حتى أطلق الشاعر نزار القباني على صاحبها وصف «الخرافة». من جمالية الخط العربي وعبق الحضارة الشرقية ينهل الفنان التونسي الكبير نجا المهداوي الإلهام ليعانق الإبداع في تصميم جداريات أهم المؤسسات في الوطن العربي والعالم.
بعد شهرة عالمية ضربت الأمصار وتجاوزت الأقطار، وصل إشعاع الفنان نجا المهداوي هذه المرة إلى أمريكا حيث نطقت جدران مقر شركة «فايسبوك» بكاليفورنيا فنا وحياة بفضل أنامل الرسام التونسي وخطوطه العربية وألوانه المشرقة التي صرخت بالفرح وغبطة قوس قزح.
الفنان التشكيلي نجا المهداوي من مواليد بتونس العاصمة سنة 1937 ودرس في أكاديمية الفنون سانتا أندريا بروما ثم في مدرسة اللوفر بقسم الآثار الشرقية القديمة ... وقد استضافته العديد من المتاحف وأروقة الفنون العالمية عبر تنظيم معارض فردية فيها كالمتحف البريطاني والمتحف الإفريقي بلندن ومتحف الفنون الشرقية بموسكو ومتحف لودفيغ بألمانيا والقائمة تطول…
سيرته الذاتية زاخرة بالجوائز فقد حاز على الكأس الذهبية في مهرجان مدينة «كان» الفرنسية للفنون المرئية سنة 1968 كما حصل على الجائزة الدولية الكبرى للفنون ببغداد سنة 1986 وعلى الجائزة الكبرى للفنون والآداب من وزارة الثقافة التونسية سنة 2005 وليس هناك من دليل على إبداعاته سوى أعماله المميزة العديدة…
وقد سبق أن عيّنت وزارة الشؤون الثقافية الفنان العالمي نجا المهداوي مديرا للدورة الأولى لأيام قرطاج للفن المعاصر لكنه سرعان ما أعلن استقالته دون تحديد السبب.
وأمام موقف الكثير من الفنانين والمبدعين بعدم «التورط» في اللعبة السياسية وعدم الانتماء للأحزاب مهما كانت إيديولوجتيها وتسمياتها... اختار الفنان الكبير نجا المهدواي الالتحقاق بصفوف «حركة مشروع تونس». ولكن لاشك أن نجا المهداوي اشتهر لأنه رجل الثقافة لا رجل السياسة.