عرض الفصول الأربعة لانجلان بريلجوكاج في قاعة الاوبرا: حين يحاكي الجسد الموسيقى ...

الاجساد تكتب الياذة موسيقية رائعة، الاجساد تكتب قصتها وتنحت مقطوعة موسيقية خالدة تقدمها الى

الجمهور بطريقة مختلفة، الاجساد تحيي التاريخ وتغوص في النوتات الموسيقية فتعيد صياغتها وتخرجها من الصمت الى الصخب والحياة.
الأجساد تعيد كتابة الياذة «الفصول الأربعة الخالدة للموسيقار انطونيو فيفالدي في عرض كوريغرافي يحمل الاسم نفسه للمخرج «انجلان بريلجوكاج» انطلق من الموسيقى ليقدم صحبة اثني عشر عاشقا للغة الجسد جواز سفر الى عالم تنتفي داخله كل الحدود المكانية والزمانية.

الجسد لغة صادقة
اجساد متحررة، اجساد متمردة تصارع نوتات الموسيقى وتسابقها، ركح خال من الديكور الا من اربعة اكياس علّقت في سقف قاعة الاوبرا، موسيقى مرتفعة النسق يبدو انها الة الكمنجة تعاند موسيقى تساقط الثلج وهدير الرياح وصفيرها فتكتب نوتات خاصة جدّا ابدع في صياغتها «انطونيو فيفالدي» قبل 300 عام .

الاجساد الاثنا عشر تتحرك بسرعة كانها تسابق الشتاء ورياحه، حركات متسارعة كما نوتات الموسيقى التي قامت على «كونشيرتو فا مينور» نوتات صاخبة وحركات اكثر صخبا تنقل للجمهور تفاصيل الحياة الشتوية وقساوتها حينا، حركات تتماهى مع صوت الرياح واخرى تنقل هدير المطر وثالثة ناعمة نعومة بياض الثلج ورقته، ميزة اللوحة اللون الاسود فالاسود عادة يرمز الى الشتاء الى السكينة وانعدام الشمس.

اجساد تتحرك بكل دقة، نفس الحركة في التوقيت نفسه، بحشرجاتهم يصنعون موسيقاهم الخاصة ايضا فالفصول الاربعة عرض للحياة يحاكي فصولها ويتماهى مع الطبيعة في مزاوجة ممتعة بين الكلاسيكي متمثلا في موسيقى العظيم فيفالدي و الحداثي تمثله اللوحات الكوريغرافية الجديدة والمجدّدة في لغة الجسد.

«الفصول الأربعة» هو اسم العرض هو أشهر أعمال»بريلجوكاج» الذي أعاد تقديمها في مسرح الأوبرا في نسخة مصغرة بمشاركة 12 راقصا من باليه «بريلجوكاج» والمدرسة الوطنية العليا للرقص» .على إيقاع موسيقى «فيفالدي» التي تتشكل في ثنايا نوتاتها بهجة الحياة بفصولها الأربعة، احتفال بقساوة الشتاء وحلاوة الربيع وسحر الصيف وتموجات الخريف جميعها نقلتها اجساد الراقصين في لوحات عديدة تحاكي كلّ فصل وتنقل مميزاته بطريقة مبهرة تجمع كلّ تفاصيل الجمال.

من الشتاء وبرودته والوانه الباهتة الى الربيع الساحر بالوانه الموشاة و المختلفة، وضحكات تصنع بهجة الربيع وسحره، موسيقى الربيع تكون على كونشيرتو مي ماجور في ثلاث حركات، تختلف الاضواء والحركات و الموسيقى، يختلف المشهد العام ومعه ابتسامة واقبال الراقصين بكل الحب على الرقص والحياة، فموسيقى الربيع تحاكي لحظات الحب وحركات الراقصين تنقل البهجة و الفرح الذي يبشر به الربيع موسيقى تحلّ مع الربيع فتحتفل الطيور بعودته باعثة البهجة في المكان وتداعب النسمات الجداول المتململة بنعومة وتبتعد تدريجيا اصوات العواصف لتعلن عن قدوم فصل الجمال كلّ هذه التفاصيل الدقيقة يبدع الراقصون في تقديمها في عرض فريد وممتع للاذن والبصر.

عرض يشرف عليه الكوريغراف ذائع الصيت الذي قدم أعماله في كامل أنحاء العالم، وارتبط اسمه خاصة بالفصول الأربعة، جواز سفره أنى ذهب، وحكاية الفصول لم تتوقف، بل كانت على ركح مسرح الأوبرا في مدينة الثقافة تتجدد مع راقصين صغار، يتحركون بمنتهى الإحساس والديناميكية. أجساد صغيرة تتحدث بأجمل لغات العالم، لغة الجسد، لتروي قصة الفصول الأربعة التي تخطها الحياة في رحلة كل إنسان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115