أدب السجون تحت شعار « السّجون اللّامرئية » والذّي ينظمه صالون الربيع الثقافي تحت إدارة الاستاذ حكيم الربيعي وبالشراكة مع دار الثقافة بالجهة وذلك يومي 24 و25 مارس الجاري.
لأدب السجون امتداد في تاريخ الأدب التونسي وتاريخ الأدب العربي والعالمي، فثمّة أسماء عديدة عربية وعالمية سجّلت تجربتها في السجون شعرا ونثرا ،وقد فرض أدب السجون التونسي نفسه كظاهرة أدبية على الأدب التونسي الحديث خاصة ما بعد 14 جانفي 2011 ، هذا و «يُعدّ أدب السجون من أصدق أنواع الكتابة وأعذبها، سواءً كان ذلك على مستوى السرد، أو على مستوى الشعر، وذلك لأنّه وليد تجربةٍ حيّة وصادقة، فالإبداع يُولد من رحم المعاناة، لذا فإن قراءة مذكّرات السجين وحدها كافيةٌ للمتعة والعبرة معاً، كيف لا وقد أُضيف على تلك المذكّرات الصبغة الروائيّة التي تخرجها من كونها سيرة ذاتيّة إلى أن تكون أحداثاً تُروى خارج أسوار السجون..»، هذا وأكد مدير الملتقى عبد الحكيم ربيعي ،أن أدب السجون موضوع حارق أصعب ما فيه انه على خط التّماس مع السياسة والفكر والايديولوجيا، لكن مرجعيّتنا الوحيدة في تنظيم هذا الملتقى هو شعارنا الذي كنّا رفعناه يوم افتتاح جمعية صالون الربيع الثقافي «معا سنبني ربيع الوطن».. نحنُ لا نُقصي إلا أصحاب الفكر المتطرّف الهدّام أضاف الرّبيعي ،وندعو إلى التواصل بين المفكّر ورجل السياسة والمواطن العادي والأمنى كي نسهم في كسر الحواجز التي كانت عائقا أمام تواصل أبناء الوطن الواحد.. لا ولن نرضى ان يكون الملتقى منبرا للتجاذبات السياسية والايديولوجية لأنه تظاهرة أدبية فنية ثقافية صرفة، فنحن نبحث عن الانسان المبدع داخل السجين وحوله، الانسان الذي يؤمن بالوطن والمواطنة والجمال والإبداع..
هل استنفذ أدب السجون أغراضه في المجال الإبداعي؟
فقرات التظاهرة ، جدّ متنوعة وتجمع بين المعارض الثقافية والجلسات العلمية والشعر والموسيقى ، حيث يكون الموعد الاول مساء اليوم الافتتاحي وتنشيط الشاعرة سونيا بوقديدة، مع معرض كتب سجنية معرض فنّ كاريكاتور للرسّام رشيد الرحموني بعنوان «بين السياسي والاجتماعي» بالاضافة لمعرض وورشة رسم بالفم تحت شعار «رغم إعاقتي أُبدع» للرّسامة حياة بامري وإثر كلمات المنظمين، جلسة أولى من تسيير مرتضى العبيدي وتتضمن مداخلة في التنمية البشرية لسمير عياد ومداخلة لأخصائي نفسي موضوعها « السجون اللامرئية: نفسية وبدنية ومكانية» تتخللها قراءات شعرية يؤمنها الشاعران المنصف قلالة ومراد العمدوني، أما الجلسة الثانية فيديرها الكاتب يوسف عبد العاطي و تشمل مداخلتين للاستاذ صلاح الدين الجورشي «السجن : سجون ومرايا» وللروائي جمال الجلاصي» أدب السجون في الأدب الإفريقي دراسة نماذج «بالاضافة لقراءات شعرية يؤثها الشاعران وليد الزريبي وعبد الحميد بريك تتخللها فواصل موسيقية..
هذا ويدير الجلسة الثالثة علي الحربي و مداخلة الروائي محمد عيسى المؤدب «غرف التعذيب اللامرئية» وأخرى للكاتب محمد الصالح فليس بعنوان «هل استنفد أدب السجون أغراضه في المجال الإبداعي؟
تتخللها قراءات شعرية يؤمنها الشعراء مبروك السياري وسالم المساهلي و وليد أحمد الفرشيشي بالاضافة للموسيقى و حلقة نقاش من تسيير الكاتب جلول عزونة..في السهرة أمسية أدبية فنيّة يديرها الناقد مراد ساسي وتجمع بين الموسيقى فمداخلة الروائي العراقي حميد المختار بعنوان»العروج إلى الحرية» ومداخلة الكاتبة البلجيكية Brigitte Dumonبعنوان:
Le silence n’est qu’illusion ومداخلة للكاتب السوداني عبد المنعم سليمان التي عنونها بـ « تجربتي مع السجن اللامرئي»، لتُختتم فعاليات الأول بسهرة شعرية موسيقية من تسيير عبد الكريم الخالقي وتأثيث الشعراء: حمدي السميري، محمد الهادي عرجون ،معز العكايشي ،عيدي الهمامي ،عبد الباسط الشايب، فاضل المهري ،علي السعيدي..
تتميز فعاليات اليوم الثاني والختامي الأحد بجلسة مخصصة للإصدارات السجنية يُديرها الكاتب عبد الجبار المدوري ومداخلات «محنة السجن او عروق الحرية «، تقديم نجوى الرزقي لرواية « رغم أنفك» لعبد الجبار المدوري و «يا صاحبَيِ السجن المفتوح» وهي قراءة في رواية «أبناء السحاب» لمحمد الجابلّي من تقديم ابتسام خليل، هذا وتتخلل المداخلات فواصل موسيقية ثم أصبوحة شعرية يُديرها الشاعر محمد ناجح الطرابلسي وتجمع نخبة من الشعراء : جمال قصودة، سالم الشرفي ،سمير طعم الله، فاضل الشريف، حبيب الحاجي ،سمير الفرحاني ،عمار الزمزمي وطارق الغول..