مع الحياة. وفي بشرى جديدة لأب الفنون وعشاق الفن الرابع ... تم الإعلان عن بعث مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح من 25 إلى 31 أوت 2018.
المهدية والقيروان وسوسة والمنستير ستكون أركاحا لمهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح في دورته الأولى ببادرة من المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالمهدية والمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالقيروان وبالتعاون مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية بكل من سوسة والمنستير.
المسرح يبعث برسالة سلام من المتوسط
كيف كان اللقاء بين المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالمهدية والمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالقيروان على ضفاف «مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح»؟ عن هذا السؤال أجاب مدير المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالقيروان حمادي الوهايبي، فأفاد في تصريح لـ «المغرب» بالقول: « خامرتنا فكرة بعث هذا المهرجان منذ سنتين عندما كان المدير الحالي للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالمهدية حسام الغريبي يشغل خطة موّظب عام بمركز الفنون بالقيروان. ولأنّ الفنان حسام الغريبي كان شريكا في التصوّر والطموح لتحقيق هذا الحلم كان لا بد أن يكون شريكا في تأسيس دعائم هذا المشروع الثقافي عندما تم تعيينه على رأس مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية حديث التأسيس.
وردّا على تساؤل البعض حول مشروعية وجود القيروان في مهرجان متوسطي للمسرح، شدد حمادي الوهايبي على أن المسألة أعمق بذلك من كثير ولا تقتصر على انتماء جغرافي على حدود بحرية بل تتسع لتونس من شمالها إلى جنوبها ولذلك فإن مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح مفتوح لكل مراكز الفنون وكل من يرغب في الانضمام إلى فريق المهرجان...
وعن فلسفة بعث مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح، أضاف الفنان حمادي الوهايبي: « أردنا لهذا الحدث المسرحي أن يكون رسالة سلام ولواء تعايش يرفعهما المسرحيون والمثقفون ليؤكدوا أن تونس هي دائما وأبدا أرض حوار وتسامح وتلاقح حضارات وتجارب... هو وفاء لتاريخ تونس العريق والمشرق كأرض انفتاح وتنوع و تذكير بأن «أب الفنون» ولد في مهد حضارات البحر الأبيض المتوسط منذ غابر التاريخ والأزمان».
كتاب عن المسرح في بلدان المتوسط
في كسر للعلاقة العمودية بين سلطة إشراف تقرّر و مؤسسات ثقافية تنفّذ، أخذ مركزا الفنون الدرامية والركحية بكل من المهدية والقيروان بزمام الأمور وقرّرا بأن يكونا أرضية تأسيس لإطلاق مهرجان مسرحي جديد يمتد في دورته التأسيسية على أركاح أربع ولايات هي المهدية والقيروان وسوسة والمنستير.
في اطار تشاركي بين مركز الفنون الدرامية و الركحية بالمهدية و مركز الفنون وما بين عروض مسرحية دولية متوسطية وندوة فكرية دولية وتربصات تكوينية، تتوّزع المحاور الرئيسية لمهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح في إطار تبادل التجارب والخبرات بين دول المتوسط في مجال المسرح وفنون الفرجة.
ومن بين عناوين العروض الأجنبية التي تأكدت مشاركتها في المهرجان إلى حدّ كتابة هذه الأسطر: إتنا من إيطاليا، تفل قهوة من لبنان، دراما الشاحذيــن من مصر، سأموت في المنفى من فلسطين، كاركونزولي 99 من صربيا، فراشة من فرنسا، بريكولا من المغرب،صور في الذاكرة من ليبيا، دون عنوان من الجزائر...
ومن المنتظر أن يضع المهرجان على ذمة المهتمين فرصة المشاركة في ورشة فن الممثل تحت إشراف الفنان معز القديري وورشة فن الإضاءة بإمضاء سليم الصنهاجي. أما الندوة الفكرية فستهتم بالمسرح في بلدان المتوسط على أمل إصدار كتاب يوثق لمسار الفن الرابع في حوض البحر الأبيض المتوسط.
«جويف» في الافتتاح
بعد أن حصدت التتويج في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج المسرحية ستكون المسرحية التونسية «الأرامل» للمخرجة وفاء الطبوبي في اختتام مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح. أما الاستهلال فسيكون بتوقيع مسرحية جديدة من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان والتي تحمل عنوان «جويف». وقد توّلى الفنان حمادي الوهايبي إخراج هذا العمل المسرحي ويلعب أدوراه كل من حسام الغريبي وفاتحة المهدوي ومحمد السايح وفاتن بلحاج عمر ويسرى عيّاد وهيبة العيدي... أما الموسيقى فهي من إيقاع الموسيقي اليهودي التونسي باتريك سلامة. وقد صرّح المخرج حمادي الوهايبي لـ»المغرب» أن مسرحية «جويف» كما يوحي عنوانها تتطرق إلى موقع الطائفة اليهودية في المجتمع التونسي وخصوصا مدى تجذرها في الحركة الثقافية والفنية التونسية.
وكشف صاحب «جويف» إلى تعرّض مسرحيته إلى الصنصرة في مهرجان»أفينيون» المسرحي بعد أن أثار حفيظة أحد المتطرفين اليهود !
لئن يروم باعثو مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح بأن يكون هذا المولود الفني الجديد منارة ثقافية وحضارية تؤكد أن تونس هي أرض الحوار والتنوع والثراء... فإنه بلا شك سيقطع مع الحكم السائد بأن فصل الصيف والفن الرابع لا يلتقيان!