كما تروي لنا بطحاء هذا الحي فصول الحياة الثقافية والحركة الفنية في «باب سويقة» التي كانت القلب النابض للملتقيات الأدبية والمسامرات الشعرية والحفلات الموسيقية ... وكانت «الكافيشانطا» أحد وجوه المدينة الفنانة في شهر رمضان. واليوم، بعد سنوات وأجيال تستعيد «باب سويقة» أجواء الكافيشانطا وصخب سهرات شهر لا يشبه غيره في منطقة ذات خصوصية وهوية متفردة.
ببادرة من فضاء الفتح الثقافي، تعيش باب سويقة انطلاقا من 18 ماي الجاري إلى غاية 2 جوان 2019 على إيقاعات الكافيشانطا في تعدد فنونها وتنوّع تعبيراتها وتجلياتها ...
معركة فضاء ثقافي في حيّ شعبي
مثلت الكافيشانطا هوية باب سويقة في شهر رمضان ومضرب شهرتها على امتداد العصور والأجيال. ووفاء للذاكرة وحفاظا على الهوية يستدعي فضاء الفتح الثقافي أو «صالة الفتح» كما كانت تسمى قديما عوالم هذه السهرات الساحرة والحيّة في الأذهان.
وقد أفاد مدير هذا الفضاء الفنان جمال العروي في تصريح لـ المغرب» بأن «عودة الكافيشانطا أو إعادتها إلى بطحاء باب سويقة تصطدم بعراقيل مادية وأمنية إلى جانب احتلال الساحة من المنتصبين فوضويا لممارسة مختلف الأنشطة. وأمام تعذر إحياء سهرات الكافيشانطا في بطحاء الحي، كان البديل هو الفضاء الداخلي لفضاء الفتح مع تعديل في طريقة حضور الجمهور من الوقوف على القدمين إلى الجلوس إلى طاولات بأسعار رمزية لا تتجاوز 5 دنانير للعرض الواحد».
وتحتفي كافيشانطا رمضان 2019 بالفن الشعبي وآلات المزود ورقصات شمشوم وبو سعدية وكوريغرافيا الرقص بالقلال ... كما تحتفل بإبداعات محمد الشارني وإسماعيل بن هنية وغيرهم...
وكما كانت باب سويقة قلعة النضال الوطني فإن التمسك ببقاء الفضاءات الثقافية الخاصة بهذا الحي الشعبي هو نوع من النضال الثقافي حيث يقول مدير فضاء الفتح جمال العروي:» فضاء ثقافي في منطقة شعبية يعني معاناة يومية في مواجهة «عركة» أو عرقلة أو لخبطة... لكننا هنا باقون».
التلفزة الوطنية كسبت الرهان
يسجل الفنان جمال العروي هذا الموسم حضورا في السلسلة الهزلية «زنقة الباشا» على شاشة التلفزة الوطنية. وقد أبدى إعجابه بهذا العمل من إخراج نجيب مناصرية معتبرا أن ظهوره في هذا الجزء سيكون تمهيدا لحضور أكبر في الجزء الثاني لزنقة الباشا من المنتظر انجازه لرمضان 2020.
وردا على تأرجح العمل الكوميدي «زنقة الباشا» بين الإعجاب والانتقاد ...أكدّ جمال العروي أن النجاح في الكوميديا معادلة صعبة للغاية ونجيب مناصرية أمسك ببعض مفاتيحها.
ونوّه الفنان المسرحي جمال العروي ببرمجة التلفزة الوطنية لرمضان 2019 معتبرا أنها كسبت الرهان في العودة إلى صدارة القنوات التي تحترم نفسها وجمهورها ... وأبدى إعجابه بمسلسل «المايسترو» الذي اعتبره عملا بمقاييس فنية وتقنية عالية رغم وجود بعض الهنات التي لا يخلو منها أي عمل. كما أكد أن «المايسترو» ليس مجرد عمل درامي امتلك مقومات النجاح بل هو تجربة حياتية مفعمة بالصدق والإحساس ورجة للإصلاح والتعديل في مجتمعنا... فكان درسا في الإنسانية.