الوطني لابداعات المربين الثقافية «النجع البيداغوجي» التي نظمتها أيام 16 و17 و18 فيفري الجاري المندوبية الجهوية للتربية بقبلي تحت إدارة الاستاذ عادل الخالدي بالتعاون مع الإدارة العامة للمرحلة الابتدائية وبمساهمة عدد من المؤسسات بالجهة.
تظاهرة انطلقت في دوراتها الاولى جهويا ببادرة من تفقدية المدارس الأبتدائية دوز 2 تحت عنوان «النجع البيداغوجي» لتتحول دورة في صيغتها الجديدة الوطنية، والتي جمعت ممثلين عن 26 مندوبية جهوية للتربية .. وقد شهدت هذه التظاهرة فقرات متنوعة راوحت بين عروض الأعمال المقترحة كمشاريع ثقافية تربوية وسهرات فنية جامعة والسياحة الثقافية ،حيث كان الموعد في اليوم الأول مع الافتتاح الرسمي الذي انتظم بأحد الفضاءات السياحية بمدينة دوز تحت إشراف المدير العام للمرحلة الابتدائية كمال الحجام الذي أكد أننا في حاجة الى ان تكون لدينا ثقافة راسخة تتحول الى سلوك بالاضافة لاهمية توسيع فضاء الابداع ،كذلك المندوب الجهوي للتربية بقبلي عادل الخالدي الذي وضع التظاهرة في إطارها ، أما المداخلة الافتتاحية فأمنها الاستاذ أحمد بن سالم تحت عنوان «الأنشطة الثقافية المدرسية امتداد للتعلّمات» وتمحورت حول «مفهوم الأنشطة الثقافية المدرسية» ، الأطر المرجعية للأنشطة الثقافية المدرسية ،الأنشطة الثقافية المدرسية امتداد للتعلّمات ومقترحات لتطوير الأنشطة الثقافية المدرسية التي هي في علاقة وثيقة بإصلاح تربوي مرتقب ومنها تدريس المواد في جوانبها العلمية المعرفية المعمول بها مع إضافة البعد الثقافي من خلال أنشطة النوادي، تأطير المدرسين وتكوينهم في مجالات الأنشطة الثقافية المدرسية، وضع دليل للمدرّس المنشّط في مختلف المواد و اعتماد المقاربة بالمشروع في أنشطة النوادي.
سهرة اليوم الأول كانت بفضاء سياحي مفتوح بقصر غيلان تجمّل من خصوصيات المنطقة الصحراوية و التراثية وراوحت السهرة بين الشعر من خلال مداخلات أمنها خاصة بعض الشعراء والموسيقى أثثها الفنان البدوي بلقاسم بوقنة ومدير المعهد الجهوي للموسيقى الموسيقي بلبابة كارم ومسرحية أثثها المسرحي والحكواتي صالح الصويعي تمحورت حول رسالة المربّي ،كذلك اضاءات مقتضبة لبعض المشاريع الثقافية التّربوية لعدد من ممثلي الجهات لم تعط القيمة الحقيقية وعمق بعض الاعمال بل أخرجتها وكأنها مشاريع عادية للنوادي الثقافية بالمؤسسات التربوية ،حيث كان من الافضل أن يتعرّف المربون المشاركون على هذه الاعمال خلال الورشات أو بالاحرى تقديم المشاريع «الابداعية» والبيداغوجية التي شكلت المحطة الرئيسية لليوم الثاني من هذه التظاهرة ولامست مختلف مجالات الابداع من مسرح ،شعر،موسيقى ،فنون تشكيلية ،قصّة.. عروض مثلت فرصة للنقاش والتحاور حول تنزيل هذه المشاريع وأهدافها ومدى استثمارها في تطوير المشهد الثقافي داخل المدرسة.. كذلك كان الموعد مع العروض الفرجوية والفلكلورية التي أمنتها فرقة الفنون الشعبية بدوز وصاحبت «المرحول» ورحلة اكتشاف خصوصية المكان التاريخية والحضارية خاصة البرج الروماني الذي بناه القائد العسكري «تيزار» سنة 297 ميلاديًا، الذي اتخذه الرومان في السابق كقاعدة عسكرية متقدمة للسيطرة على طريق القوافل التجارية الصحراوية القادمة من الغرب ومن الجنوب.. أما عن السهرة فاشرف عليها رئيس ديوان وزير التربية محمد علي الوسلاتي وكانت فنية جامعة مع مشاركة وازنة لفطاحلة الشعر الشعبي بدوز على غرار الشعراء بلقاسم عبد اللطيف ورمزي خليفة ورضا عبد اللطيف و محمد ضو .. ارتسامات عديد المشاركين في أكبر تجمع لمعلمين تميزوا بتوظيفهم للأنشطة الثقافية خدمة للتعلّمات ، أكدت على تحقيق هذا التظاهرة لمجمل أهدافها خاصة في مستوى تأطير المربّين المشرفين على النوادي الثقافية بالمدارس الابتدائية لكن كان من المفيد الاستفادة من قامات ثقافية ومبدعين من خارج وزارة التربية في المسرح والشعر والموسيقى والادب بمختلف أجناسه لتقييم المشاريع المقترحة وتطويرها.. لكن يبقى الاهم تواصل هذه التظاهرة الوطنية بولاية قبلي وتطويرها ..