صب الرش لسمير الحرباوي: سنوات على أحداث الرش... «حلّ الدوسي؟؟»

السينما ذاكرة المهمشين و السينما ذاكرة من يتناساهم النظام عنوة وتظلمهم السياسة ، لأبناء سليانة وعن معاناتهم وحقوقهم المسلوبة ومطالبهم المنسية اهدى المخرج سمير الحرباوي فيلمه «صب الرش»، فلم صور بعد سنة من احداث الرش بسليانة، بعد عام عاد المخرج الى سليانة وتحدثت الكاميرا

مع اهالي مدينة سليانة، اولئك التونسيين الذين بادروا الى ترك المدينة للسيد «الوالي» وخرجوا بعد أن رفضت حكومة حمادي الجبالي تغييره «نخرج أنا والوالي لا» كما قال الجبالي رئيس الحكومة انذاك.
احداث الرش في سليانة تلك التي علق عليها سمير ديلو نائب عن حركة النهضة بقوله « كل من تعرض الى اعتداء أصيب في عين واحدة وليس في عينه الاثنين» ملف لازال اصحابه ينتظرون فتح الملفات ومحاسبة المسؤولين، ملف مازال بيد القضاء ومازال الشباب الذي تعرض الى الاعتداء ينتظر «معجزة» قد تأتي.

بالكاميرا تنقل سمير الحرباوي بعد عام من احداث 27 نوفمبر 2012 الى ربوع الشمال الغربي الصامدة والشامخة شموخ اهلها الذين لم يطالبوا إلا بحقهم في محاسبة الجناة.

« «سليانة و بعد ؟؟» عنوان شريط وثائقي قصير يصف و يرجع بنا الى ملحمة عاشها أهالي الجهة ذات نوفمبر 2012 أعده و أخرجه المخرج سمير الحرباوي بالكاميرا نقل المخرج ما رآه بعد انقضاء سنة من الأحداث المؤلمة والتي واجهها الأهالي بشجاعة و بمواقف علمت سياسيي تونس معنى الشموخ و الثبات على الموقف و على المبدأ .. أهالي سليانة الذين غادروا منازلهم و مدنهم ليتركوها فارغة حتى لا يجد الحكام من يحكمون في تلك الربوع .. و كان ذلك مشهدا اهتز له كل العالم بعد أن نقلته وسائل الإعلام العالمية.

في الفيلم يعود المخرج عبر ذاكرة احد الشيوخ المشاركين في معركة برقو 1954، وأكد المخرج انه ركز على البعد النضالي المتأصل في الجهة، من خلال إسهامها في المعارك التاريخية ضد المستعمر الفرنسي معركة جبل برقو 1954 و في الحركة اليوسفية و انتفاضة 1990 ضد بن علي وصولا إلى الانتفاضة الجماعية ضد الترويكا، وفي الفيلم مراوحة بين الذاكرة والحاضر، ومراوحة بين موقف السياسي غير المبالي وكلام علي العريض وزير الداخلية انذاك انموذجا و المواطن المناضل من خلال قولة أحد الشيوخ «ما نبيعش بلادي» وبين الصدق والتملق تجولت الكاميرا.

نوفمبر 2013 قدم الفيلم والى ماي 2016 يمكن طرح سؤال، اين وصل ملف احداث الرش، هل ستقع محاسبة المسؤولين الذين عاملوا ابناء المدينة كما «الحيوانات، لان الرش يستعمل في الصيد»؟ وهل سيتحصل المتضررون على حقوقهم؟ ومن فقد بصره هل سينفعه القصاص؟ اسئلة طرحها ابناء المدينة التي ثارت ضد الترويكا ومازالت تعيش على وقع مأساة فقد فيها شباب نور عيونهم.

سليانة وبعد؟ فيلم يوثّق للحظة تاريخية مؤلمة، ذاكرة جماعية وجروح لم تندمل بعد، فيلم اكد مخرجه ان الكاميرا صوت المنسيين وصراخ المكتومين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115