في الوفاء إلى عادات وتقاليد مهددة بالاندثار...تكمن تونس التفاصيل والأعماق. وبعد السفر في ثنايا الذاكرة والترحال في دروب الهوية في إطار مشروع «قوم صوّر»، عادت كاميرا السينما بعيون الشباب من رحلة التجوال في المكان والزمان وفي جرابها عشرة أفلام وثائقية عن تونس الشخصيات والمدن التاريخية والحرف التقليدية...
من «قوم ابني» إلى «قوم صوّر»، يحضر معنى التحريض على القيام بالفعل والحركة والسير في سبيل الحياة من أجل شباب فاعل وواع ومشارك في عملية البناء. وفي هذا السياق يحتضن فضاء مدار بقرطاج مساء اليوم على الساعة السابعة مساء حفل الإعلان عن الفائزين في مسابقة «قوم صوّر».
10 أفلام وثائقية قصيرة بكاميرا الشباب
بعد مشروع «قوم ابني» والنجاح الذي حققه في 24 ولاية، واصل الفنان محمد علي بن جمعة صحبة فريق «جمعية المخزن الثقافي» هذه المبادرة الفنية الثقافية والشبابية في صيغة تعبيرية جديدة تحت تسمية «قوم صوّر».
وعن دواعي بعث مشروع «قوم صوّر» وغاياته، أفاد صاحب الفكرة محمد علي بن جمعة في تصريح لـ«المغرب» بالقول: «انبثق هذا المشروع الفني والثقافي من الوعي بضرورة مصالحة شبابنا مع بلادنا، فمن المؤسف أن يتخذ الشباب شخصيات أجنبية قدوة ومثالا والحال أن تونس كانت ومازالت أرض أبطال وأمجاد. ولأنّ وطننا ثري بالنماذج الحسنة سواء في الفن أو الرياضة أو حتى في المهن البسيطة والحياة اليومية، فقد كان هدفها تصوير تونس العمق والأصالة والهوية بعيون شبابية عن طريق كاميرا أفلام وثائقية قصيرة».
في مشروع «قوم صوّر»، تم اختيار 10 متسابقين تتراوح أعمارهم بين 14 و 25 سنة من 40 مترشحا من المحترفين والهواة في مجال السينما من مختلف ولايات الجمهورية.
وأكدّ الفنان محمد علي بن جمعة أن هذه المغامرة انطلقت مع الشباب العشرة من خلال التربصات والتأطير ثم كتابة الأفكار والمشاريع وتصويرها دون محاولة التدخل في تصوراتهم والتأثير على خياراتهم...
وقد أشرف على تأطير المشاركين في مشروع «قوم صوّر» المخرج السينمائي إبراهيم لطيف على مستوى الإخراج ومدير التصوير محمد المغراوي في الصورة وكريم التوكابري في الصوت ورابعة السافي في السيناريو. كما استفاد متسابقو «قوم صوّر» من تربص مهم في السينما الوثائقية بإشراف السينمائي والأكاديمي الأمريكي المختص في الوثائقيات «Richard Pena». وللإشارة فإن مشروع «قوم صوّر» يحظى بدعم المركز الثقافي الأمريكي.
«المفتاح الذهبي» جائزة التتويج في»قوم صوّر»
وفاء لذكراها وتكريما لروحها، اختار الفنان محمد علي بن جمعة «فضاء مدار» لصاحبته الرّاحلة رجاء بن عمار لاحتضان سهرة الإعلان عن جوائز مشروع «قوم صوّر» وتتويج المواهب السينمائية الشابة.
ولأنّ المفتاح بالنسبة لمحمد علي بن جمعة هو «رمز الأبواب المشرعة والمفتوحة للفن ومواهبه... ولأنّ المفتاح هو كتاب يقرأ، جناح يحلّق، طريق للمعرفة...» فقد شاء صاحب فكرة «قوم صوّر» أن يكون المفتاح بما هو أيضا شعار فضاء المخزن الثقافي الذي بعثه بباب سويقة عنوان التتويج في هذه المسابقة التي ستمنح الفائزين الثلاثة الأوائل المفتاح الذهبي والفضي والبرنزي. إلى جانب تسليم شهائد تكريمية إلى كلّ المشاركين في «قوم صوّر».
وتضم لجنة تحكيم مسابقة «قوم صوّر» كل من سوسن معالج وسهير بن عمارة ومليك عمارة.
وما بعد «قوم ابني» و»قوم صوّر»، كشف الفنان محمد علي بن جمعة أن المشروع الثقافي القادم سيحمل عنوان «قوم عبّر» عن طريق أكثر من لغة في كل الفنون.