كتاب مثير للجدل في معرض تونس الدولي للكتاب: هل صحيح بأن «صحيح البخاري» ليس صحيحا؟

بعد أن قضى صاحبه 16 سنة في تأليفه، كان كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة»

للباحث في التراث وعلم مقارنة الأديان رشيد أيلال مرفوضا وممنوعا في بلده المغرب. وبعد أن أصدرت المحكمة الابتدائية بمراكش حكما استعجاليا بحجز نسخ هذا الكتاب من المكتبات لأن صفحاته تضمنت «مسا بالأمن الروحي للمواطنين ومخالفة للثوابت الدينية المتفق عليها»... استضاف معرض تونس الدولي للكتاب هذا الكتاب المثير للجدل وصاحبه في لقاء حواري للدفاع عن أطروحته والإقناع بوجهة نظره في وجه سيل من الانتقادات وقذائف من الاتهامات...
«صحيح البخاري نهاية أسطورة» كتاب أثار الجدل وأسال الحبر لأنه حرّك الساكن ورج الثابت وشكك في صحة واحد من أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين.

ما حقيقة «صحيح البخاري نهاية أسطورة»؟
في كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة» ينقّب الباحث المغربي رشيد أيلال في صحيح البخاري ليثقب ثوب الهالة المحيطة بهذا الكتاب وليدحض الإيمان المطلق بصحته وليبرز مواطن علّته ونقاط ضعفه... سلاحه وحجته وشرعيته في ذلك «عدم القبول بما يتصادم مع العقل والعلم والقرآن الكريم» على حد قوله.
وكما يحيل إلى ذلك عنوانه، فكأننا بالباحث في التراث وعلم مقارنة الأديان رشيد أيلال يحطم أسطورة البخاري وصحيحه في كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة».
ووفقا لخمسة فصول قسّم المؤلف كتابه إلى الأجزاء التالية: آفة تدوين الحديث - «علم» الحديث - أسطورة البخاري - نهاية الأسطورة - من ألّف صحيح البخاري.
وقد صدر كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة» عن «دار الوطن» للنشر التي اعتبرت هذا الأثر «صرخة حق من جبال الأطلس الكبير تعبّر عن موقف جيل جديد من المفكرين والباحثين الذين عقدوا العزم على نصرة دين الإسلام... من كذب الأفّاكين وخفافيش فقه الظلام الذين يحرّفون الكلام عن مواضيعه ليشتروا بآيات الله ثمنا قليلا».

إقحام وتصرف في كتاب البخاري
إن يحتفي معرض تونس الدولي للكتاب في دورته 34 بعناوين جديدة وكتب حديثة الصدور لأقلام بارعة في مجالها... فقد سرق كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة» نصيبا مهما من الأضواء والاهتمام لأنه تجرأ على المسلمات وتمرد على سلطة القبول والرضا ... وقد كان جناح سوتيميديا بمعرض تونس للكتاب شاهدا على حفل توقيع هذا الكتاب، كما كان صاحبه المغربي رشيد أيلال ضيف شرف جلسة حوارية يوم الأربعاء 11 أفريل 2018 بقاعة هند عزوز في رحاب المعرض.

وقد حضر هذا اللقاء الفكري عدد من المثقفين والمختصين على رأسهم عالم أنثروبولوجيا الأديان يوسف الصديق ... كما سجل كل من الشيخين عادل العلمي وخميس الماجري حضورهما في هذا الموعد المفتوح مع صاحب كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة».
في مستهــــل مداخلتــــه، أوضح صاحب الكتاب المثير للجدل رشيد أيلال أن كتاب «المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه» الشهير بِاسم «صحيح البخاري» والموصوف بـ»الجامع الصحيح» لا يوجد إجماع على صحة كل ما دُون فيه من أحاديث. وأضاف الباحث والشاعر رشيد أيلال بالقول: «حاولنا النبش في الكتاب المنسوب للبخاري لسنوات طوال ... فبحثنا في المخطوطات فلم نجد أي مخطوط جاء بيد البخاري أو حتى أحد تلاميذه. وما بين البخاري وظهور أول مخطوط ستة أجيال كاملة. كما إن «صحيح البخاري» لم يوجد إلا بعد وفاة البخاري بـ 239 سنة، ومع ذلك يُنسب هذا الكتاب إلى البخاري. وبالعودة إلى كتب المشايخ الذين يعتبرون مرجعا نجد أن «ابن الباجي» في كتابه «التعديل والتجريح» ينقل رواية مفادها أن «البخاري مات دون أن يكمل كتابه» مع الإقرار بالتصرف في كتاب «صحيح البخاري». كما تثبت العديد من المصادر والمراجع أن هذا الكتاب قد لحقته إقحامات وإدراجات ..».

إجماع الأمة على «صحيح البخاري» كذبة
إن يعتبر كثير من علماء المسلمين أن «صحيح البخاري»هو أصح كتاب بعد كتاب الله... فقد فنّد صاحب كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة» هذا الإجماع على صحة كل ما تم تدوينه في هذا «الصحيح» مستدلا على ذلك بأدلة متعددة وحجج مختلفة... مؤكدا في هذا السياق ما يلي: «في هذا الكتاب أخرجت الحقائق الغائبة أو المغيبّة من معقلها لأثبت أن إجماع الأمة على صحيح البخاري هو كذبة. ومن بين البراهين على ذلك أن الأمام أحمد في «المسند» قد قال : «من ادعى الإجماع فقد كذب.» وقد أوردت مبحثا في كتابي أثبت فيه أن صحيح البخاري منذ ظهوره وإلى يومنا هذا كان محل نقد وتشكيك وكثيرا ما اتهم البخاري بالكفر والتدليس وكتابه عند أهل «الجرح والتعديل» هو مجروح ومتروك ..».
وقد كان اللقاء في معرض تونس الدولي للكتاب مع الباحث رشيد أيلال عن كتابه «صحيح البخاري نهاية أسطورة» مصحوبا بكم هائل من التعاليق والتفاعلات والتدخلات ... وكالعادة لم يتوانى الشيخ عادل العلمي عن التشكيك في الأهلية العلمية والتكوين الشرعي لصاحب الكتاب معتبرا إياه متجنيا على العلوم الشرعية باعتبارها من أقدس العلوم على حد قوله. كما وصف عادل العلمي تونس بـ «البطن الرخوة» التي تحتضن كل المارقين عن الدّين ممن تسد في وجههم البلدان والمنافذ... وقد غاب عن عادل العلمي أن تونس كانت وستظل أرض حوار وتسامح وثقافة لا أرضا لنصب المشانق واغتيال الأصوات المغردة خارج السرب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115