دار الثقافة سيدي علوان على خطى دار الثقافة الشابة ودار الثقافة شربان: إرادة شبابية لإعطاء المرفق العمومي روحا جمالية متجددة

جميلة هي عدوى الفن، ممتعة عدوى الابداع، وممتع اكثر ان تشاهد رواد دار الثقافة يقبلون صغارهم

قبل كبارهم لتحويل الفضاء ذي الحيطان البيضاء القاتلة الى الوان زاهية ممتعة ويلونون جدرانه ويحولون اثاثه المنسي الى تحف فنية مميزة تخص الجهة تمتع عين الزائر وتدخل البهجة على قلوب رواد المكان.
بعد نجاح تجربة دار الثقافة الشابة ودار الثقافة شربان اللتين تحولتا الى تحفتين فنيتين، هاهي دار الثقافة سيدي علوان من ولاية المهدية تصبح هي الاخرى نموذجا للفضاء الثقافي الساحر، روادها اقبلوا وغيروا من شكلها والوانها، زينوا الجدران، وصنعوا من النفايات والكراسي القديمة تحفا خشبية جميلة، اقبلوا ليبعثوا في دارهم الكثير من الفنون ليتماشى شكلها مع مضمونها.

حين تصبح الحيطان لوحة فنية
دار لثقافة سيدي علوان باتت فضاء ممتعا، جداريات ضخمة زينت الحيطان، رسكلة للخشب لتقديم اجمل التحف، ألوان أينما وليت نظرك، إرادة شبابية للتغيير وإعطاء المرفق العمومي صورة متجددة تبعث في الزائر الحبور للإقبال على المكان، الحرفي المبدع نعيم بن عائشة اشرف على اشغال الزينة وإعادة الحياة الى الاشياء المرمية بمساعدة رواد دار الثقافة الذين وجدوا في تجديد الفضاء وزينته فرصة اخرى لمواصلة نشاطهم الابداعي والحلم مع اللون والحركة والرسم.

فها هو الرواق يصبح جدارية مصنوعة تفاصيلها من الخشب وشجرة زيتون تتوسط اللوحة المصنوعة من الخشب شجرة الزيتون رمز الصمود والقوة والثبات كأنها تعبيرة عن تمسك رواد الفضاء والتزامهم بدفاعهم عن حقهم في الابداع والفنون، الطاولة الخارجية التي توشت بأجمل الالوان كأنها انعكاس قوس قزح على المكان بكل ألوانه الممتعة، بإمكانياتهم البسيطة حولوا صمت الحيطان الى صخب الالوان والابداع زرعوا في الحيطان الساكنة اناشيد الفن بكل تلويناته لتصبح الدار فضاء حقيقيا للإبداع للنحت في تلابيب الصمت وكتابة جمل الابداعات التي يقبل عليها بكل حب عشاق الفنون في مدينة سيدي علوان من ولاية المهدية.

الأطفال زينة الدار
هم عنوان الابداع أحلامهم الصغيرة وأفكارهم الاصغر يكتبونها بكل تلقائية على الاوراق يحولونها الى خطوط وحركات لونية تتدرج تدرج حبهم للرسم واقبالهم على ورشة الفن التشكيلي، الاطفال هم الطبقة المستهدفة الاولى فهم عنوان للبداية ومعهم مكن التاثيث لمشهد ثقافي متواصل وفي دار الثقافة سيدي علوان يكون الاطفال لبنة أساسية في حركة الإبداع الاطفال اولئك الفنانون الصغار ساهموا في زينة الفـضاء ســـاهموا في الطلاء والرسكلة لتغيير شكله وبثوا في الدار من روحهم المرحة المحبة للحياة فكانت الزينة الساحرة.

وأطفال الدار هم ابناء نادي الفنون التشكيلية الذي تشرف عليه المبدعة رحاب الماجري تزرع في اطفالها حب اللون و حب الرسم تبعث فيهم املا متجددا في الفنون من خلال الورشة والحلقات المتواصلة والتظاهرات التى تنمي حبهم للرسم وقدرتهم للتميز في هذا الفن لتكون ابداعاتهم جزءا من هوية المكان وذاكرته ويكونون مبدعين حقيقيين يشعرون بالانتماء الى الفضاء اولا والشعور بالمسؤولية تجاهه وفي ذلك نوع من ممارسة الطفل لمواطنته عبر فن الرسم.

اقبال مديري دور الثقافة على تزيين الفضاءات وتغيير المرفق العمومي ليصبح أجمل مبادرات جمالية ممتعة تحسب للمشرفين والرواد لأنها تنبع من رغبتهم في تجميل دار الثقافة المكان الذين يمارسون فيه طقوس الإبداع مبادرات عادة ما تنطلق بميزانيات جد محدودة وحدها ارادة التغيير والرغبة في بعث روح جديدة في المرفق العمومي هي التي تحرك المشرفين والرواد لصناعة تحفهم الفنية الخاصة، تحف فنية اسمها «دار الثقافة» التي يتعامل معها الكثيرون بمقولفة «رزق لبيليك» في حين يعتبرها جزء آخر منازلهم وجزءا من هويتهم وانتمائهم إلى المشهد الابداعي من بين هؤلاء مدير دار الثقافة سيدي علوان المؤمن بقدرة الفنون وضرورتها في التغيير والمؤمن بقيمة الالوان في جلب الرواد ومصالحة المواطن مع دار الثقافة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115