المنافسة الشرسة من أجل قنص أعلى نسب المشاهدة وحيازة السيادة في عيون الجمهور... واستعدادا للموسم الرمضاني الجديد، انطلقت مختلف التلفازات في تحضير «أطباقها» المتعددة الأصناف والمختلفة الألوان والأشكال ... فما هي ملامح الشبكة الرمضانية لرمضان 2019 على شاشة التلفزة التونسية وقناة تلفزة الشعب؟
بعيدا عن خيار تمطيط الأجزاء كان خيار التلفزة التونسية إنتاج الجديد من خلال 3 أعمال متنوعة المشارب و الاهتمامات والعناوين...
درة زروق في بطولة مسلسل «المايسترو»
بعد أن كانت هي «أمّ البدايات» وسيّدة الشاشات، تخلفت التلفزة الوطنية عن سباق المسلسلات في الموسم الرمضاني الفارط وخيّرت أن تقدم مائدتها الرمضانية خالية من الطبق الرئيسي ودون مسلسل سهرة في سابقة هي الأولى من نوعها مما أثار الاحتجاج الواسع والانتقاد الكبير. وفي ظل هذا السياق تمثل عودة مؤسسة التلفزة التونسية إلى بث عمل درامي ضخم هذه السنة بمثابة الاعتذار عن غياب الموسم الفارط والإقلاع من جديد لتدارك فارق التوقيت في الظهور وشد الجمهور...
ولئن كان مسلسل «الدوامة» آخر ما عرض على شاشة رمضان التلفزة الوطنية من مسلسلات سنة 2017 فإنها تعود إلى مصافحة مشاهديها بعمل جديد يحمل عنوان «المايسترو» من إخراج الأسعد الوسلاتي الذي ربما كان آخر لمساته في الإخراج بالمساهمة في ظهور فيلم «سامحني» إلى النور بعد أن رحلت صاحبته نجوى سلامة قبل أن يراه الجمهور !
في «المايسترو» سيعزف قصة المسلسل وأحداثه نخبة من أهم الممثلين في تونس على غرار فتحي الهداوي وأحمد الحفيان ووجيهة الجندوبي وحسام الساحلي وغانم الزرلي ... كما ستكون البطولة النسائية بإمضاء النجمة درة زروق التي تعود إلى الدراما التونسية على شاشة الوطنية الأولى بعد أن أصبحت وجها بارزا في المسلسلات المصرية.
ويتناول مسلسل «المايسترو» موضوعا طريفا غير متداول في الدراما وذلك بتطرقه إلى عالم الأطفال الذين تلقي بهم الحياة كضحايا أو مذنبين في مراكز إصلاح الجانحين ليكبروا بين قضبان السجون.
وكما يحيل عليه عنوانه، فسيكون للموسيقى حضور كبير في مسلسل «المايسترو» عبر إبداع أنامل رياض الفهري.
وإذ يقف المخرج الأسعد الوسلاتي وراء كاميرا الإخراج في مسلسل «المايسترو» فإنه يتولى أيضا مهمة السيناريو والحوار بعد أن تعاون مع رفيقه في أكثر من عمل عماد الدين الحكيم على كتابة السيناريو. وما بعد «المايسترو» من المنتظر أن يتواصل العمل بين الاثنين في مشروع تصوير مسلسل تاريخي عن تونس زمن الحرب العالمية الثانية.
بعد أكثر من 30 سنة:
«مسرح العائلة» من جديد
بين مؤسسة التلفزة التونسية والمسرح علاقة من نوع خاص عنوانها الإبداع الجاد والفن النبيل. وهي التي فسحت شاشتها مجالا رحبا لأب الفنون حتى يقترب أكثر من الجماهير العريضة ويجالس المشاهدين في بيوتهم في ساعات من الإمتاع والمؤانسة على غرار مسرحيات «الماريشال» و«حمة الجريدي» و«الكريطة»...
وفي برمجتها لشهر رمضان 2019، جدّدت التلفزة الوطنية العهد مع الفن الرابع من خلال ركح «مسرح العائلة» الذي يعود إلى حضن التلفزة الأم بعد غياب دام أكثر من 30 سنة.
وقد أفادت مؤسسة التلفزة التونسية أن «مسرح العائلة» يضم 15 مسرحية هي بصدد التصوير حاليا، سيتم عرضها خلال سهرات ليالي رمضان وسيؤثثها عدد كبير من الممثلين والمسرحيين الذين زخر بهم المشهد الفني والثقافي والأعمال السينمائية والتلفزية خلال السنوات الماضية، وكذلك عدد من الممثلين المسرحيين الشباب الموهوبين.
هذه المسرحيات مثل « الرجال والزمان» و«كان كتب»، «غيب يا قط»، «الحمى والكنة» و«عم شقلالة»....
ومن المنتظر أن تكون فكرة «مسرح العائلة» الذي يشرف على إنتاج أعماله الجديدة عدد كبير من مخرجي وتقنيي مؤسسة التلفزة التونسية هي بداية الطريق وأول خطوة نحو تأسيس مشروع أكبر يهدف إلى حفظ الذاكرة المسرحية والفنية بتسجيل كل المسرحيات التي تحتضنها أركاح المسارح التونسية.
«زنقة الباشا» على خطى «شوفلي حلّ»؟
أطالت التلفزة التونسية في قناتها الثانية بث السلسلة الكوميدية «شوفلي حل» وكانت تعيد بثها طوال العام على امتداد الفصول. وبالرغم التكرار والاجترار فإن الجمهور لم يملّ من مشاهدة هذا السيتكوم وإن كان قد حفظ حلقاته ووجوه شخصياته عن ظهر قلب ! كما لم تكف التلفزة عن البث وإعادة البث لشوفلي حل في المراهنة على هذه الورقة الرابحة التي تنقذها في كل مرة !
في رمضان 2019، تغامر التلفزة التونسية بإنتاج سيتكوم جديد، انطلق تصويره يوم أمس الاثنين، يبدو أنه يحاول أن يقلد مناخات «شوفلي حل» وينسج على منوالها عساه يجد تذكرة عبور نحو قلوب الجماهير. وذلك باختياره المدينة العتيقة بتونس العاصمة فضاء للتصوير وحفاظه على بعض أبطال شوفلي حل على غرار كمال التواتي وفيصل بالزين وتوفيق البحري ... إضافة إلى ظهور درصاف مملوك وسفيان الداهش والعديد من الممثلين في منزل «زنقة الباشا».
وتحمل هذه السلسلة الهزلية التي ستمتد على 20 حلقة عنوان «زنقة الباشا» في إخراج لنجيب مناصرية الذي كان آخر أعماله «فاميليا لول» سنة 2018 عن سيناريو للمخرجة المسرحية سميرة بوعمود.
فهل تنجح «زنقة الباشا» في شد الجمهور حول شاشة التلفزة التونسية كما فعل «شوفلي حل» لسنوات وأجيال؟