هو من أبرز أركان الثقافة العربية الأصيلة بمدينة القيروان باعتبار رفعة منزلته كمقرئ للقرآن الكريم تجويدا وترتيلا بالقراءات السبع، وهو المقرئ والمؤذن بجامع صاحب الطابع بالحلفاوين. كما أن الشيخ علي البراق حظي بشرف تدشين البث الإذاعي التونسي الرسمي سنة 1938 فيما بدأت تلاوات الشيخ البراق برواية قالون عن نافع في الإذاعة التونسية بعد ذلك.
ومازالت تسجيلات الإذاعة الوطنية لصوت الشيخ علي البراق تؤثث به فقرات الإذاعة الوطنية سيما في المناسبات الدينية ومن ضمنها شهر رمضان.
تحدّى الشيخ علي البرّاق في رباطة جأش إعاقة الكفيف منذ طفولته أخذ يكرع من مناهل العلم والعرفان من خلال ارتياده للروضة القرآنية أي الكـتّاب بمدينته حتى بلغ المنى في ختم تلاوة القرآن الكريم تجويدا وترتيلا بالتلاوات السبع.
كما كان الفقيد يختلف على حلقات الطرق الصوفية حتى ملأ الوطاب مما لذّ وطاب من المدائح والأذكار وأسرار صناعة الإنشاد الطرقي.
فلما قدم إلى العاصمة في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين انضّم إلى طريقة السلامية التي كان من مريديها الشيخ محمد بن محمود والد المرحوم عبد العزيز بن محمود الذي كانت له حصة إذاعية انضمّ إليها علي البرّاق وقد اشتهر في الإذاعة باسم محمود عزيز وجماعته.
نال الشيخ علي البرّاق إعجاب المعتمرين والحجيج الميامين عندما رتل آيات من القرآن الكريم في رحاب الحرمين الشريفين في حجته الأولى سنة 1950 وحجته الثانية سنة 1963.
قال فيه الأديب طه حسين عند زيارته لتونس إبان الاستقلال «إن صوته يعيدنا إلى الزمن الأول لنزول القرآن وبدء الحضارة العربية». أما في بحر الستينات من القرن العشرين وتحديدا في شهر جوان 1968 تاريخ زيارة سيدة الغناء العربي أم كلثوم إلى تونس، فلما وصل ركبها إلى ضاحية شوشة رادس حيث زارت مقر شركة النغم للاسطوانات استمعت أم كلثوم إلى صوت علي البرّاق وهو يرتل آيات من الذكر الحكيم وفق مدرسة قالون.
وهكـذا ظل الشيخ علي البرّاق يبادر بإحياء الاحتفالات الدينية رفقة الشيخ المصري أمين حسنين والتونسي عبد العزيز بن محمود، فضلا عن تساجيله الثرية إذاعة وتلفزة إلى أن لبىّ نداء ربّه يوم 4 ديسمبر 1981 .