» الفنية وتنحسر الأنشطة الثقافية أمام شح الإمكانات والفضاءات... في سياق كل هذه الظروف والصعوبات، يكون المشروع الثقافي بمرتبة النضال والحرث في الأرض الجرداء لتغدو خضراء !
يأتي ملتقى الرقص الفني «موفمة» لينتصر إلى المبدأ الدستوري الذي ينص على حق الجهات في الثقافة وينصف فنيا المناطق الداخلية من ولاية سيدي بوزيد (منزل بوزيان، بئرالحفي، الرڤاب، سيدي علي بن عون، جلمة، المكناسي، المزونة ،الخرشف...) هذا المشروع الذي حصل على دعم صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني تقف وراء نجاحه جمعيات وهيئات ثقافية على غرار المركز الثقافي بڤمرت وجمعية وقتنا للتنمية الثقافية...
«معسكر الرقص» لكسر العزلة
عندما يرقص الجسد فهو يعبّر عن فكرة، عن قصة، عن ثورة... وفي «فورمة» ينتفض الجسد ضد التجاهل والتهميش ليصرخ فينا: نحن هنا المنسيون، المهمشون، المقصيون على هامش الحياة!
«موفمة» هي دورة تكوينية في الرقص العصري والتعبير الجسماني ستجول المناطق الداخلية في ولاية سيدي بوزيد لتستفز شبابها على الرقص والفن وتحتضن المواهب المغمورة هنا وهناك.
وعن خلفيات هذا المشروع الفني وأبعاده، أفاد الكوريغراف ومكون الرقص «أشرف حمودة» في تصريح لـ «المغرب» بأن «فورمة» يهدف بالأساس إلى نشر الثقافة وفنّ الرقص في الأوساط المتصحرة ثقافيا والمعزولة من الساحة الفنية. وهو أول مشروع يجمع الفئات العمرية من 8 سنوات إلى 28 سنة في إطار إنجاز دورات تكوينية لمدة 4 أيام لكل محطة. ويختتم المشروع باختيار راقصين اثنين من كل جهة قصد تكوين معسكر تدريبي يضم 16 راقصا بالمركز الثقافي بڤمرت. ويتواصل هذا المعكسر لمدة 6 أيام من أجل إنجاز لوحة فنية كوريغرافية تدوم مدتها ساعة ونصف متواصلة.
«موفمة» إبداع من رحم العدم
يبقى الجسد حمّال المعنى والمعاناة، رسالة وأداة نضال ... في هذا السياق أفاد الكوريغراف «أشرف حمودة» بالقول:» إن المشروع الفني «فورمة» يجسد حالة الاتصال المتماهي بالواقع المعيش ومدى افتقاره للفنون التعبيرية وعدم توفر مراكز للترويج لهذه النوعية من الفن. كما تتيح هذه اللوحة الفنية الفرصة للفنان المبدع في هذا المجال لإخراج لوحة فنية تربط الفن بالواقع.
يبقى الرقص هنا لغة غير مباشرة لنقد وضع اللامبالاة الذي يمارس على المبدع والفنان ودفع الشباب المعدم إلى خلق شيء من لا شيء».