قبل الثورة وفق تصريح رئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد صالح معالج، ارتأى أهل القطاع أن يكون للكتاب التونسي معرضه الخاص الذي يحتفي بإنتاجات محلية مائة بالمائة وذلك من 19 إلى 28 أكتوبر 2018 بمدينة الثقافة بتونس تحت إدارة الروائي والشاعر والجامعي منصور مهنى.
في الوقت الذي يستعد فيه معرض تونس الدولي للكتاب لإيقاد شمعته 35، أعلنت وزارة الشؤون الثقافية عن بعث المعرض الوطني للكتاب التونسي في دورته التأسيسية. ويفصل بين الموعدين حوالي 6 أشهر من الزمن تجنبا للمنافسة والمزاحمة.
4 جوائز للكتاب التونسي
حوالي 60 دار نشر تونسية ستؤثث أجنحة المعرض الوطني للكتاب التونسي احتفاء بالإصدارات الجديدة و إبداعات الأقلام التونسية نثرا وشعرا، دراسة ونقدا... وفي هذا السياق أعلنت الهيئة المديرة عن فتح باب الترشح لمسابقة جوائز المعرض تشجيعا للإنتاج الأدبي والفكري. وذلك برصد مكافآت مالية للأعمال الفائزة في 4 أصناف وهي «الكتاب الإبداعي» و«الكتاب الفكري» و»كتاب الطفل»و «الكتاب المترجم».وتبلغ قيمة هذه الجوائز 5 آلاف دينار لكل مجال من المسابقة.
ولن يقتصر المعرض الوطني للكتاب التونسي على محاولة الترويج للكتاب التونسي واستقطاب القراء للإقبال على إصدارات دور النشر التونسية فحسب بل سيكون منبرا لتطارح عدد من القضايا الأدبية والفكرية وعقد اللقاءات الثقافية... فلا شك أن إشكالات الكتاب التونسي أكبر من أن تحصى أو تعدّ.
خلافات وصدامات بين هياكل الكتاب
«الكتاب التونسى يجمعنا» تحت هذا الشعار تنعقد الدورة الأولى للمعرض الوطني للكتاب التونسي، فإلى مدي يتطابق العنوان مع الواقع؟
بمجرد الإعلان عن تنظيم دورته الأولى صرخ اتحاد الكتاب التونسيين محتجا على إقصائه من المعرض الوطني للكتاب التونسي موجها أصابع الاتهام إلى رئيس اتحاد الناشرين التونسيين ومهددا «بعدم السكوت على إهانة الكاتب التونسي.» وهو ما جعل رابطة الكتاب الأحرار ترد على رئيس اتحاد الكتّاب بأنه ليس مخولا للتحدث باسم كل الكتّاب التونسيين ولا يمثلهم تمثيلا مطلقا.
وبدوره التقى رئيس اتحاد الكتاب التونسيين صلاح الدين الحمادي بوزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين مقدما له لائحة من المطالب العاجلة من أهمها : التدخل لمساعدة عدد من الكتاب الذين يمرون بظروف صحية واجتماعية صعبة و التسريع في النظر في الملفات المقدمة من طرف الكتّاب لصندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني ضمن برنامج 2018. وكذلك توصية المندوبين الجهويين للثقافة بتشريك فروع الاتحاد في جهاتهم في التظاهرات الثقافية، والتعاون معهم في ما يقترحونه من برامج ثقافية.
كما طالب الاتحاد بالتسريع في إنهاء الأشغال التي تجرى بمقر الاتحاد منذ أكثر من سبعة أشهر وتشريك الاتحاد في مشاركات الوزارة في المعارض الدولية للكتاب والأسابيع الثقافية التونسية بالخارج وفي المعرض الوطني للكتاب التونسي. إلى جانب تقديم دعم مالي لفائدة فروع الاتحاد الجهوية.
ومن جانبه وعد الوزير بـ «العمل الجاد والسريع لحل كل هذه الإشكاليات وأسدى تعليماته لإطارات الوزارة بالانكباب على هذه الملفات بالجدية المطلوبة».
أمــام كــل هذه الخلافات والصدامات بين الهياكل الممثلة للكتاب هل يمكن للكتاب التونسي أن يحقق الـتقدم والاستقرار في ظل أرضية تمتاز بالتشتت والتشرذم ؟ وهل سيكون إعلان سنة 2018 عام الكتاب والآداب مجرد شعار؟