فإن فلسطين قد دخلت لأوّل مرة عالم الرواية العربية من بابها الواسع بعد فوز الروائي الفلسطيني «ربعي المدهون» بجائزة بوكر 2016.
في افتتاح الدورة 26 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب والذي يقام من 27 أفريل إلى 3 ماي 2016، تم الإعلان عن فوز الروائي والصحافي «ربعي مدهون» بجائزة بوكر 2016 ليكون أول فلسطيني يفوز بالجائزة التي سبق أن وصل إلى قائمتها القصيرة في سنة 2010 برواية «السيدة من تل أبيب».
فلسطين و»مصائر» الهولوكوست و النكبة
«مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة»و «نوميديا» للمغربي طارق بكاري و»عطارد» للمصري محمد ربيع و»مديح لنساء العائلة» للفلسطيني محمود شقير و»سماء قريبة من بيتنا» للسورية شهلا العجيلي و»حارس الموتى» للبناني جورج يرق، هي ست روايات تنافست على البوكر. وفي النهاية، كان التتويج من نصيب رواية
«مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة» للفلسطيني ربعي المدهون التي حازت على الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» 2016 وقيمتها 50 ألف دولار أمريكي إضافة إلى ترجمة العمل للغة الإنجليزية.
وصاحب «مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة» هو كاتب فلسطيني مقيم بلندن ولد في مدينة المجدل - عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945، هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة. تلقّى تعليمه الجامعي في القاهرة والإسكندرية، ثم أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي، يقيم في لندن حيث يعمل محررا لجريدة الشرق الأوسط، وله ثلاث روايات ومجموعة قصصية وعدد من الدراسات.
اقتطعت الرواية من عمر صاحبها 4 سنوات قام خلالها الكاتب بزيارة فلسطين 4 مرات لعقد اللقاءات ولإجراء الحوارات ولجمع الشهادات ...فكانت رواية «مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة».
رواية على إيقاعات» «الكونشرتو»
في تعريف روايته «مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة»، كتب المؤلف الفلسطيني «ربعي المدهون» في مقدمة الكتاب:» هذه رواية عن فلسطينيين بقوا في وطنهم بعد حرب 1948 وأصبحوا، بحكم واقع جديد نشأ، مواطنين في دولة إسرائيل ويحملون»جنسيتها» في عملية ظلم تاريخية نتج عنها «انتماء» مزدوج، غريب
ومتناقض لا مثيل له. وهي رواية عن آخرين أيضا، هاجروا تحت وطأة الحرب ويحاولون العودة بطرق فردية».
وفي قالب «الكونشرتو» الموسيقي المكوّن من أربع حركات قام الروائي «ربعي المدهون» بـ» توليف» النص، فجاءت الرواية في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات «الكونشرتو» وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة.
وقد تشكلت لجنة تحكيم جائزة «البوكر» برئاسة الكاتبة والناقدة الإماراتية أمينة ذيبان وعضوية كل من الصحفي والشاعر المصري سيد محمود والأكاديمي المغربي محمد مشبال والناقد اللبناني عبده وازن والمترجم منير مويتش من البوسنة.وقد علّقت أمينة ذيبان نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقولها: «تبتدع رواية «مصائر» نسيجا روائيا فنيا جديدا يصور تحولات المسألة الفلسطينية، وتثير أسئلة الهوية وتستند إلى رؤية إنسانية للصراع وتعدُّ «مصائر» الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستيلاب الداخلي. إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر».
وبعد اقتلاعها لجائزة «بوكر» 2016 فقد يكون باستطاعة رواية «مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة» نفض غبار النسيان والتناسي عن القضية الفلسطينية والتذكير بمعاناة شعب شُرّد ومأساة قوم أُغتصب ومقاومة أمة حاربت الرصاص بالحجر...
لجنة التحكيم: تعدُّ «مصائر» «كونشرتو الهولوكوست والنكبة» الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستيلاب الداخلي. إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر.