بن قردان التي صنعت ملحمة نضالية بطولية بدماء تونسيين افتدوا الارض بدمائهم، في بن قردان احبطت شعارات «دولة الخلافة» ومزّق حلم اعلاء العلم الاسود، وحدها «الراية التونسية ظلت ترفرف وحده صوت حماة الحمى يا حماة الحمى هلمّوا هلمّوا لمجد الزمن» ظلّ عاليا عنوانا للكرامة وحب الوطن.
لأن بن قردان كتبت ملحمتها بدماء ابنائها، ولانّ الفن تأريخ وتعبيرة انسانية ولان لبن قردان ابناءها المثقفين المفتخرين بانتمائهم لتلك الرقعة الجغرافية يعاد احياء ذكرى ملحمة بن قردان بعرض ملحمي يجمع جلّ الفنون واسمه «شهادة وشهود»بدعم من وزارة الشؤون الثقافية واخراج يوسف مارس وتمثيل وغناء ممثلين وفنانين من مختلف جهات تونس.
بن قردان مفخرة التونسيين جميعهم
ثلاثة أعوام مرت على ذكرى الملحمة، ثلاثة اعوام مضت على اكثر الملاحم قوة وجرأة ملحة اختلط فيها دم الامني برفيقه العسكري وصديقهم المواطن، ثلاثة اعوام مرت على ذكرى ملحمة لعلع فيها صوت الرصاص تحت هتافات الجماهير وتشجيعهم لحاملي السّلاح، 7مارس 2016 تاريخ سيظل عالقا في ذاكرة كثيرين منا ومن غيرنا..يوم وقف شعب وقواه في مواجهة الظلام والدم، في بن قردان البلدة النائية الواقعة في اتجاه مطلع شمس تونس كل يوم ، استفاق الناس على صوت الرصاص وصرخات وخطى الزاحفين الثقيلة و»كان مشروع القادمين استنساخ قندهار والموصل والرقة في بن قردان. وكانت قناعة القاطنين الراسخة ان لاسبيل لذلك ، سرعان ما انتصرت الفطنة على البهتة والعزيمة على الرهبة» كما يقول مخرج العرض يوسف مارس ابن بن قردان مضيفا «تنادى الصاحون الصائحون « بلادي قبل اكبادي» وجمعوا قواهم وتجمّعوا وراء قواتهم في ملحمة النصر قبل العصر».
ملحمة بن قردان جديرة بالاحترام، ملحمة جمعت قلوب التونسيين وساهمت في الحفاظ على الجهة الجنوبية للوطن حرة ومنيعة من خيانة أصحاب الرايات السود، ملحمة سبق وان اعيدت كتابتها في عرض اسمه «امّ البدايات» وها هي الملحمة تتواصل من جديد مع «شهادة وشهود» لتمجيد الذكرى وإبقاء الملحمة حية ابدا وإعلاء صوت الحياة على خلجات الموت.
«شهادة وشهود».. بالفن نحي بطولاتنا
ايام قليلة تفصل الجمهور عن ذكرى الملحمة، ايام تفصلهم عن ذكرى البطولة و الشهامة، التي سيتعدونها بعمل اسمه «شهادة وشهود» و هو عمل ملحميّ فرجوي يعمد إلى استدعاء أطياف الشهداء العطرة من زمن الخطاب إلى زمن الحكاية فيبث فيهم من روحه وروح المدينة و روح النّصر و روح الثّورة لمدّة ساعة هي زمن العرض، تكريما لهم ووتأبينا ووقوفا على النّقائص بغاية التقييم و التّقويم» كما يقول الشاعر ضو حداد عن العرض.
وبخصوص «شهادة وشهود» يقول مخرجه المسرحي يوسف مارس «امّا وقد أدّى الشهداء واجبهم وانصرفوا برؤوس عالية والى عالم افضل فإنّا نحتفظ لهم بالاجلال والذكر . ويسمح الفن والتخييل بأن نستدعيهم لننشر على اصواتهم وهاماتهم العالية مطالب الأحياء وتساؤلاتهم كيف حال المدينة وظهيرها بعد ثلاث سنوات من فجر الدماء؟ أي زهور نبتت في مجرى الدم الزكي الذي اوقف مسيرة الغربان؟
نستدعيهم لنحييهم مرة اخرى ولنراجع معا وصفة 7 مارس 2016، الوصفة الصالحة في كل الاوقات والاماكن والمجالات ، فما حدث من تكاتف السلطة والشعب لحل مشكل امني يمكن سحبه على بقية المشاكل في بقية مناحي الحياة ، متى تكاتفنا وجدنا الحلول وانتصرنا».
«شهادة وشهود» عمل ملحمي فرجوي عن نصّ ليوسف مارس وضو الحدّاد وادريس عبد القوي، وتمثيل مجموعة من الفنان من جهات مختلفة جميعهم وحدهم ايمانهم بصدق ملحمة 7مارس 2016 وهم صالح الجدي وفرحات دبّش وبشير يحى وضو حداد وصياح بوراس ومبروك السياري والياس العبيدي وحسام الزريبي ومراد طواهرية ونزار شفرود وميلود الجرّاي وناين ناجي وعائشة يحيى وضحى الحجّام .
وفي الغناء كلّ من سفيان هلال وعبد العزيز بنعون وامين لبيض واسمراني ونزار شفرود وللغة الجسد حضورها من خلال لوحات كوريغرافية تؤرّخ للمحلمة يقدمها مجموعة من خيرة راقصي الجهة والموسيقى لعدنان كتار والإضاءة للطفي معاوية والسينوغرافيا لصابر شريح.
6 مارس 2019 سيكون اللقاء مع الملحمة في ساحة الاستقلال، عرض تاريخي وتأريخي يقدم ذكرى ميزت تونس ويوثق للبطولة التونسية أمام اعداء الحياة.