مارس الشعر: بالشعر يمكن اكتشاف أسرار المدينة : من دار الجزيري إلى الليمونة

مارس الشعر في مارس، فالشعر في آذار اجمل و ممارسة الشعر في شهر الحب اكثر متعة وحب

الدخول الى سحر مارس مع تفتح شقائق النعمان يصبح أبهى مارس الشعر وكل الفنون مارسها بشغف وحب .

مارس الشعر هو شعار اطلقه بيت الشعر التونسي احتفاء بربع قرن على تأسيس البيت واحتفاء بشهر الشعر، مارس الشعر تظاهرة للشعر للكلمة ولكل الفنون التي تتماهى مع الشعر ويحتفى بها وفي هذا الاطار كان الموعد مساء السبت 2 مارس مع «مدينة،ار» لتقديم مسلك ثقافي وسياحي بالمدينة العتيقة بتونس تظاهرة بالشراكة بين بيت الشعر والجمعية التونسية للتراث والبيئة والجمعية التونسية للتنمية الثقافية والفن المتجوّل.

تماهى الشعر مع العمارة فكانت المتعة
هنا المدينة العتيقة، هنا سحر العمارة وجمال المكان، هنا تعبق رائحة البخور باختلاف اسمائه فتمتزج مع سحر المكان ليصبح شذاه أجمل هنا تتماهى رائحة الياسمين وتعانق خلجات زهر الليمون فتصبح الرائحة كما سيفونية للحب تعزفها الجدان وتمتع بها زائر المدينة العربي كما يحلو لابنائها تسميتها، هنا نهج التروبينال ومنه ستنطلق رحلة موسيقية شعرية تجوب المدينة العتيقة تعرف بعمارة المدينة وتاريخها من خلال الفنون.

الفضاء دار الجزيري بالمدينة العتيقة تلك الدار التي حافظت على عمارة القرن الثامن عشر الدار الممتعة بسحر الوانها وجماليتها التي اصبح اسمها بيت الشعر، بيت كل الشعراء والذي اسس بعد فكرة للشاعر الخالد الصغير اولاد احمد ، الرحلة الشعرية التراثية تجمع الكلمة والتاريخ تجربة تجمع بيت الشعر التونسي والجمعية التونسية للتنمية الثقافية والفن المتجول والجمعية التونسية للتراث والبيئة، ويقودها شباب عاشق للفن، شباب متمرد هوى الكلمة وعاكسها وعاندها وكسب ودها ، فرسان للادب يقبلون بكل الحب على الشعر وكلّ تلوينات الفنون.

هنا دار الجزيري، انطلقت الرحلة ذات مساء ربيعي مشمس، رحلة كان فيها ابن المدينة السيد عادل التواتي والسيد محمد البناني دليلا الزوار وضيوف المكان، زيارة جمعت سحر التراث وبهاء العمارة برقة الكلمة و الصور الشعرية.

من دار الجزيري تنطلق جولة شباب حالم، فبيت الشعر ينفتح على محيطه وفي اطار تجديد علاقة المستمع بالشعر من جهة والتعريف بعمارة المدينة وكنوزها كانت الامسية الفنية الثقافية والسياحية في الوقت ذاته، من دار الجزيري الى مقر زاوية سيدي ابراهيم الرياحي فنهج الباشا والتجمع حول الكلمة وقراءة للشاعر عرادي نصري للوطن متحديا ازيز السيارات وصخب المارة ناشدا الحياة منشدا الشعر:
وَ كنَجمَةٍ فِي الغَيْمِ
-يَبدُو مَوطِنِي-
مَصقُوعَةٍ..مَنبُوذَةٍ بِسماءِ
أَكَلَ الظَّلاَمُ ثِمارَهَا
وَ هِي الَّتِي تَجنِي ثِمارَ الضَّوءِ للغُرَبَاءِ
أَبنَاؤُهَا أَصوَاتُ ضَوءٍ خَافِتٍ
يَتَقاسمُونَ المَوتَ
فِي الأَصدَاءِ»

من ساحة التروبينال الى بطحاء رمضان باي غير بعيد بيت رمضان باي ثم «دار المدينة» فالرشيدية فضاء الابداع والموسيقى و«دار البلهوان» ثم نهج الباي واكتشاف لمقهى المرابط اقدم المقاهي الموجودة في المدينة فضاء تاريخي بناه يوسف داي و يقع في سوق «التُرك» إلى جانب جامع الزّيتونة في المدينة العتيقة، يحيط به سوق القماش وسوق العطارين. يتميّز بدكاكين مفروشة بحصائر مصنوعة من نبتة الصمار، وتتوسط المقهى الصُفرة، وهو المكان المخصص للفرق الموسيقية،في السابق كان المقهى ملتقى جنود الجيش الانكشاري العثماني لتبادل الحديث والابتعاد عن ضغط العمل، فالمقهى كان ذا قيمة كبيرة لدى الأتراك.

من المرابط الى سوق البركة، اصوات الباعة واصوات المارة تصنع سمفونية مميزة، اصوات كانها صرخات من يريدون التحرر، صرخات المستضعفين يرفضون ان يباعوا فهنا في سوق الذهب كان يباع البشر لانه كان سوقا للنخاسة بناه يوسف داي عام 1612 ليصبح سوقا للذهب والتجارة بعد الغاء العبودية من قبل احمد باي عام 1846.، تتواصل الرحلة الشعرية الى باب منارة وسوق السكاجين والوقوف عند تاريخية قبر الجندي المجهول، ثم لقاء مع محمد البناني للحديث عن ضريح «سيدي تحفة» (عبد الله الترجمان) كما يسميه سكان المدينة، فجامع القصر الذي كان حصنا بيزنطيا وبعدها دار حسين ليكون ختام الرحلة في فضاء ثقافي وليد، فضاء اسمه «الليمونة» نسبة الى شجرة الليمون التي توسطت المكان وتشرف على الفضاء جمعية التنمية الثقافية والفن المتجول، لأربع ساعات او يزيد التقى الجمهور مع متعة الكلمة وجمال المدينة العتيقة حديث ذو شجون في سحر عمارتها وما تخفيه الابواب الساحرة من حكايا.

نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد
اربع ساعات من الإبداع من معاندة الكلمة ومشاكسة دروب الابداع، من سحر ابواب المدينة التي تشع طاقة ايجابية تبعث في الزائر شحنة من الحب والجمال، ساعات من الكلمات الممتعة والاغاني ذات الصورة الشعرية الجميلة امن بها احمد شاكر بن ضية مدير بيت الشعر واحمد الطرابلسي رئيس جمعية التراث والبيئة ومنال الرياحي رئيسة الجمعية التونسية للتنمية الثقافية والفن المتجول وقدمها شباب مولع بالكلمة والشعر.

في المسلك الثقافي الشعري والسياحي والموسيقى قرأوا اجود الكلمات التي تتغنى بالوطن وبالمرأة، للحب كتبوا وللقصيد قال اسامة نبيل النباوي:
لا نكتب الأشعار حزنا
إنما
تأتي القصيدة رغم أنف القائل
تأتي سؤالا دون أي إجابة
فتولد الكلمات في المتسائل
عن دون قصد ...
او شعور مدنف ...
تجد المعاني رقصة المتثاقل
في سكرة الأحزان
طاف بشعره
في دورة تروي ندوب الموت.
لساعات قرأ الشعراء اجود الكلمات، تغنى نصر الدين حجاج بالام والاخت والوطن وقرأ لها اجمل الكلمات والصور الشعرية و تغنوا جميعهم بالمرأة ملهمتهم الاولى للكتابة ابدعوا في وصف المكان وانطاق الحجارة لتكتب هي الاخرى رسائل للجمال تنثرها مع عبق ياسمينها.

الحكواتي ياسين بن علي حضوره ممتع
تونسي إلى حد النخاع، تيّم بالكلمة والحكاية واقتفى سحرها ودخل الى عالمها راوغها واقنعها ان الحلم ممكن، متمكن من فنون الحكاية و القول والشعر البدوي، له صوت مميز صوت جنوبي الهوى كأنه يناشد حبيبات رمال الصحراء ويصنع منها الياذة شعرية تخصه، الشاعر والحكواتي ياسين بن علي كان من جماليات المسلك السياحي والثقافي بالمدينة، بعمامة جنوبية بلون الرمال و لباسه الجنوبي المميز و «الخرج» الموشى بالألوان الوان الحياة التي تعاند الموت وبرنس تقليدي يدوي الصنع حضر، لباسه المميز يلفت الانتباه اما شعره وطريقته في اداء الاغاني والحكايات فملفت أكثر الشاعر ياسين بن علي انطلق من دار المدينة فغنى اغاني من الجنوب التونسي ثم قال الشعر و بعض الحكايات من الموروث التونسي فابهر الحضور وأمتعهم بطريقته المختلفة في الحكاية و الغناء.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115