و كان أصغر من درّس فيه سنا، من تلاميذه الطاهر ابن عاشور، ومحمد النخلي، ثم انغمس في العمل السياسي، فحاكمته فرنسا، ففر إلى اسطنبول، ثم إلى دمشق حيث أسس «جمعية الأخوة التونسية الجزائرية» ودرّس بالجامع الأموي .
قاوم الإستعمار بكل أنواعه و نشط في هذا الميدان مع الأمير شكيب أرسلان.
تخرج على يد الشيخ صالح الشريف مقاومون سياسيون أشهرهم الأخوان باش حامبة رحمهما الله وعندما احتلت إيطاليا ليبيا كان أول من دخل إلى طرابلس عن طريق برقة،
وفي سنة 1915 انتقل إلى ألمانيا، وقام بنشاط كبير في سبيل القضية الجزائرية – التونسية، والتقى المسؤولين الألمان، وفي ألمانيا أصدر الشيخ صالح الشريف – رفقة الشيخ الخضر الحسين – «مجلة الجهاد» وأسس «لجنة استقلال تونس – الجزائر».
سافر الشيخ إلى سويسرا، فشارك في تأسيس «مجلة المغرب»، و”اللجنة التونسية – الجزائرية”، وقدم باسمها – رفقة الشيخ إسماعيل الصفايحي – تقريرا إلى مؤتمر الصلح، (الذي عقد بعد الحرب العالمية للنظر في نتائجها) للمطالبة بحق شعوب المغرب العربي في استعادة استقلالها،
مناظرات الشيخ صالح الشريف الدينية أشهرها كانت في الحجاز مع أحد أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب حيث كان ضد تحريم زيارة القبور و مناظرة أخرى مع الشيخ محمد رشيد بن علي رضا أحد تلاميذ الشيخ محمد عبده، وكما ناظر بعض العلماء المتشددين كان يخاطب و يحمس جنود الخطوط الأمامية على الجهاد حتى أنه تلقى رصاصة في ذراعه عندما كان ضمن إحدى المعارك مع مقاتلي الشيشان ضد ما كان يسميهم الموسكوف
الشيخ صالح الشريف لم يساند التيارات الإسلامية المتشددة بل ناظر أكثر العلماء تشددا وحذّر من الأيديولوجية الشيوعية وسخر حياته عاملا على الوحدة و الاستقلال الفكري والاقتصادي والسياسي في العالم الإسلامي .
جاب الشيخ العالم بدعوته أينما حل ولم يستطع العودة حيا إلى تونس موطن مولده ومثواه الأخير .
لقد بلغ حقد فرنسا على الشيخ صالح الشريف درجة منع إنزال جثمانه من الباخرة التي نقلته إلى تونس لدفنه، بعد ستة أشهر من وفاته.
وبعد تدخلات ومساع، سمحت بإنزاله واشترطت أن يكون الدفن ليلا، وقد نقل الجثمان وحضر الدفن الأمير شكيب أرسلان.