وقد يصعب تصنيف هذا الأثر في خانة أدبية معينة إذ هو مجموعة من النصوص بطلتها وراويتها تلك السيدة التي لم تعلمنا سوى أنها «في المشفى، مصابة بفقر الحياة».
هي سيّدة جفت في مآقيها الدموع والابتسامات، فإذا بها:
السيدة كليمونتين جافة ومجعدة كليومنة قديمة
تخبرني عن الحب.
السيدة كليمونتين يتيمة
مات أولادها الأربعة والخامس فسد في بطنها
وحيدة، كصبارة في أصيص معلق.
في «السيدة كليمونتين» انتصار للحركة النسوية قضية وتأليفا ونشرا... باعتبار أن خلق هذا الكتاب جاء بأنامل نسائية لمؤلفته التونسية أمل خليف، كما صدر عن منشورات «هنّ» بالقاهرة المختصة في الكتابات النسوية.
جاء العنوان «السيدة كليمونتين»في شكل نواة أساسية لحوالي أربعين نصا في هذا الكتاب، فالنصوص وإن اختلفت مضامينها وتباينت مواضيعها إلا أّنها تشكّل مع بعضها البعض جسدا واحدا تتفرّع منه المعاني وتتفرع عنه الأفكار...مادام المنطلق والمنتهى هو دائما «السيدة كليمونتين». هي قصص مبعثرة وأحاسيس متناثرة على قارعة ذكريات معلقة ما بين الوجود والعدم.
في شكل «مونولوغ» للسيدة كيلومنتين ينسكب حبر صفحات أمل خليف في لغة شعرية مكثفة بالرمز، مفعمة بالفلسفة... في محاولة خطّ اعتراف بالاختلاف على وجه الحياة.