بالكاتبة خولة حسني إلى طرق أبواب أخرى في محاولة نقل الكتاب من الرّف إلى العقول وذلك بالولوج إلى عوالم جديدة في التسويق والترويج تعتمد شعار « الأذن تقرأ قبل العين أحيانا» في تجربة أولى من نوعها في تونس وربما في الوطن العربي.
في الوقت الذي يفاضل فيه العرب بين الكتاب الورقي والإلكتروني، يجد الكتاب المسموع مع تطوّر المحامل الالكترونية والتطبيقات التكنولوجية رواجا وانتشارا في العالم. فتغيّرت طرق الترويج التقليدية وصار بالإمكان عرض الكتب للبيع على منصات ومواقع إلكترونية...
رواية مسموعة في 8 ساعات
إذا كانت الكتابة عند خولة حسني تحديا جميلا والكتب أبناء أعزّاء عليها أن تلقي بهم في زحمة الأحداث والحياة من أجل كسب الرهان، فإنها تواصل في المغامرة بولوج آفاق جديدة في عالم الكتب الشاسع بلا حدود.
اختارت الكاتبة خولة حسني التخصص في دراسة اللغة الأنقليزية، لكنها شاءت أن تحبّر بياض ورقات كتبها باللغة الفرنسية سيّما وقد درست في جامعة ماين الفرنسية.
بعد أن تحصلت على جائزة «الكريديف» سنة 2013 وحازت على الجائزة الخاصة بلجنة تحكيم مسابقة الكومار الذهبي سنة 2014، أصدرت روايتها الثالثة ووسمتها بعنوان «cauchemar de bathyscaphe» عن دار نقوش عربية سنة 2016. وفي سنة 2018 ارتأت الكاتبة خولة حسني أن تحوّل هذه الرواية إلى كتاب مسموع وشرعت في عمليّة التسجيل الصوتي لروايتها cauchemar de bathyscaphe «» وشارفت على الانتهاء منها على أمل الانطلاق قريبا في عملية البيع الالكتروني للنسخة المسموعة من الرواية .
وفي تصريح لـ «المغرب» أكدّت الروائية خولة حسني أنّ التسجيل الأوّلي للكتاب يتضمن 12 ساعة، لكن في النسخة النهائية سيتم الاقتصار على حوالي 8 ساعات فقط باعتبار أن الرواية هي عبارة عن ثلاثية من 3 أجزاء.
ونفت صاحبة فكرة أول كتاب مسموع في تونس أن يكون هدفها البحث عن الشهرة أو تحقيق السبق بل كان كل همّها خوض مغامرة جديدة في الترويج للكتاب والوصول إلى أكثر عدد من القراء في زمن هجر فيه الكثيرون الكتاب الورقي وارتموا في حضن شبكة الأنترنات.
وردا عن سؤال «المغرب» بخصوص مدى تهديد الكتاب الصوتي للكتاب الورقي ردت خولة حسني بالقول: « كما لم يمت الكتاب في عصر الأفلام فإنه لن يموت وإن تحول إلى كتاب الكتروني أو إلى كتاب مسموع، كلها أشكال متطورة للحفاظ على مكانة الكتاب ومواكبة التطــورات الرقميـــة وتحـــوّلات الحياة العصرية».
شروط الكتاب الصوتي
ليس أي كتاب صالحا بأن يغادر حيّز الورق ليكون كتابا صوتيا حسب الكاتبة خولة حسني التي أكدت على ضرورة توفر عنصر التشويق لشدّ المستمع إلى أحداث الرواية وحثه على مواصلة الاستماع. وفي هذا السياق وقع اختيارها على روايتها باللسان الفرنسي « كابوس غواصة الأعماق» لأنها تتوّفر على مسحة من الخيال العلمي وقدرا من الحركية والمتعة في الأحداث وجانبا من القراءة البسيكولوجية للشخصيات ...
وتتحدث الرواية عن «سارة» ابنة العائلة الثرية التي يتم اختطافها في ظروف غامضة لمدة 5 أسابيع لتذوق مرّ الهرسلة والتعذيب قبل أن يتم إنقاذها من قبل مجهول... ومن هناك تحدث النقلة الجذرية في حياة الشخصية الرئيسية.
وبعد أن حصدت باقة مشرفة من الجوائز في مسيرتها الأدبية تستعد الكاتبة خولة حسني للمنافسة على جائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية التي يسندها الكريديف بروايتها
« Les cendres du phœnix » أو « رماد طائر الفينيق « الصادرة عن دار نقوش عربية سنة 2018.