سمير السلامي رئيس «هيئة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016» لـ «المغرب»: بعيدا عن الحسابات الضيقة رسالة صفاقس إلى العالـم: هي آمنة، متسامحة، تتجمّل بالثقافة والفن وتشجع على الاستثمار...

«الثقافة توّحدنا وصفاقس تجمعنا»... هو شعار تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016، هذه المدينة التي تسعى من خلال هذا الموعد التاريخي كي لا تكون عاصمة الجنوب فقط، بل مركز إشعاع وطن كامل يبعث للعالم برسائل سلام، مفادها أن الإستثمار ممكن، ورسالة فن

مفادها أنّ الفكر والفنون حرّة متحررة ستطرق كل باب وتعانق كل روح، ورسالة خضراء مفادها أنّ المدينة تريد أن تتنفّس هواء نقيا وتسبح في بحر أنقى وتراب أكثر خضرة..
تحدّث سمير السلامي رئيس «هيئة صفاقس عاصمة الثقافة العربية، لـ«المغرب» عن الثقافة التشاركية، وعن إرادة ملحة لا لإنجاح التظاهرة فقط وإنما لتحقيق أهدافها ولعلّ أبرزها تشجيع الإستثمار من خلال قطاع الثقافة والفنون أيضا في هذه المدينة التي تريد أن تنهض بقوة..

الثقافة لم تكن العنصر المهم بين بقية القطاعات..
رئيس «هيئة صفاقس عاصمة الثقافة العربية أكّد في حديثه لـ’’المغرب” أنّ تراكمات السنين لا يمكن أن يحلّ سريعا المعضلات الثقافية في الجهة، ولكن رحلة الميل تبدأ بخطوة فخطوة قائلا: «أريد أن أتحدّث بصفة موضوعية، نحن جئنا لمهمّة واضحة والهيئة التنفيذية مكلّفة بمهمة معينة، وهي ليست مطالبة بإيجاد الحلول لمشاكل الثقافة المتراكمة منذ أكثر من ستين سنة، مع الأسف الثقافة لم تكن العنصر المهم بين بقية القطاعات.. مع أننا نسعى لتكون صفاقس «عاصمة الثقافة العربية» بجدارة، وأمامنا انتظارات عديدة وآمال كثيرة”..
لم نطلب قط الترفيع في الميزانية..

وقع لغط هنا وهناك مفاده أنّ الهيئة طالبت بالترفيع في الميزانية، غير أنّ سمير السلامي أكّد أنّ هنالك برنامجين مختلفين، والبرنامج الذي وافقت عليه السلطات المعنية والذي كانت قد قدمته الهيئة يختلف عن المشروع القديم وأضح قائلا: «ما نفتخر به أنه تمت تسميتنا في آخر ديسمبر 2014، حيث عملنا في اتجاه الثقافة التشاركية، أي أننا تحاورنا مع صحفيين وفنانين وجامعيين وأكادميين ومبدعين وسألناهم على مختلف وجهات نظرهم وعن انتظاراتهم وخرجنا بفكرة شاملة ونظرة واسعة، أريد أن أذكّر أنه كان هنالك برنامج أوّلي بميزانية معينة، غير أنّنا بعد الاستشارات والتحاور اقترحنا مشروعا جديدا قٌبل من طرف وزارة الثقافة ومن طرف رئاسة الحكومة، وهنا أريد أن أشدّد على أننا لم نطلب قط الترفيع في ميزانية تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية، كما أشيع هنا وهنالك، فمن الطبيعي أن تكون ميزانية التظاهرة متطابقة مع المشروع الذي وافقت عليه وزارة الثقافة ورئاسة الحكومة سلفا».

دعم ملف تسجيل صفاقس في قائمة التراث العالمي لليونسكو
تراهن هذه التظاهرة التاريخية على العديد من الأهداف، أهداف يمكن أن نصنّفها ثقافية وأخرى اجتماعية وأخرى بيئية، دون أن ننسى الإقتصادية، وهنا يضيف سمير السلامي: «رهاناتنا هو دعم ملف تسجيل صفاقس في قائمة التراث العالمي لليونسكو، صفاقس مشبعة بمخزون حضاري عريق على غرار سور المدينة العتيقة وبقية المعالم الأثرية من قبيل مبنى الكنيسة المسيحية التي سيتم إدراجها في قائمة الفضاءات المخصصة للعروض والأنشطة الثقافية للتظاهرة كذلك شطّ القراقنة... ومن رهاناتنا أيضا جعل المدينة العتيقة القلب النابض للحياة الثقافية في الجهة، كذلك سنعمل على تحويل الكنيسة إلى مكتبة رقمية، ونحن بذلك نبعث برسالة تسامح للعالم وأنّ صفاقس تحتضن الجميع وتصافح كل الأديان، وتحمل كل الألوان.. ومن رهاناتنا أيضا أن نسعى لتكون صفاقس مدينة تحترم البيئة والمحيط.. وهو موضوع مهم جدا فصفاقس يجب أن تتنفس هواء نظيفا برئتين نظيفتين..ولا ننسى أنّ صفاقس مدينة ساحلية، لذلك سنسعى لمصالحة الناس مع البحر»..

البرنامج
كثر الحديث عن برنامج التظاهرة، هنا يوضّح سمير السلامي قائلا: «كوّنا 13 لجنة فرعية متكونة من 124 شخصا لبلورة مشروع ثقافي فكري إبداعي انطلقوا في العمل منذ 23 أوت 2015، بعض اللجان أكملوا عملهم والبعض الاخر مازال بصدد وضع اللمسات الأخيرة، وقريبا سيكون البرنامج جاهزا وبالطبع سيقدّم لوزارة الثقافة وبعد ذلك لرئاسة الحكومة حتى نتحصل على المنحة، هذا التأخر النسبي في عمل اللجان هو الذي دفع إلى بعض الاستقالات.. ولكن أؤكد سيكون كل شيء في موعده».

الرسالة الوطنية
هذه التظاهرة الكبرى لن تمرّ دون بعث رسالة للعالم، وهنا تحدّث سمير السلامي رئيس «هيئة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016» عن الثقافة التشاركية التي ستفضي لمشهد يراه العالم رسالة تدفع للإستثمار:» نحن في حركة تفاعلية مع أهل الجهة، على أساس أنّ أهل مكة أدرى بشعابها.. كل مثقفي صفاقس ومبدعيها ومفكريها منخرطون في هذه التظاهرة الكبرى.. وهذا البرنامج لم نأت به من عندنا بل هو من عند هؤلاء أقيم ويقام على أساس الثقافة التشاركية.. مثلا اقترح علينا المنصف ذويب أن تفتح مدينة صقافس على العروض أي نخرج بالعروض إلى الشارع والجهات ولا تقام في الأماكن المغلقة.. لكي نبعث برسالة إلى العالم، إلى كل العالم أنّ صفاقس آمنة، متسامحة، تتجمّل بالثقافة والفن رويدا رويدا.. وهي مكان يطيب فيه العيش، ويحلو فيه الاستثمار.. وهي رسالة وطنية فوق كل الحسابات الضيقة»..

رهانات عديدة تنتظر عاصمة الجنوب، كما تنتظر كل شبر من هذا الوطن، فرياح هذه التظاهرة ستهبّ على كامل أنحاء الجمهورية.. صفاقس هذه المدينة المحصّنة كما يحلو لبعض المؤرخين تسميتها، المدينة الحاملة لاسم القائد الأمازيغي سيفاكس، صفاقس مهد الحضارات والثقافات، صفاقس بلد اللوز وزيت الزيتون، عسى أن تتربع على عرش الثقافة والفنون وتحمل صولجان الاستثمار وتؤسس لثقافة تكتسح بؤر الظلام اكتساحا..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115