فضاء «منيرفا تياتر» يحتفي بمولوده المسرحي الجديد: المسرح عنوان لولادة متجددة يصنع للأطفال فرحتهم وللكبار متعتهم

اختاروا الهامش ليصنعوا احلامهم، اختاروا مدنهم ليبدعوا وليقدموا لاطفال الجهات بعض جزئيات الحلم هناك يعلمونهم كيف يصنعون

احلامهم ويحولونها الى حقيقة يعيشونها، هناك يريدون للطفل ان يحيا ان يحلم وان يقول «انا تونسي» بكل اعتزاز، اختاروا الهامش ليكتبوا الياذة الحياة، هناك نفحت فيهم الام جايا من روح التمرد والخلق فخلقوا حركة ثقافية وابداعية انطلقت من الحلم ليتجسد في اعمال مسرحية يحتضنها فضاء ثقافي جد أنيق.
هناك في سبيطلة وتحديدا في حومة «الملاجي» يوجد الفضاء الثقافي الوحيد وحمل إسم منيرفا الهة الحكمة والعقل وربة جميع الفنون والحرف اليدوية وفي سفيطلة الرومانية تكون زينة المساهلي الهة الفعل الابداعي هناك، منيرفا تحتفي بأحدث اعمالها الموجهة الى الطفل و عنوانه «منقذة تحت الارض»، عمل هو ولادة حلم جديد في سبيطلة.

منقدة تحت الارض عمل يخلق التمازج بين العقل والفن
« منقذة تحب الأرض» عنوان لعمل مسرحي من انتاج شركة مينرفا للفنون الركحية سنة 2017 موجه لجمهور الطفل ، اقتباس وتمثيل زينة مساهلي للكاتب الإيطالي كارلو كلودي عن قصة مغامرات بينوكيو اخراج وتمثيل مقداد الصالحي عبد الله الشبلي هنيدة الصالحي غفران الصالحي محمد أمين الصالحي ، لباس زمردة الماجري تقني صوت وإنارة محمد علي عبايدي تلحين الأغاني الفنان هيثم الراشدي .

وتقول زينة مساهلي عن العمل: «منقذة تحب الأرض» عمل مسرحي سعى لخلق تناغم ديناميكي بين الفن والعلم وجعل بينهما تماهيا فنيا جميلا قد راوح بين المشهد والمضمون .. حيث تدور أحداثه في ورشة نجار عبقري قد تمكن في يوم ما من صنع دمية تدعى «منقذة» والتي أيقظها من نومها العميق ونفخ فيها الحياة بواسطة مطرقته السحرية ففاجأته بذكائها الخارق وحبها اللامحدود للطفل حيث تذمرت من الانحباس الحراري وأكدت بأن هذه الظاهرة سوف تدمر الأرض في يوم ما ولن يجد الأطفال الذين هم مجتمع الغد مكانا للعيش فخاطبت الطفل وأعلمته بضرورة إنقاذ ما أفسده الآباء حاثة إياه على البحث عن حلول جذرية لإنقاذ كوكبه الجميل وقد ساندتها في هذه المغامرة ثلاث دمى راقصة ومغنية قد باحت بحبها للأطفال والأرض وأشادت في المقابل بالدور البطولي للدمية « منقذة» هذا إضافة إلى دور بائعة البيض التي قامت بدور الراوية و التي سردت هذه الأحداث في شكل قصة مدعية أن بيضها مسحور وهو يمنح القدرة على سرد أجمل الحكايا.

وتضيف محدثتنا وقد استند هذا العمل الفني على علوم الطبيعة كمرجع رئيسي ليحمل في مضمونه منهجا بيداغوجيا تعليميا يقدم للطفل حقائق علمية بطريقة فنية ومسلية تشد انتباه الطفل وتجعله يتعلم وهو يلامس سحر الركح و خطوط الضوء والموسيقى والألوان المفعمة بالحياة والأمل ..

كما تحملّه في المقابل مسؤولية البحث عن حلول جذرية لظاهرة الانحباس الحراري هذه الظاهرة التي أرقت سعادة الإنسان في الأرض فغيرت المناخ وأعلنت عن دمار هذا الكوكب الأزرق نتيجة جشعه المتواصل في استغلال الموارد الطبيعية بطريقة عشوائية وبربرية مما جعلت هذه الأرض تستغيث وتتذمر من هذه المعاملة القاسية ... وهذا بدوره يدق ناقوس الخطر للأجيال القادمة التي ستعاني من أضرار هذه الظاهرة الخطيرة والتي قد لن تجد رقعة من الأرض تفسح لها مجالا للعيش بدون أخطا ر تتهددها.

الطفل واع وقادر على الاصلاح
.»منقذة تحت الارض» ليس اول عمل ينجزه فضاء منيرفا تياتر للاطفال، وليس الاول الذي يتوجه بخطاب مسرحي الى عقل الطفل ايمانا بذكائه وقدرته على الفهم والتغيير، وفي تصريح لـ«المغرب» أكدت زينة مساهلي كاتبة النص الخطاب المسرحي للطفل وجه باعتباره رجل الغد وعليه الدفاع عن هذا الكوكب بعدم الوقوع في أخطاء الآباء والأجيال السابقة التي استفرغت خيرات الأٍرض وجعلتها تتألم وتستغيث لهذا الطفل البطل الذي تقلد وسام الريادة والبطولة في الدفاع عن كوكبه الجميل الذي يضمن له الحياة .. فكانت الدمية الوسيط الفني بين الطفل والمعلومة فشغف الطفل بالدمية «منقذة « يعكس بالضرورة تقلده لمسؤولية الدفاع عن هذا الكوكب الجميل بالبحث عن حلول جذرية وطاقات بديلة لإنقاذ الأرض والبحث عن مستقبل أفضل لتطور البشر ...وقد اعتمد هذا العمل المسرحي في إخراجه على سينوغرافيا تحتوي على لغات متعددة من الضوء والحركة والإيقاع لخلق مشاهد مسرحية لا تخلو من الإمتاع والمؤانسة كما تتخلل هذه المشاهد أغاني ذات إيقاع متجانس من شأنه أن يؤيد الدمية «منقذة» ويعدد في مضمونها محاسن الطبيعة وتشيد بجمال الأرض . وقد أعدت هذه الأغاني خصيصا لهذا العمل الفني حتى يحاكي تيار الإبداع ويساهم في إضفاء لمسة فنية وجمالية على المسرحية عموما.

منيرفا يصنع للاطفال فرحتهم وللكبار متعتهم
فضاء منيرفا تياتر بسبيطلة هو الفضاء الثقافي الخاص والوحيد في مدينة سبيطلة، في حي شعبي هو حي الملاجي يوجد الفضاء الذي فتح ابوابه لصغار سبيطلة ليبدعوا منيرفا تياتر فضاء انتج العديد من الاعمال الموجهة للطفل، لأطفال سبيطلة يوفر مجموعة من الورشات على غرار المسرح و الرسم والفنون التشكيلية، هناك اصبح الفضاء قبلة الاطفال وملجأهم فضاء يشرف عليه زينة مساهلي ومقداد الصالحي وكلاهما ينحت في صخر اللامركزية لينتجوا لأطفال الداخل فعلا مسرحيا يحترم العقل والجمهور، منيرفا تياتر يقدم لابناء سبيطلة كل عام مهرجان «مسرح خيال الظل» تظاهرة تحمل في طياتها مجموعة من الاعمال المسرحية التي تزرع في اطفال الداخل الامل وتعزز انتماءهم لربوع القصرين.
العمل في فضاء «تياتر» مقدس والمسرح عنوان لولادة متجددة، هم لم يكتفوا بحيطان الفضاء وإنّما خرجوا الى الشارع ليقدموا للأطفال أعمالا تنشيطية وليكتشفوا المواهب لضمها لفريق العمل فيما بعد، لهم زيارات ميدانية للمدارس ايضا على غرار مدرسة «السنك» الحدودية، هناك يكتبون بعض تفاصيل حلم متجدد يلبسه الصغار ويطورونه لتكتمل صورة الابداع عندهم، صورة يرددون معها يوميا :
صبَاحُ الخَيْرِ يَا وَطنَاً.
يَسِيرُ بِمَجْدِهِ العَالِي إلى الأَعلى.
ويَا أرْضَاً عَشِقنَا رَمْلَهَا.
والسَفْحَ والشُطْآنَ والسَهْلا.
صباحُ الخيرِ يا قِمَمَاً.
إليكِ الشمسُ تُهدي القُبلةَ الأولَى

منيرفا تياتر يقدم للكبار أعمالا مسرحية ايضا على سبيل الذكر «طش ورش» التي عالجت موضوع «الحرقة» و «مرا في صف الرجال» وكان العمل الموجه لجامعات الاكليل مقدسا لكل الكادحات في هذا الوطن،الى قاطفات الإكليل الجميلات « اللواتي علمننا كيف ننتمي لهذا الوطن بدروس كتبن أحرفها من مداد الكفاح والشرف والتشبث بالأرض المقدسة ،» حراير أولاد هلال « سيخلدن في ذاكرة الأرض وحتى وإن تجاهلهن التاريخ وتناساهن الخطاب السياسي الخشبي اهدت زينة مساهلي عملها.
«منيرفا» يفتح أبوابه لكل الفنانين لتبادل التجارب وتقديم اعمالهم المسرحية والموسيقية، اعمال تحرسها «منيرفا».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115