وغيرها من التأويلات الزائفة والاستنتاجات الملفّقة... قد تكون أخطر الإشاعات أخبار الوفاة وأصحابها أحياء يرزقون! فبأي ذنب تغتال الإشاعة أنفاس الفنان عيسى حراث وهو لا يزال قلبا نابضا بالفن والحياة؟!
في الساعات الأخيرة تم تداول خبر تعكر الحالة الصحية للممثل عيسى حراث ليدعو له الجميع بالشفاء والعافية. ولكن لا أحد توّقع بأن يتجرّأ أحدهم على إطلاق إشاعة وفاة الفنان الكبير!
نقل عيسى الحراث إلى المستشفى العكسري
«راني حيّ... راني حيّ... نحّي الخبر ربي يخلّيك» بهذه الرسالة الفايسبوكية توّجه الفنان عيسى الحراث إلى صاحب الصفحة المروّجة لإشاعة وفاته داعيا له بطول العمر وهو الذي وضع حدا لحياته دون تثبّت وروية!
وقد كان لوقع هذه الإشاعة في نفس الفنان عيسى حراث مشاعر مبعثرة من الغضب والألم والصدمة... وفقا لتصريح زوجته الفنانة نتيجة حراث لـ «المغرب» والتي أضافت بالقول:» سامح الله من كان وراء هذا الخبر المفبرك ... لقد أحدث فينا بلبلة واضطرابا وتهاطلت علينا الاتصالات من كل حدب وصوب مستفسرة عن الحقيقة وقد هزتها الإشاعة جزعا وهلعا ...»
وطمأنت زوجة الفنان عيسى حراث جمهور وعشاق فنه بأن حالته إلى حدّ كتابة هذه الأسطر مستقرة بعد أن تم وضع فريق طبي على ذمته في منزله في انتظار نقله إلى المستشفى العكسري بالعاصمة لإجراء عملية جراحية على «البروستاتا» يوم غد الاثنين بتدخل من وزير الشؤون الثقافية الذي هاتف الفنان للاطمئنان على صحته. كما نوّهت نتيجة حراث بالتفاف السلط المحلية والإطار الطبي بصفاقس وعلى رأسهم المدير الجهوي للصحة والفاعلون الثقافيون بالجهة وفي مقدمتهم مندوبة الثقافة ربيعة بلفقيرة ... حول الفنان عيسى حراث وهو ما بعث في نفسه ارتياحا وسعادة بمحبّة الناس له وتقديرهم لعطائه الفني السخي...
الفنان الذي لا يحب الأضواء والظهور
من يتيح له القدر حظّ اللقاء مع الفنان عيسى حراث ولو في مرور عابر وحديث خاطف ...سيعرف حتما أن هذا الرجل ليس كبيرا في الفن فقط بل مثالا في الأخلاق والإنسانية، وهو الذي شيمته التواضع والطيبة ونقاء السجيّة . وبالرغم من عمر فني مديد ومسيرة مشرفة من الصولات والجولات على ركح المسرح وأمام كاميرا السينما وعلى شاشة التلفاز انطلقت منذ السيتنيات وتوزعت على 50 عملا فنيا... فإن الممثل عيسى حراث يرفض الظهور ويتجنب الأضواء، وحدها أضواء التصوير تستهويه ويتخلى أمامها عن خجل مستتر وهدوء آسر... فليس غريبا أن يرفض الفنان الكبير التكريمات وتحيات الوفاء والعرفان وهو الذي يعتبر أن الفن واجب لا ينتظر صاحبه شكرا ولا جزاء. وفي هذا السياق عزم المندوب السابق للثقافة بصفاقس منير الفلاح على تكريم عيسى حراث ذات مناسبة بمركز الفنون الركحية والدرامية بصفاقس سرا ورغما عنه فلو علم الفنان بالأمر لرفض رفضا قاطعا ! فلم يكن أمام عيسى حراث سوى الاستجابة في وجل إلى النداء الفجئي والملح عليه بالتقدم لتسلم التكريم المستحق الذي جاء في غفلة منه.