بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف: الكتاب في « أزمة» والملكية الفكرية في «ورطة» !

«الكتب سعادة الحضارة فبدونها يصمت التاريخ ويخرس الأدب ويتوقف العلم ويتجمد الفكر والتأمل»... وأمام منزلة الكتاب الرفيعة، لا غرابة في أن تحتفل بلدان العالم باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في 23 أفريل من كل عام. فكيف هو حال تونس مع الكتاب؟ وهل من جديد في مجال حماية حقوق التأليف والملكية الفكرية؟

منذ سنة 1995 خصصت «اليونسكو» تاريخ 23 أفريل من كل عام يوما عالميا للاحتفال بالكتاب وحقوق المؤلف في شتّى أنحاء العالم من أجل التحفيز على المطالعة ونشر الكتب وحماية الملكية الفكرية.
و23 أفريل هو تاريخ رمزي في عالم الأدب العالمي، إذ يوافق هذا التاريخ ولادة أو وفاة عدد من الأدباء المرموقين مثل وليام شكسبير وموريس درويون وفلاديمير نابوكوف...

الكتاب حلم جميل أم عبء ثقيل؟
بدءا بالكاتب، مرورا بالناشر، وصولا إلى القارئ... رحلة شاقة ومغامرة شيّقة وعسيرة في الآن ذاته. فكم من مبدع وأديب وشاعر راوده الحلم الجميل بإصدار كتاب لكنّه أمام تعقيدات الواقع وارتفاع الكلفة تراجع عن الحلم أو أكمل المشوار بالاقتراض أو الاستدانة لإصدار كتاب !

وفي اليوم العالمي للكتاب، لا يبدو الكتاب بخير في مجتمع لازال يخيّم فيه شبح الأميّة وتتراجع فيه معدلات المطالعة ويتناقص فيه عدد القرّاء... ولعل آخر الأرقام في المجال قدمها سبر الآراء الذي قامت به مؤسسة «إمرود كونسليتنغ» بالتعاون مع «دار الصباح « موفي شهر مارس 2016 أن 75 % من التونسيين لا يملكون كتبا في البيت (باستثناء الكتب المدرسية والمجلات والصحف...) و14 % اقتنوا كتابا في عام كامل و18 % فقط طالعوا كتابا في الأشهر الأخيرة !
وأمام صعوبة النشر في الداخل ومحدودية الانتشار في الخارج لأسباب إستراتيجية تنظيمية وإدارية ... لازال الكتاب التونسي يستميت في النضال من أجل الحق في الوجود والحياة بالرغم من كساد السوق وركود صناعة الكتاب... ولكنها بلا شك مهمة صعبة وتحديا كبيرا.

حقوق المؤلف... مازالت ضائعة !
في تونس ، مازال موضوع حقوق التأليف والملكية الفكرية يراوح مكانه ما بين الحملات التحسيسية والندوات العلمية بدعوى التدرج والمرونة في تطبيق القوانين الردعية في الوقت الذي يزداد فيه يوما بعد يوم هضم الحقوق الفكرية والسرقات الأدبية !
وإن بوّأ الفصل 41 من دستور تونس الجديد حقوق الملكية الفكرية في منزلة دستورية بعد أن نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنـة 1948 في الفقرة الثانية من المادة 27 على أنه «لكل فرد الحق في حماية حقوقه الأدبية والمادية المترتبة عن إنتاج علمي وأدبي وفني هو من تأليفه»، فإن هذه الحقوق ظلت مجرّد حبر على ورق في بلد يُعتدى فيه يوميا على حقوق الملكية الفكرية والأدبية بالرغم من وجود ترسانة من النصوص القانونية!

وبعد مرور اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في صمت ودون إعلان أي من القرارات الجديدة أو الإصلاحات الجديّة، فإنّ تاريخ 26 أفريل من كل سنة يوافق اليوم العالمي للملكية الفكرية الذي ستحتفل فيه المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بهذه المناسبة تحت عنوان: «الإبداع الرقمي: الثقافة تتجدّد» ربما من المشروع التساؤل: هل من جديد في موضوع حماية حقوق التأليف والملكية الفكرية ؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115