يختتم مهرجان « موسيقى وفلسفة » ببلجيكا: « وقت الجبال تغنّي » من سمّامة إلى العالمية

كان الجبل هو المعلّم والملهم، من شدو بلابله تعلموا الغناء ومن هديل حمامه

برعوا في هدهدة اللحن بطعم الشجن ومن رائحة إكليله النافذة إلى الحواس عرفوا كيف يدغدغون الإحساس... هم رعاة قد يكونون حفاة من زيف المدينة لكنهم هواة للفن على السليقة وبفطرة الطبيعة فعلمونا الخشوع «وقت الجبال تغنّي». وهكذا اخترق عرض «وقت الجبال تغنّي» للفنان عدنان الهلالي عزلة الجبل ليرمي بحبل الحلم بعيدا... فإذا به يمثل تونس ويتحدث عن سمّامة الفن لا الإرهاب في اختتام مهرجان « موسيقى وفلسفة » ببلجيكا.

«وقتْ الجبالْ تغنّي» الذي يقول عنه صاحبه عدنان الهلالي بأنه «يتجاوز الفرجة التراثية إلى تقديم الرسالة الثقافية لجبل الفلاّقة..» سيكون حاضرا في بلجيكا يوم 2 سبتمبر 2018.
الخالة مباركة رئيسة وفد الرعاة إلى بلجيكا.

أهازيج ومواويل وأغنيات للحياة تؤنس الرعاة وسكان الجبل في رحلتهم اليومية ما بين أشجار الصنوبر والفلين في ملاحقة لقمة العيش ولحظة سعادة هاربة بين الأفنان رغم الإرهاب وخطر الألغام... صنعت عرض «وقت الجبال تغني» الذي منح أدوار البطولة إلى هؤلاء البسطاء والكادحين والحالمين... فكانوا فنانين على طريقتهم.
وفي تصريح لـ»المغرب» أفاد عدنان الهلالي أنه «استلهم نصّ عرض «وقت الجبال تـغـنّي» من صمود الرّعاة في وجه الفقر والنسّيان والإرهاب وكوّن من خلاله مجموعة «أصوات سمّامة» للمحافظة على التراث الموسيقي الجبلي في الجهة».

وأضاف صاحب «عيد الرعاة» بالقول :» أن وفد الرّعاة الذي سيسافر إلى بلجيكا لاختتام مهرجان «موسيقى وفلسفة» سترأسه خالتي مباركة ذات الـ 87 عاما والتي تغنّي للجبل وترقص له باندفاع روح شابّة، عاشقة للهضبة، هازئة بالذئاب الهجينة التي لا تعتبرها كما لا نعتبرها موجودة أصلا... همّنا أن يكون الجبل المغدور عاصمة كونيّة، صخريّة أبيّة... وكلّما أحرقوا هم الجبل كلّما نبتنا فيه نحن عرعارا وصنوبرا...».

الرّعاة جنود الثقافة لمواجهة الإرهاب
من رحم المعاناة ولد عرض «وقت الجبال تغنّي» ليذّكر بمأساة مواطنين منسيين في الولايات الحدودية والمناطق الداخلية على هامش الحياة في اقتلاع لقمة عيشهم كما يقتلعون حلفاء الجبل. وإن استوطن جبلهم الإرهاب وقصفت الألغام بسكونه وأمانه وعبثت خفافيش الظلام بأعشاش عنادله... فلم يأبى أصحابه التفريط فيه وهجره كما هجره منوال التنمية وسياسات الدولة. فكان عرض «وقت الجبال تغني» خير تحية من الفنان عدنان الهلالي إلى الصامدين على أرض القتال متحدّين الخطر والموت.

وبعد أن جاب عددا من التظاهرات الوطنية واختتم عروض «الآوت دور» ضمن مهرجان الحمّامات الدولي في الصائفة الفارطة سيحل عرض «وقت الجبال تغنّي» الرحال ببلجيكا ليختتم مهرجان «موسيقى وفلسفة» ليكون رعاة جبل سمّامة نجوما من نوع آخر وسفراء لثقافة الجبل وحياة البساطة. وقد تم إنتاج هذا العرض بدعم من صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفنّي.

وبعيدا عن استغلال الفولكور وتكرار الصورة النمطية لسكان الجبل، أكد الناشط الثقافي عدنان الهلالي أن «هذه الدعوة الأولى لعرض «وقت الجبال تغني» خارج حدود الوطن لن تكون مجرّد عرض فولكلوري راقص بل سيحمل فيها الرّعاة رسائل كفاح وصمود وسيمثلون على طريقتهم الثقافة التونسية في بساطتها وروعتها وثرائها و التزامها... لتروي للعالم بأسره ملحمة سمّامة في عشق الجبل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115