مدير معرض تونس الدولي للكتاب شكري المبخوت: راهن الحريات الفردية والمساواة موضوعا رئيسيا في المعرض

«نقرأ... لنعيش مرتين» فالكتب تهدينا أكثر من حياة وتهبنا عمرا أطول ممّا نعيش... وهذا الشعار المثقل بالدلالات،

العميق بالمعاني كان محلّ اختيار الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي لعنونة الدورة 35 من هذا الموعد السنوي المهم والحدث الأدبي الأبرز في تونس. وللمرة الثالثة على التوالي يحافظ المعرض على شعاره ومعلّقته ومديره شكري المبخوت الذي كشف، أمس، أثناء ندوة صحفية عن ملامح هذه الدورة وعرّف بأهم محطاتها ومواعيدها ومحتوى برنامجها الثقافي...
23 بلدا مشاركا، 319 عارضا،... هي أرقام عن ملامح الدورة 35 من معرض تونس الدولي للكتاب التي ستنتظم من 5 إلى 14 أفريل 2019 في قصر المعارض بالكرم.

المعرض يستعيد العافية والإشعاع
«معرض تونس الدولي للكتاب هو عصارة الحياة الفكرية في تونس وعولة العائلة التونسية من الكتب» هذا قدّم المدير شكري المبخوت الدورة 35 لهذا الحدث الثقافي الوطني. وأكدّ في مستهل كلمته أن المعرض يعرف خطا تصاعديا كمّا وكيفا وهو ما تترجمه الأرقام على مستوى تطور عدد العارضين من 259 السنة الماضية إلى 319 عارضا هذه الدورة. كما تتوسع المساحة المخصّصة للعرض هذه السنة إلى 7255 مترا مربعا في قصر المعارض بالكرم.

وأبدى مدير المعرض شكري المبخوت ارتياحه لاستعادة المعرض بفضل الجدية ورقيّ المحتوى لسمعته المشرقة ومكانته المهمة في المشهد الثقافي الوطني والعربي بعد الانتكاسة التي مرّ بها بعد الثورة وما عرفته البلاد من تحوّلات سياسية...
ولئن برمجت الهيئة المديرة أكثر من 60 لقاء ثقافيا لتطارح شتى القضايا، فإن الموضوع الرئيسيّ في البرنامج الثقافي لمعرض تونس الدّولي للكتاب في دورته 35 هو «الحريّات الفرديّة والمساواة» باعتبار أنها مسألة راهنة في بلادنا تثير جدلا وقراءات مختلفة.
وقد فسرت هيئة المعرض هذا الخيار في طرق أبواب هذا الموضوع الجدلي بإيمانها بأنّ «النشاط الثقافيّ في المعرض يسعى إلى فتح فضاءات للحوار تنطلق من الكتب والمصنّفات الفكريّة والأدبيّة. وما هذا الاختيار إلاّ على سبيل الربط بين شواغل المجتمع وآراء الكتّاب لإقامة صلة بين المعرض ومحيطه من جهة وفتح قنوات التواصل بين المفكّرين والجمهور من جهة أخرى».

وفي فلك هذا الموضوع الرئيسي، تسبح اللقاءات الفكرية لمعرض الكتاب في بحر الحريات حيث سيتم تسليط الضوء على واقع الفكر الماركسي بعد مائتي سنة، والشباب والحريات الفردية وحقوق السجين وكرامته في تونس والمساواة بين الجنسين...

مراهنة على كتاب الطفل
لأن الكتاب غذاء العقل وصانع الخيال عند الأطفال من أجل ناشئة سليمة قادرة على التدبر والتفكير، النقد والتحليل ... فقد أولت الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب في دورته 35 اهتماما خاصا بالأطفال وأفردت لهم حيزا مكانيا وزمانيا مهما من خلال «برنامج الأطفال واليافعين» الذي يشمل أكثر من 277 نشاطا بمشاركة 125 مشاركا من تونس والخارج، بمشاركة 19 دولة أجنبية وستكون بولونيا ضيفة الشرف إلى جانب ولاية بنزرت.

ومع انطلاق معرض تونس الدولي للكتاب سيكون شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة رجع الصدى لصوت الكتاب من خلال الخيمة التنشيطية تحت عنوان «شارع اقرأ» وهي فضاء مفتوح للعموم يتميز بطابع ترفيهي تنشيطي احتفالي في إطار البرنامج الثقافي الموازي للمعرض.
وبخصوص وسائل الوقاية حتى لا تتسلل بعض الكتب المحرضة على العنف والعنصرية أو الرخيصة إلى أجنحة معرض تونس الدولي، أكد مدير عام معرض تونس الدولي شكري المبخوت أن «معرض تونس الدولي للكتاب سيحافظ على صفته ملتقى للأفكار والأطروحات بعيدا عن التحيّز الإيديولوجيّ والتجاذبات السياسيّة، تماهيا مع روح الدستور التونسيّ ...».

وتهدي الدورة 35 من معرض تونس الدولي للكتاب ورود التكريم وأوسمة التقدير إلى ثلة من الفنانين والنقاد والكتّاب على غرار الناقد أحمد حاذق العرف والفنانة المسرحية جليلة بكار والفنان المسرحي توفيق الجبالي والشاعرة والروائية فضيلة الشابي والكاتب المسرحي فرج شوشان.

القائمة القصيرة لجوائز معرض الكتاب
11 إصدارا تضمنتها القائمات القصيرة لأربع جوائز هي جائزة البشير خريف للرواية وجائزة علي الدوعاجي للقصة وجائزة الصادق مازيغ للترجمة وجائزة الطاهر الحداد للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية، علما أنه تم حجب جائزة فاطمة الحداد للدراسات الفلسفية هذه العام نظرا لتواضع مستوى بعض الأعمال المشاركة وعدم انتماء البعض الآخر إلى حقل الفلسفة.

• جائزة البشير خريف للرواية:
- صلاح البرقاوي «كازما»، «دار مسكلياني» للنشر 2019.
- طارق الشيباني «للا السيدة»، «زينب للنشر والتوزيع» 2018.
- شفيق الطارقي «بربرا»، «مسكلياني» 2018.

• جائزة على الدوعاجي للقصة:
- رضا بن صالح «تقارير تونسية مهربة»، «دار ورقة» 2018.
- سفيان رجب «الساعة الأخيرة»، «دار ميارة للنشر والتوزيع» 2018.
- روضة السالمي «سميرة وأخواتها»، «دار زينب» 2018.

• جائزة الصادق مازيغ للترجمة (إلى العربية)
- الهادي الجطلاوي «كتاب النقد الأدبي لفابريس توميرال»، «دار التنوير» 2019.
- وليد أحمد الفرشيشي «الرجل الذي كان يرى من خلال الوجوه» لإيريك اموانوال شميدت، «مسكلياني» 2019.

• جائزة الطاهر الحداد للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية:
- محمد الحداد «الدولة العالقة»، «دار التنوير» 2018.
- لطفي عيسى «أخبار التونسيين»، «دار مسكلياني» 2019.
- سامية قصاب الشرفي والعادل خذر «قرن من الأدب في تونس» (1900 - 2017)، «هونوري شامبيون- باريس» 2019.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115