المسرحي حسام الغريبي: المهدية وجب أن تكون قطبا ثقافيا

خلف القضبان قادرون على الابداع، خلف الأبواب الموصدة لهم القدرة على الحلم والتخيل وتقديم فعل فني يمثلهم او يعبّر عنهم،

خلف جدران السجن لهم رغبة جامحة في الحرية، حرية يرسمونها ويجسدونها في أعمال فنية مختلفة، السجناء هم مواطنون مثل غيرهم ولهم القدرة على الابداع و انتاج الفن أيضا بعضهم لم تمنعه الجدران العالية ولا الأبواب المغلقة من الحلم و ممارسة الفعل الفني لأن الفن حرية مطلقة وتمرد أزلي على كل القيود.
لأن الفن عنوان للانسانية ورمز للانفتاح على الانسان مهما كان خطأه قدم الفنان حسام الغريبي تجربة مسرحية في السجن، تجربة انسانية بامتياز قال انها فريدة لأنها تبعث الامل في السجين، تجربة اشرف عليها مركز الفنون الركحية والدرامية بالقيروان في اطار انفتاح المؤسسة الثقافية على المؤسسة السجنية.

التجربة خلف القضبان اكثر متعة
العمل مع المساجين مختلف وطريقة التعامل مع السجين عادة ماتكون مختلفة عن المواطن خارج السجن، عن التجربة التي انجزها مركز الفنون الركحية والدرامية بالقيروان داخل سجن سيدي حمد يتحدث الفنان حسام الغريبي «تجربة الفعل المسرحي في السجون الذي لا تكمن غايته وقيمته الفعلية في انتاج فرجة او عمل بقدر ما هو اشتغال من اجل تاسيس مواطن فاعل تعود له الثقة في الانا و الاخر و تعود اليه امكانية التواصل مع الذات والمجتمع وتمكنه من اكتساب رؤية للعالم والبحث عن التغيير لهذا وجدت في فضاء سجن سيدي حمد ملاذا لهذه المقاربة التي تؤسس لمواطن من الضروري أن يعود الى المجتمع بعد تجربة السجن وقبل تجربة السجن خاض الغريبي تجربة مع معلمي ومعلمات معتمدية العلا بعدما تفاقمت ظاهرة الانتحار وكذلك تجربة مع اطارات الطفولة في القيروان و هذا كله بدعم من مركز الفنون الدرامية بالقيروان، تجارب تخاطب الانسان ويكون المسرح اداتهم للتعامل الفكري تجربة يخاطبون فيها نبض الحياة وفسحة الامل التي تسكن المسجون وعوض استقطابه من اطراف اخرى بستقطبه الفن ليبدع.

الفنان حسام الغريبي بدأ المسرح منذ الصغر في المهدية عمل في الهواية قبل الرغبة في الالتحاق بالمعهد العالي للفن المسرحي بتونس حيث تخرج وواصل دراسة الماجستير في العلوم الثقافية ثم التحق بالتدريس في ولاية المهدية وعمل في الاحتراف مع مخرجين أخذ من تجربتهم الكثير اذ عمل مع محمد ادريس و نور الدين الورغي وسليم الصنهاجي وجمال العروي و حمادي الوهايبي عمل في اكثر من عشرين عملا محترفا توج فيها بجوائز عديدة خاصة في التمثيل واخرها جائزة افضل ممثل عن دوره في مسرحية «الصابرات»
بعد اشتغاله بالتدريس جاءت الفرصة ليلتحق بوزارة الثقافة «عندما عملت في المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بالقيروان مع مديره الدكتور حمادي الوهايبي حيث فهمت خصوصية العمل الاداري و تنسيق التظاهرات و ادارة الانتاجات وكنا نعمل و فق تصورات تجعل من مركز الفنون الدرامية «كيانا حيا ومتحركا على حد تعبيره.

المهدية يمكن أن تكون قطبا ثقافيا
الممثل حسام الغريبي أصيل ولاية المهدية، هناك حيث يحيط البحر بالمدينة تعلم ابجديات المسرح والفن، عن مدينته يقول «في المهدية التي كنت مقتنعا أنها يجب أن تكون قطبا ثقافيا بامتياز و ذلك لتميزها بانفتاحها على البحر الذي من المفروض أن يكون معطى استيييقيا ومرجعا ثقافيا تبنى عليه وتتأسس التصورات الثقافية اسسنا في اطار مسرح البحر تظاهرات عديدة مثل مهرجان البشير عطية و مهرجان فنون المشهد و كذلك المهرجان الحدث المسرح المؤنث» ويضيف محدثنا ان المهدية هي كيان ثقافي هي ايقونة ورغم الفعل الثقافي الذي تحاول مندوبية الثقافة ومؤسسات العمل الثقافي تأسيسه الا ان هذا الفعل اصبح منقوصا و ذلك بالقرار القاضي بغلق الفرقة المسرحية القارة بالمهدية في بداية التسعينات
بعد تجربة في مركز الفنون الركحية بالقيروان زاد الالحاح على مطلب مركز للفنون الركحية الدرامية بالمهدية، وبات المطلب مطلبا ملحا خاصة بما تزخر به من قيم و قامات ثقافية وفنية فيهم من رحل و كان حلمه أن يكون في المهدية مركز فنون درامية مثل الهاشمي غشام والناصر الكسراوي و فيهم من انتقل الى العاصمة مثل حسن المؤذن وفتحي المسلماني و احمد وصلاح الحفيان وآمال علوان وغيرهم.

فالمهدية مفتوحة على مسرح الهواة في قصور الساف والسواسي والشابة و هي مدينة السينما و الفنون التشكيلية بامتياز.
و يشير الغريبي ان تاسيس المركز هو الذي سيرجع الاعتبار لمبدعي و لاية المهدية.

ويضيف محدثنا قائلا « ان الممارسة الثقافية تدعونا الان وهنا لأن نكون شركاء في تاسيس و بناء الدولة و غرس مفاهيم المواطنة والفعل من اجل فعل ثقافي بديل ومتنوع المشارب و التجارب.

لهذا فان مطلب مركز فنون الدرامية بالمهدية سيعمل من اجل التكوين و كذلك الانتاج وتقريب كل مبدعي الجهة من الفعل الثقافي والدفع بالتشاركية من جميع المؤسسات و جعل المهدية مدينة مفتوحة على اامتوسط ستعمل على ثقافة البحر و كذلك سينفتح المركز على تجارب مسرح الريف من خلال تظاهرات ثقافية بديلة وسيبحث من أجل تدوين الموروث الشفوي و الشعبي لولاية المهدية وسنهتم بالنشر و تاسيس تظاهرات متوسطية لجعل المهدية قطبا ثقافيا و سياحيا بامتياز.
أكد الغريبي «في لقائي الاخير مع الدكتور محمد زين العابدين الذي اكد ان المركز اصبح ضرورة ملحة و هو من اكد على ضرورة تجاوز العقبات الادارية وأكد أن المركز هو الذي سيؤسس فعلا ثقافيا بديلا وذلك بانفتاحه على مكونات المجتمع المدني ومؤسسات العمل الثقافي وعلى ضرورة التشاركية من اجل بناء ثقافة و طنية و هذا ما ارجو ان تستجيب له السلط

الجهوية في المهدية وذلك من اجل ان نتسوغ فضاء يكون إدارة للمركز إلى أن ينتهي مشروع المركب الثقافي».

فهل ستستجيب السلط لهذا الرجاء والقرار؟ وهل سيكون للمهدية مركز للفنون الركحية والدرامية لجمع شتات ابنائها المسرحيين وتوحيد الحلم في عاصمة الفاطميين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115