رواق ناجي العلي بالوردية: هنا يحولون الموت إلى حياة والخريف إلى ربيع

صرخ ناجي العلي ذات مرة وكتب «أنا لست حياديا، أنا مع الـ «تحت»، مع اولئك الفقراء البسطاء الذين يكونون

دائما عند خط الواجب الأول، أولئك الذين يسكنون تحت سقف الفقر الواطي ولكنهم يقفون عند خط المعركة العالي، نفس الشعار رددته الرسامة خولة بن فرحات والشاعر زياد حميدي حين تخاطبت الافكار وقررت انجاز اول رواق للفنون التشكيلية بالمركز الثقافي ابو القاسم الشابي بالوردية.
رواق هو الاول ولد في اطار شراكة بين جمعية «تونسلار» ودار الثقافة الوردية ايمانا منها بأن الفن مقاومة، الفن نحت في غياهب النسيان وكتابة لملحة الحياة ونشر لتعبيرات صادقة تؤمن بالانسان وبقدرة الفنون على التغيير ودفع قيم المواطنة والدفاع عنها.

ناجي العلي: الفنون والحقوق وحدة لن تتجزأ
الوان تسحر العقل، ممتعة ومميزة، مجموعة من العاملين انهمكوا في تزيين الفضاء الخارجي الذي سيكون تحفة فنية مميزة وانيقة، ممر طويل قبل الوصول الى لافتة كتب عليها بخط ذهبي اللون رواق الفنون ناجي العلي، وهو الرواق الاول بتلك المواصفات المتقدمة كما قالت الرسامة خولة بن فرحات رئيسة جمعية «تونسلار» التي انجزت الرواق بالشراكة مع دار الثقافة بالوردية.

ناجي العلي هو اسم الرواق بداية من الاسم يتيقن الزائر انه سيكون في فضاء للحلم للمقاومة بكل تلوينات الفنون، فربما حنظلة لن يرينا وجهه لكن لازال هناك امل كبير لكل الرسامين ليحاولوا الابداع و مواصلة مسيرة ناجي العلي التي انتهت بالاغتيال، اسم الرواق ورمزيته اكدت خولة بن فرحات أنه الدليل للانفتاح من المحلية الى العالمية فالرواق لن يقتصر على معارض محلية وانما سيفتح ابوابه لمعارض دولية تؤمن بقدرة الفنان على محاربة الظلم و الفقر والتهميش وكتابة تباشير حب الحياة في اعماله.

وفي تصريحها للمغرب اشارت الرسامة ان الرواق انجز بمواصفات أولية فهنا قاعة مربعة الشكل كبيرة جدا، ازدانت حيطانها بأجمل الالوان في معرض تشكيلي جمع ثلة من الفنانين، هنا تماهى الزيتي مع التصوير الفوتوغرافي واختلفت الافكار والرؤى الفنية التي جسدها اصحابها في لوحات ممتعة تدفعك للإعجاب حينا وللانبهار حينا اخر فلكل منهم ريشته وطريقته الخاصة في التعامل مع المساحات اللونية والضوئية.

وتضيف محدثتنا أنه سيكون مع الرواق ركن للمطالعة وقاعة للندوات والفضاء الخارجي سيكون مرسما للفنانين، وبمجرد حديثها عن المرسم نفتح الشباك البلوري لنجد أنفسنا أمام لوحات حائطية مبهرة لوحات زينت حيطان الرواق برسوم الغرافيتي وشعارات تنشد الفن وتكتب للجمال فالمرسم الخارجي مبهر يستظل بظلال أشجار فارعة الطول تشهد على عراقة المكان الذي تخرج منه ابو القاسم الشابي ومحمد العروسي المطوي وغيرهم من عظماء تونس فدار الثقافة الوردية هي اول دار للثقافة بالجمهورية التونسية وبها ولد اول ناد للقصة على حد تعبير الرسامة خولة بن فرحات.

لان اسم الفضاء «ناجي العلي» حتما سيكون حنظلة حاضرا ليزيد من بهاء الرواق، فالجزء الخلفي للرواق الذي سيكون مقهى ثقافيا زين بأجمل الألوان بالأبيض والأسود رسم حنظلة رافعا شارة النصر محطما قيوده ناظرا الى الحائط كأنه يقود الحالمين والمتعبين ويدعوهم إلى التمرد والآذان للفن وللأمل كقول ناجي العلي « أريد ان أؤذن في اذان الناس واقول لهم اين قضيتكم، والى اين وصلت؟. خلف حنظلة صورة بألوان زاهية لفريدا كاهلو المناضلة والحالمة التي تحدت المرض بالرسم، الالوان المبهرة تشد الزائر ليواصل الجولة مع الجزئيات التي صنعت جمالية الفضاء، ولان الفن التزام بقضايا الانسان اكدت خولة بن فرحات ان جمعية «تونسلار» اهدت اول جائزة شرفية تهتم بالحالة الاجتماعية للفنانين بمعنى ان الجائزة معنوية او مادية تمنح اما لفنان او لعمل فني يتعرض لحالة اجتماعية ما انطلاقا من الايمان ان الفن وجه للإنسانية.

حديقة الفنون، حين يصبح الخريف ربيعا زاهي الالوان
هنا تماهت كل الفنون، التحمت حد كتابة الياذة للفن، جمالية مطلقة، اينما وليت وجهك اعترضتك الالوان وناشدتك مزيد الزيارة، هنا المركز الثقافي ابو القاسم الشابي الوردية الذي اصبحت حديقته تحفة فنية مميزة تكشف عن ايمان ابناء الدار بقدرة الفن على التغيير.
منذ المدخل تعترضك ألوان زاهية و مشرقة دخلت بقوة من جديد لتكون رمزًا للأناقة والديكور الراقي، بحد ذاتها يمكن ان تضفي الحركة والعناصر اللونية الزاهية بشكل طبيعي للركن متعة التغيير حيث تتحدد جمالياته والانطباعات التي تتشكل حوله من خلال الديكور الذي يحتويه، فإن الأنيق مع ألوان زاهية تساعد المستخدم على الشعور بتجربة بصرية أكثر إشراقاً، فالحديقة باتت مشروعا فنيا ابدع في تشكيل ملامحه ابناء الدار والأطفال من رواد نادي الرسم والأساتذة المشرفين واطفال فوج الكشافة بالجهة الذين زينوا الفضاء ليشعروا انهم جزء منه.

الحديقة اصحبت جد جميلة الى يسارك ايها الزائر ركن البراعات كما كتب على الحائط زينه الاطفال مستعملين الوانا زاهية كإقبالهم على الحياة، حتى الشجرة القديمة المتآكلة باتت تحفة فنية زينت بأجمل الالوان ووضع فوق جذعها الميت اشكال مختلفة بعثت فيها الحياة فاستيقظت وأزهرت كان الربيع زارها ودق على جذعها وانشد اجمل الالحان.
ركن الفنون اسم الحديقة التي نهضت من سبات خريفها لتزهر وتينع باجمل الالوان كانها ربيع لا يغيب، زينة وكتابات وتحويل للاشياء المرمية الى ابداعات فنية هي رسالة فنية الى كل القائمين على المؤسسات الثقافية ليحلموا ويحاولوا التغيير وبعث الحياة في الحيطان المنسية فالفن حياة او لا يكون، عملا بمقولة المناضل الحقيقي دائم العطاء يأخذ حقه من خلال حقوق الآخرين وليس على حسابهم.

خولة بن فرحات: نطمح إلي أن تكون مدينتنا وجهة للحلم
فنانة تونسية، رسامة عاشقة للألوان وللكتابة بالريشة، مبدعة وصاحبة افكار مختلفة، الرسامة خولة بن فرحات الحالمة والمؤمنة بقدرة الفنون على التغيير، تعشق الرسم واختارته مطيتها للنضال والدفاع عن الحقوق في الثقافة وهي منشطة نادي الرسم بالمركز الثقافي ابو القاسم الشابي بالوردية تعلم الاطفال ابجديات رسم الحلم والدفاع عنه، في تصريح للمغرب اكدت ان جمعية «تونسلار» اقتبست من اسم القرية التونسية الموجودة في تركيا مؤكدة أنهم يريدون أن تكون في كل العالم مدن تونسية ثقافية تؤكد ان هذا الوطن وطن للابداع والحلم، ومن اهداف الجمعية الرقي بالجمالية العمرانية وتركيز المشاريع الثقافية الكبرى وتأسيس لفعل ثقافي حقيقي ينطلق من المواطن ويعود إليه فعل ثقافي انساني بامتياز.

نزار حميدي المدير الفنان: الفن مسؤولية
انهمك في الكتابة بالالوان، بميدعة بيضاء اصبحت موشاة بألوان متشابكة تدل على انهماكه الشديد في اللون والزينة يستقبل نزار حميدي ضيوف المركز الثقافي ابو القاسم الشابي بالوردية وهو شاعر وفنان اثرت فيه الكلمات إلى حد أنه حول العمل الاداري الى عمل فني ممتع، فنان حالم عاشق للتغيير معه وصحبة ابناء الدار باتت الحديقة تحفة فنية كتلك الاشجار والأماكن المنسية اصبحت مكان للقاء المكتوب بأجمل البراعات والألوان تجربة نزار حميدي تستحق الامتنان والريادة ، تجربة شبابية تثبت ان الشباب مبدع ومدير دار الثقافة وجب ان يكون حالما قبل ان يكون اداريا يهتم فقط بالأوراق فالإرادة وحدها تصنع النجاح.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115