ملتقى سينما الجنوب في دورته السادسة: دورة تحتفي بالمرأة

بعد غياب دام أكثر من ثلاثين سنة عن شاشة ستة اعوام من الابداع ستة اعوام من النحت في صخور التهميش لكتابة

مشهد سينمائي ينطلق من الجنوب ويعبر عنه، ستة اعوام من كتابة تفاصيل الحلم وصياغتها ليمثل الجهة وتكون السينما صوت المكان ومطية التعريف بها، ستة اعوام هي عمر ملتقى سينما الجنوب الذي تنظمه جمعية الجنوب للثقافة والفنون بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية و المركز الوطني للسينما والصورة.
وتحتفي هذه الدورة السادسة بالمرأة لتكون صورة المرأة في السينما التونسية محور الدورة وتكون المرأة رمزا للوطن والكاميرا المتحررة والسينما مطيتها للدفاع عن حقوقها وأفكارها.

المرأة في السينما
السينما باعتبارها ذلك الرافد الثقافي الهام، وعبر تنوّعها وشموليتها تطرق إلى قضايا المجتمع وتغوص في ذلك بأشكال مختلفة، وعليه نجد ان الكثير من الأفلام والعديد من المخرجين والمخرجات تناولوا قضايا المرأة سينمائيا، إلاّ انه رغم هذه المحاولات بقيت هذه القضية قابلة للطرح وللاشتغال إلى يومنا هذا ، وما تم انتاجه يبقى قليلا جدا.

حضور المرأة في السينما، ليس مجرّد جمال وجسد، بل قدرتها على عكس الواقع في مجالاته المختلفة، فكانت ملهمة عديد المخرجين في تجارب متعددة، وما تزال حمّالة لتناول مختلف من خلال تميزها وتفرد شخصيتها وخاصة في مجتمعنا التونسي.

الملفت للانتباه كذلك ان المرأة كفاعلة في السينما مخرجة او كاتبة سيناريو، اسهمت بدور كبير في تغيير صورتها، والقت الضوء على حقوقها، والأعمال بمجملها تؤكد ان السينما لعبت دورا مهما في تفعيل حضور المرأة، وفي تغيير صورتها ولو بشكل محدود.

«صورة المرأة في السينما « ونخص بالذكر هنا في تونس يمكن الإشارة إلى كونها تحمل نوعا من الطرح التوعوي والجرأة في طابعها، إلى جانب العمق الإنساني فيها، وما يزيد في تميزها هو تحمل المرأة مسؤولية ذلك من خلال حمل الكاميرا وصناعة السينما، المرأة في السينما تكون محور هذه الدورة، لأسبوع مع اعمال سينيمائيات عشقن الفن السابع ومارسنه وكنّ عنوانا للتميز.

الجنوب ملهم الحالمين
الجنوب عنوان للبداية، من الجنوب تبدأ الاحلام وتكتب قصص النضال، في الجنوب تصنع الياذات المقاومة والحب معا، وفي ملتقى سينما الجنوب يكون اللقاء مع الحالمين بالكاميرا و بمساهمتهم في اشعاع الفن السابع من خلال مسابقة 4في اربعة وقوامها انجاز فيلم في اربعة ايام مدته اربع دقائق حسب الموضوع المطلوب، المسابقة عادة ما تكون فرصة للتنافس بين الفرق لإثبات قدرتها على التصوير والمونتاج في اقل وقت ممكن مع تعويد المغرمين بالسينما على العمل الجماعي، وتقدمت الى المسابقة 55مجموعة وتم قبول 18 مجموعة وهي مجموعات «عيش فن» وraw fan groupe, ومنارة والاخوة لوميار وتناغم مغربي وكليك وكاميليون وsma وismaik وبيوغرافن ومجموعة النجوم وayouz prod وblac magic وfreeway وismaik prod.

المسابقة تجمع محبي السينما وفي تطاوين يكون التصوير والمونتاج لمدة اربعة ايام تخلق فيها روح المنافسة للفوز بالجوائز الاولى وتقديم افلام تقنع المتفرج وتضاف لخزينة المشهد السينمائي لملتقى الجنوب.

من المهرجان ولدت احلام اخرى
ملتقى السينما الجنوب تظاهرة ثقافية سينمائية تهتم بالسينما الملتزمة المنحازة الى شواغل المواطن وهواجسه، ملتقى ينحاز الى الانسان ويدافع عن قضاياه، ولد الملتقى منذ ستة اعوام ليكون لبنة في الدفاع الشرس عن حق ابناء الجنوب في الفن السابع وحقهم في تظاهرة ثقافية سينمائية حقيقية تهتم بسينما حقوق الانسان و تنحاز الى الافكار الحرّة وتدافع عن حقوق المرأة العاملة وتعرّف بمبدعي الجهة وفنانيها.

الملتقى في دورته الاولى كان الحضور الجماهيري محتشما قليل العدد لكن مع تواتر الدورات وتعرّف ابناء تطاوين على اهمية التظاهرة اصبح له جمهوره القار الذي تتزايد اعداده سنويا ومع كل تظاهرة يكون الاقبال أفضل.

الجمعية المؤسسة للملتقى لم تكتف بانجاز الدورة سنويا وإنّما أسست لبنات لنوادي سينما في عدد من مدن ولاية تطاوين وأسست لتظاهرة اول فيلم التي فازت بها مدرسة أبي القاسم الشابي مع الاهتمام بالجانب التكويني للمعلمين لتنشئة جيل يهتم بالفن السابع يقبل عليه يعرف كيفية صناعة فيلم انطلاقا من الفكرة الى الانجاز وفي اول فيلم فاز فيلم «الاسطوانة» الذي اشرف عليه وليد

العجرودي بالجائزة الاولى ليكون الملتقى ليس مجرد تظاهرة تنتهي بانتهاء عدد ايامها وانما فكرة بناء متواصلة لبناء جيل يقبل على السينما، يقبل على الافلام يعرف كيف يحلل الصورة السينمائية، جيل يؤمن انّ السينما مقاومة.

الثقافة وجهة للسياحة
السياحة الثقافية هي منهج لعمل ملتقى سينما الجنوب، فالملتقى السينمائي الثقافي هو مطية للتعريف بالمخزون السياحي الجبلي والصحراوي لجهة تطاوين من خلال التصوير في القرى الجبلية على غرار قرماسة و الدويرات و شنني كذلك التعريف بالقصور الصحراوية وحكاياها وتاريخها لان حفل الاختتام يكون كل عام في قصر من القصور الصحراوية ليتعرّف جمهور الملتقى على تاريخ الجهة وجزء من تراثها المادي..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115