افتتاح أيام قرطاج المسرحية في الشارع: لنا الشارع لنرقص ونبدع ونبعث الحياة

المسرح فعل مشاكس المسرحي يشارك الخالق في عملية الخلق، فهو يخلق الشخصية

من اللاشيء يلبسها من روحه و يجعلها تتنفس من نبضات قلبه، المسرح فعل ولادة متجدّدة.
المسرح سينفونية تمرد يكتبها ممثلون مغرمون بكتابة تفاصيل الحلم فينا، ولاسبوع كامل يكون اللقاء مع عرس المسرحيين لقاء مع تلوينات الحياة بكلّ تفاصيلها لقاء ينطلق من الشارع لانّ المسرح ابن الشارع وفعل يبنع من الإنسان قبل ان يكون مسرحيا، لاسبوع يتجدد الموعد مع اعمل مختلفة لأسبوع والمسرحيون في رحلة ممتعة في ايام قرطاج المسرحية في دورتها العشرين.

لبيّك ايها الشارع العظيم ففي رحابك يحلو الابداع
لبيّك أيها الشارع العظيم،لبّيك لا شريك لجمالك وبهائك، لبيّك يا شارع الحبيب بورقيبة شارع الثورات و الاحتفالات وكلّ تلوينات الحياة، لبيك يا نصير محبي الحياة الان يحجّ اليك محبّو المسرح والمدافعون الشرسون عن حقهم في الابداع والحياة، لبّيك ففي رحابك تتماهى كل الفنون، لبيك فقد جاءك حجّاج الابداع سيطوفون حول بهائك ويكتشفون اعمالا موسيقية ومسرحية ويرمون شيطان الجهل بافكار تنير القلب والعقل معا.

الشارع الكبير اصبح اسمه مرفقا بكل الاعمال الابداعية من الموسيقى الى السينما و الان ضيفه المبجل اب الفنون وفي وسط الشارع افتتحت أول أمس فعاليات الدورة العشرون لتظاهرة أيام قرطاج المسرحية من امام المسرح البلدي انطلقت الحكاية، قصة عشق المسرحيين للخشبة، أصوات اقدامهم موسيقى يعزفونها ، من أمام المسرح وفي شارع الحبيب بورقيبة اعلن عن افتتاح الدورة بعرض ملحمة مسرحية شعرية وتاريخية، ملحمة خضراء لحافظ خليفة كانت بداية الاحتفالات بالمسرح وبجمهوره، للجمهور قدمت كامل المجموعة عرضا ملحميا تاريخيا يروي قصة نضال نساء هذا الوطن، ملحمة تقدم سيرة بني هلال وتقدم قصة الجازية الهلالية، عمل يرشح بالجرأة و القوة و تقديم اجمل الصور عن المرأة التونسية، ملحمة كتبت بدقة وفي الشارع قدموا كل التفاصيل من اللباس المتقن الذي حاكى ذلك العصر الى اللغة و القراءات الشعرية، عمل يحاكي ثورات التونسيين عبرالتاريح ضد كل ظالم مستبد ملحمة شارك فيها ثلة ممن رسخت أسمائهم في ذاكرة التونسي على غرار دليلة المفتاحي ونادرة لملوم وسهام مصدق وكمال العلاوي وصلاح مصدق وصالح الجدي.

كرنفال يوغرطة : الكاف ارض الفن ابدا
من الهناك جاؤوا محمّلين بكل تلوينات الجمال من رائحة الجبال وشموخها من سحر القصبة وبقاء سيدي بومخلوف جاؤوا لينثروا في بهو الشارع و المدينة كلّ تعاليم الجمال، افتتاح مختلف ابتعد عن السائد شارك في تاثيثه كرنفال يوغرطة انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف وكما سحر الكاف كان العرض ساحرا، هنا اجتمعت كل اشكال التعبير من الكلون الى الشخصيات المسرحية العالمية الى المشي بالعصي، الوان مختلفة اختلاف رواد المسرح، كرنفال فرجوي وفكري يقدم رسالة المسرح السامية ويسلط الضوء على اختلاف مدارسه.
عرض قالت عنه المبدعة ايمان الصامت «الفن هو الأسلوب ... والأسلوب هو لباس الفكر، ونحن لبسنا فننا وأسلوبنا في افتتاح أيام قرطاج المسرحية لنترك ذاكرة وذكريات جميلة وممتعة.. فدون الذاكرة لا توجد علاقة حقيقية مع المكان والزمان والحدث ...هكذا عشنا الحدث و هكذا عشنا المسرح والفرجة والكرنفال.... هكذا عشنا يوما متعبا لكن ممتعا في مدينة الثقافة ضمن رحلة استعراضية تكاملية بين التمسرح والفرجوي... التمسرح في الشارع ضمن خصوصية تقنية وآدائية (ميم، مهرج..) تطرح فكرة بطريقة درامية تحمل طابع الفرجة .
وتضيف المسرحية ايمان الصامت في حين ركز الفرجوي على وظيفة الفرجة الاستعراضية التي تتوجه نحو التأثير أكثر على المتلقي بأدوات مستعارة من المسرح والتنشيط”.

«أحب المسرح» انفتاح المسرح على كل الفنون
لازال للجمال نصيب، السجاد الامر يزين بهو المدينة، المصورين يبدعون في التقاط صور تذكارية لنجوم المسرح، عشاق التمرد و صانعي الاحلام دوما فمن نبضهم تكتب اجمل الاعمال الخالدة، بعد البهو يكون اللقاء مع عرض مسرحي موسيقي شعري عرض عنوانه «احب المسرح» للمخرج عبد الواحد مبروك. ومساعد مخرج فوزي اللبنان، عرض يشارك في تقديمه77شابا مبدعا من المهتمين بالفن الرابع وممارسيه.

البطحاء باتت فضاء للإبداع، في ساحة المسارح اجتمعوا بالأبيض و الأسود و القناع المحايد لتقديم عرض يحاكي تظاهرة أيام قرطاج المسرحية، البداية تكون مع الموسيقى مع صوت الة البيانو وتقدم العازفة نسرين مقطوعة زوربا الياباني وتدعو الجميع ليرقص، بين الحب والتجلي والتماهي مع الموسيقى تكون متعة لقاء الة البيانو الغامضة والجميلة.
لأنك تونسي فارقص، لأنك تونسي لك أن تحتفل بحركات الجسد بعشرينية أيام قرطاج المسرحية، لك ان تكتب الياذتك بالرقص و تعاند الجميع و تحلم هكذا هي حركات الراقصين في البطحاء، رقصات تجمع خطوات تونسية وأخرى غربية وثلاثة للفلامنكو ورابعة لرقصة الفالز، ايقاعات غير محدودة تماما كأحلام المسرحيين.
وسط الموسيقى يتحدث الحكواتي علاء الدين أيوب وبطريقة الفداوي يخبر ضيوف تونس عن المهرجان وتاريخه ويسرد اهم الأسماء التي مرت على التظاهرة من المنصف السويسي الى حمادي المزي وكل من ساهم في الدفاع عن هذه التظاهرة.
وفي الأثناء تتواصل الموسيقى المنبعثة من عزف البيانو ثم تتزامن نهاية المقطوعة الموسيقية مع صوت الغناي بإحساس ينسجم مع الصورة المجسدة في المشهد، يتسارع صوت الغناي ويرتبط بإيقاعات دخول 20 فتاة بلباس أبيض في صف واحد حيث تقف كل فتاة أمام من تختاره من الجمهور وتنطلق عندها موسيقى (valse) وتنبعث أولاً من البيانو ثم تلتحم مع الموسيقى المنبعثة من الوحدة الصوتية.
بعد أن تقدم كل فتاة وردة إلى من تختاره تطلب منه الرقص على موسيقى الـ valse ثم يبدأ جميع من في الساحة بالرقص كذلك وبدورهم يساعدون في توجيه الجمهور الموجود داخل الساحة إلى المداخل الثلاث الرئيسية لقاعة الأوبرا.

المسرح يكرّم أبناءه
حفل الافتتاح للدورة العشرين كان مختلفا قام على مجموعة من الارتجالات المسرحية لتقديم تاريخ المهرجان وكلّ مبدع يتحدث عن سيرته بطريقة مختلفة بعيدا عن الكلاسيكيات، ارتجالات اثثها كلّ من زهيرة بن عمار التي صدحت عاليا ان المسرح حياة ووحيدة الدريري ورؤوف بن عمر وعبد العزيز المحرزي ومنصور الصغير وجميلة الشيحي وعاطف بن حسين جميعهم قدّموا القليل من الكثير عن المسرح عن الخشبة التي تناديهم للمشهد الموالي «الحياة».

لحظات من الحنين، لحظات صدق استرجعوا فيها ذكرى من كتبوا سحر المسرح التونسي الى من نبضت عروقهم بالفن وقدموا للجمهور اعمالا ناقدة مشاكسة تحارب الظلم والظلام، ومنهم خذيجة بن عرفة و خديجة السويسي و حاتم بالرابح و منصف لزعر ومجدي عبروق و فتحي النغموشي و زكية بن عياد و محمد البوري، الى كل من غادرتنا أجسادهم عزف انيس القليبي لحنا موجعا ليذكر بوجيعة المسرحيين ونضالاتهم ليبقى المسرح شمعة امل تضيء الدروب المظلمة.

في حفل الافتتاح غاصت الذاكرة في تاريخ المهرجان والتاريخ كتبه مسرحيون صعدوا الخشبة وبأجسادهم وحركات اقدامهم الصارخة كتبوا اجمل الاعمال و لهم تعترف الدورة العشرون من خلال تكريمهم ، وكرّم المهرجان في حفل افتتاحه كلّ من الممثلة المبدعة المختلفة ابنة جندوبة دليلة المفتاحي وابنة قفصة لطيفة القفصي والمشاكسة صباح بوزويتة، والفنان المبدع البحري الرحالي والمسرحي صابر الحامي ومنصور الصغير من دوز و من الامارات العربية المتحدة خالد الطريقي و من البنين «كارول مولانغار كاراميرا» وكرموا أيضا المسرحي جسن كوايتي من بوركينا فاسو.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115