح القوّة الناعمة.
آخر هذه اللقاءات كان يوم أمس السبت 22 جوان 2019، حيث احتضن قصر الآداب والفنون القصر السعيد الندوة الفكرية السابعة التي خصصت للدبلوماسية الثقافية من تنظيم مركز تونس الدولي للسياسات الثقافية بالتعاون مع الجمعية التونسية لقدماء السفراء والقناصل العامين. وقد حضرها وزير الشؤون الثقافية ووزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي وكمال الحاج ساسي مستشار رئيس الحكومة.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد الوزير محمد زين العابدين على «سعي وزارة الشؤون الثقافية إلى الارتقاء بالوعي الذاتي والجماعي في ما يخص الدبلوماسية الثقافية التي لا تقل أهمية عن الدبلوماسية السياسية والدبلوماسية الاقتصادية من خلال إحداث عدد من المؤسسات التابعة لها على غرار قصر الآداب والفنون القصر السعيد والمكتبة السينمائية ومسرح الأوبرا وبيت الرواية.. وإدراج مائدة يوغرطة على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي وعنصر فخار سجنان على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللاّمادي باليونسكو».كأول بلد عربي وإفريقي من بلدان البحر الأبيض المتوسط انضمت تونس إلى «برنامج أوروربا المبدعة خلال الفترة الممتدة من 2014 إلى 2020 مع تحديده جملة من الأهداف منها: تنمية المشاريع الثقافية الدولية وإرساء الشبكات الثقافية بين البلدان وترجمة الكتب وترويجها ودعم الأفلام وتوزيعها...
وأسهم انضمام تونس إلى برنامج أوروبا المبدعة في تعزيز الدبلوماسية الثقافية التونسية حيث ساهمت المشاريع الثقافية المشتركة بين المبدعين التونسيين ونظرائهم الأوروبيين في تعزيز صورة تونس بالخارج ونشر الإنتاج الثقافي التونسي وتثمين الخصوصيات الثقافية المحلية ...
ويبقى الارتقاء بمردود الدبلوماسية الثقافية رهين وضع سياسة مدروسة وخطة اتصالية ناجعة تتضافر فيها جهود التعاون والتنسيق بين وزارتي الخارجية والشؤون الثقافية ومكونات المجتمع المدني... وحتى تتحقق مآرب هذه القوة الناعمة في اختراق الحجب واحتلال المدن والأمصار وإبهار الثقافات الأخرى لابد أن يكون المنتوج الثقافي التونسي متحررا من سجنه الفلكلوري وصوره النمطية وأشكاله المنسوخة وأن يكون حرا ومتحررا، مبدعا ومختلفا... ولا يشبه غيره.