Ciné-foyer : في الرقاب «تبدو الأشياء دائماً وكأنها مستحيلة إلى أن نقوم بها»

قاوم واكتب لنفسك مسارها المختلف اختر ان تكون في صف الانسان و الابداع احلم واركب الحلم مطية للتميز وتحقيق

ما تصبو إليه نفسك الصغيرة وعقلك الاكبر لا تخف القفر و لا البعد ولا التهميش ولا غياب الفضاءات الثقافية فالحلم ممكن وتحقيقه ممكن ايضا متى اردت أن تكون مختلفا هذا هو شعار الجمعية التونسية للحراك الثقافي شعار تعمل عليه لتحقيق لامركزية الثقافة فعلا لا قولا.
وفي سياق مسيرتها لتحقيق لامركزية الثقافة تتواصل سلسلة انجازات نوادي قارة للسينما وبعد المدارس تكون الحلقة الجديدة تاسيس ciné-foyer في اعدادية السعيدة و معهد الطاهر الحداد بالرقاب البرنامج هو بالشراكة مع مندوبيتي التربية والشؤون الثقافية بسيدي بوزيد وبدعم من «تفنن-تونس الابداعية».

المبيتات فضاء للإبداع وانجاز السينما
تجربة جديدة ومختلفة تولد هناك في ربوع مدينة الرقاب من ولاية سيدي بوزيد تجربة تمس شريحة من المجتمع جد مهمة وهي التلاميذ تجربة موجهة الى اطفال يحرمون من عائلاتهم بسبب البعد شعور الاغتراب و الخوف والجوع احيانا و البعد عن العائلة يؤثر على التلميذ المقيم في المبيت وبعد ان كان المبيت فضاء يشعرك بغربتك عن عائلتك اصبح فضاء للحلم وفضاء يود التلميذ البقاء فيه بعد انطلاق تجربة «السينما في المبيتات» و ciné-foyer لم تأت من الفراغ بل هي حلقة لمواصلة تحقيق مفهوم لامركزية الفعل الثقافي الذي تعمل عليه الجمعية التونسية للحراك الثقافي.

وفي تصريح لـ«المغرب» أكد رياض العبيدي المنسق الوطني للمشروع ان  ciné-foyer تجربة مختلفة تسعى الى تحقيق لا مركزية الثقافة والدفاع عن حق الطفل في السينما خصوصا والفنون عموما تجربة تؤمن بالطفل المواطن وتؤمن بقدرة ابناء الداخل على الاختلاف وصناعة مشهد سينمائي ينطلق منهم ومن أفكارهم ومحيطهم.

وأضاف محدثنا ان التجربة انطلقت في مبيتات معهدي الطاهر الحداد بالرقاب ومعهد السعيدة من خلال تأطير عشر اطارات تربوية (اساتذة وقييمين) ومعهم اكثر من عشرين تلميذا (رغم اننا طلبنا عشرة تلاميذ فقط لكن الاقبال كان اكثر لرغبتهم في التعلم) في مدخل السينما وكتابة السينريو والتقطيع الفني والتصوير والصـوت والجمالية والمونتاج و التورناج ودام التكويـــــن أسبـوعي العطلـة وخرج المشاركون نهاية التكوين بستة أفكار مشاريع افلام وسيواصلون العمل في عطل نهاية الاسبوع لاتمام هذه الافكار وانجازها في شكل افلام وبعد شهرين على اقصى تقدير ستكون الافلام منجزة وتعرض في بقية معاهد ولاية سيدي بوزيد وأشار العبيدي إلى وجود اقبال كبير من التلاميذ على السينما لكن توجد بعض العراقيل وأولها رفض بعض الاولياء لانخراط ابنائهم في هذه النوادي.

نادي سينما المبيتات تجربة مميزة تعطي للتلميذ المقيم في المبيت فرصة ليبدع فرصة ليجتاز شعور الاغتراب فرصة ليحلم ايضا ويحقق احلامه بالسينما فرصة لمشاهدة السينما وانجاز سينما تمثله فمعهد الطاهر الحداد الرقاب لديه برنامج كل أسبوعين يعرض فيه فيلما ويناقشه باشراف القيمة نجاح الجلالي ومعهد السعيدة يعرض الافلام كل اسبوع ويشرف على النادي كل من عبد الباسط خليفي والقيم العام فتحي القادر، فالمبيت اصبح فضاء للإبداع للنقاشات للعروض والحلم.

من الرقاب نفتك الحق ونصنع المبدعين
السينما في الرقاب ليست بالظاهرة الوليدة ولا الجديدة فالجمعية التونسية للحراك الثقافي التي تأسست بعد الثورة دأبت على المقاومة الفنية من خلال مشاريع رائدة حقوقية وثقافية تتوجه الى اطفال الريف لإيصال السينما والفنون اليهم اينما وجدوا «اخترنا الهامش و البقعد عن المركز لان هنا تتجسد كل تفاصيل الابداع التي نرغب بايصالها الى الاخر اينما وجد» حد تعبير رياض العبيدي.

لتكون ciné-foyer حلقة من سلسلة الابداع التي انطلقت مع السينما المتجولة والشاشة المتنقلة وسينما المواطنة وشاشات صغيرة وغيرها من البرامج التثقيفية والحقوقية التي تدافع عن حق أطفال سيدي بوزيد في الثقافة برامج تدافع عن اللامركزية وتكرس لتنشئة اطفال مواطنين يعرفون حقوقهم ويطالبون بها فالتعليم اقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم كما يقول مانديلا و في الرقاب يعتمدون على تعليم السينما لتكون سلاحا للتغيير والبناء.

تجربة جديدة هي ايضا مواصلة لرحلة التاسيس التي دأبت عليها الجمعية بعد تاسيسها لثمانية نوادي سينما في المدارس الابتدائية فبعد مرحلة تعويد الطفل التلميذ على المشاهدة مررنا الى مرحلة التأسيس وتشكيل نواة سينمائية قارة تكون متنفس الطفل ومطيته ليبدع.

وجمعية الحراك الثقافي هي الفاعل الاول لتحقيق لامركزية الثقافة و تقديم ابداعات ابناء ارياف سيدي بوزيد ومدنها والتعريف بها عملا بمقولة «ما يقدّر في الحياة ليس أننا عشناها، بل ما أحدثناه من فرق في حياة الآخرين والذي يحدد مغزى الحياة التي نعيشها».«سيني فوايي» ينفذ بالشراكة مع مندوبتي التربية والشؤون الثقافية بسيدي بوزيد وجمعية أضواء المدينة وبدعم من قبل تفنن- تونس الإبداعية، وهو مشروع لتعزيز القطاع الثقافي، بتمويل من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج دعم قطاع الثقافة في تونس (PACT) التابع لوزارة الشؤون الثقافية. المشروع عبارة عن تعاون لشبكة المعاهد الثقافية الوطنية للاتحاد الأوروبي (EUNIC) والتي ينفذها المجلس الثقافي البريطاني.
ويهدف المشروع الذي انطلق منذ شهر سبتمبر 2018 ويتواصل إلى حدود شهر أوت 2019 إلى تمكين تلاميذ وشباب المناطق المحرومة، من كلا الجنسين ومن مختلف الخلفيات الاجتماعية، من حقهم في الثقافة ومن الوصول إلى السينما وتعلم أبجدياتها وتحفيزهم لاستخدام السينما كأداة للتغيير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115