عرض دار الثقافة فندق الحدادين «عشاق الميترو في الجهات يبدع الشباب

للمترو حكايات وحدهم الركاب يعرفونها، وحدهم المنهكون من يمتطون المترو

يعرفون أسراره ويحاولون خلق الجديد في كل رحلة، محطة المترو كثيرا ما تكون مكانا للقاء، لقاء الاصدقاء والمحبين أيضا و في محطة المترو تشاهد الكثير من التنافر والتقارب، لحظات فرح وترح تراها وتعيشها لحظات عاشها جمهور فضاء فندق الحدادين بصفاقس في عرض «عشاق المترو» لقاء تحولت فيه الخشبة الى محطة مترو تجمع كل التشكيلات البشرية.

«عشاق المترو» انتاج فضاء فندق الحدادين بصفاقس عن نص لجون تارديو و اقتباس لدنيا مناصرية تاطير امير العيوني و تمثيل هيثم الحاج قاسم و ثابت بوقلية و رحاب قادري و محمد بن موسى و ياسمين السلامي و ايناس الخليفي و أمينة دمق وأماني الدوزي وسليمة نجاح والتوهامي بوكثير وأميمة بلغيث ورؤى البقلوطي وأميمة العوادي والاضاءة لمنعم خشلوف.

حين يبدع الشباب
للجسد سحره وللغته الاف الأسرار فلكل حركة حكاية، لكل رقصة نكهتها الخاصة، مع كثير من الحركة وقليل من الكلام قدمت مسرحية «عشاق المترو» عمل تميز فيه الممثلون الشباب واقنعوا جمهور صفاقس وجمهور نابل، وقد تحصل العمل على الجائزة الثانية للمهرجان الجهوي لنوادي مسرح دور الشباب والثقافة.
عشاق المترو يتحول فيه المترو الى فضاء للعب الدرامي فكل الشخصيات تشترك في لباس أسود اللون مع حقائب حمراء، منذ البدء اختار المخرج أمير العيوني الوان الحرية والقوة والصخب وكأنه يزرع في بنائه الكثير من الصخب والعناد ليتمسكوا بأحلامهم وبمسرحهم.
في عشاق المترو يكون اللقاء بين حبيبين في محطة ميترو بين الانسجام والتنافر تحول بينهما عقبات من الركاب المكتظين تكشف عن وضعيات وهواجس من اليومي المعيش في حركة بين الابطاء والسرعة والتكرار، حركات تعبّر عن اليومي والراهن، ليكون العمل قطعة كوريغرافية مع القليل من النص المنطوق مع صور متعاقبة الكثير من البطء وتكرار الحركة حد ان يعيشها المتفرج ويحاول تحليل نسقها ومعناها، عمل يتميز فيه ابناء نادي المسرح بفندق الحدادين، وفرصة اخرى لتأكيد اهمية النوادي الفنية عند الشباب نواد تحتضن المواهب وتأطّر ابداع الاطفال والشباب وتعلمهم ابجديات الفن والمواطنة، لان العرض هو خلاصة لتمشى تكويني مع الشباب في المسرح لحد تعبير مؤطرهم المخرج امير العيوني.

المسرح في الجهات لبنة للابداع دوما
امير العيوني من المخرجين المميزين في جهتهم، في رصيده العديد من الاعمال استاذ مسرح يعلم ابناءه مسرح المواطنة وكيفية التعامل مع مصاعب الحياة، اختار جهته لينحت في مسرحها ويشكل صحبة ابنائه التلاميذ مشهدا مسرحيا مختلفا له طابعه الخاص وما فوزهم بجائزة في ايام قرطاج المسرحية الا دليل على الجدية في العمل .
المسرح عندهم اداة للتفكير وفسحة للحلم أيضا عن المسرح في صفاقس يقول العيوني لـ«المغرب» «صفاقس لها امتداد تاريخي في المسرح عرفت جمعيات مسرحية في نفس الوقت والقيمة مع الجمعيات الموجودة في تونس العاصمة اثناء الاستعمار، للمسرح دوره التوعوي والثقافي انذاك في مجابهة المستعمر الفرنسي كما عرفت صفاقس تأسيس اول فرقة قارة في الجهات».

ويضيف محدثنا «منذ ذلك الوقت والمسرح لصيق بالنسيج المجتمعي والمدني لصفاقس، وقد عرفت الجهة حركة مهمة وزخما في ما بعد خاصة على مستوى جمعيات الهواية التي اشتغل فيها خريجي المعهد العالي للفن المسرحي وطوروا الحركة المسرحية نحو أكثر وعي وجمالية فمرور صابر الحامي ومنيرة الزكراوي والهاشمي العاتي وعلياء العاتي ورفيق واردة خلق قفزات نوعية وجمالية وخلق اجيال من المسرحيين الواعين بالمفردة المسرحية التي أعتبر نفسي تواصلا لها الى جانب وجود مسرحيين شغفوين تربوا في الجمعيات والفرقة للقارة وقدموا مقترحات جمالية مختلفة كمقداد المعزون ورياض الحاج طيب وحاتم الحشيشة.

ويشير العيوني انه اليوم مع هذا الزخم في صفاقس طاقات مسرحية من الشباب والمتعاملين مباشرة مع ممثلين كبار مثل عيسى حراث الأزهر البوعزيزي و منصف الوكيل وسعيدة الحامي وسفيان الداهش ومنير العلوي وعلي بن حمدة ومحمد اليانقي وعبد المجيد العبدلي في تواصل جميل
وصولا الى مركز الفنون الدرامية بادارة المسرحية نصاف بن حفصية هناك عمل يومي ومتواصل وجدية في الانتاج ولكن تبقى مسألة الاهتمام الإعلامي هي الإشكال بحكم أن التركيز على العاصمة.

وللمتفرج والمتمعّن في المشهد المسرحي بصفاقس يلاحظ ان الاعمال المقدمة بها اختلافات جمالية ونوعية، كذلك هناك عمل مهم في المسرح المدرسي والجامعي ودور الثقافة وتتميز الأعمال المقدمة على اختلافات الطرح بالجدية والمستوى الاحترافي التقني حتى في مسرح الهواية وكذلك الانتاجات تعرض كثيرا في الجنوب والمناطق الداخلية كإحداث للتوازن في التوزيع في حين تكون فرص العرض قليلة في العاصمة وفي المقابل صفاقس ممر اجباري للمسرحيين من تونس رلى جمهوره.

من «حورية البحر» الى «عشاق المترو» الكثير من الحرفية ودعوة الجهور لاكتشاف المسرح في صفاقس والجنوب لتحقيق لا مركزية الفعل الثقافي فعلا لا قولا «اعتقد أن تتحقق لامركزية فعلية لا شعارتية في المسرح تصل الى حدّ خلق عادة مسرحية في كل الجهات وحتى العاصمة تستفيد» كما صرح امير العيوني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115