«يقفل مهرجان المسرح العربي عقده الأوّل بتونس حيث ستحتضن بلادنا الدورة العاشرة من هذا المهرجان في الفترة الممتدة من 10 إلى 16 جانفي 2018. وتطمح الدورة العاشرة في عمر المهرجان إلى أن تكون علامة فارقة على جسر الانتقال إلى دورات أخرى بتصوّر جديد وطرح مختلف...
27 عرضا من بينها 11 عرضا ضمن المسابقة الرسمية و11 خارج المسابقة إضافة إلى عرضين لمسرح الهواة وثلاثة عروض لمسرح العرائس، هي باقة مسرحيات الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي التي تحتضنها تونس.
3 عروض تونسية في مسابقة المهرجان
مع عرض»خوف» للفاضل الجعايبي سيكون افتتاح مهرجان المسرح العربي بتونس وبعرض «ثلاثين و أنا حاير فيك» لتوفيق الجبالي سيكون اختتام المهرجان.
وقد أعلنت الهيئة العربية للمسرح أنه تم انتقاء 27 عرضا مسرحيا لتأثيث مهرجان المسرح العربي في دورته العاشرة بتونس سواء كان ذلك في خانة العروض المشاركة أو في صنف العروض المتنافسة على النسخة السابعة من جائزة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي.
وإن بلغ عدد ترشحات تونس لمهرجان المسرح العربي 32 عرضا مسرحيا فقد تم اختيار3 مسرحيات لخوض غمار التنافس مع 11 عرضا ضمن المسابقة الرسمية، وهي : «الشمع» إخراج جعفر القاسمي و»الرهوط أو تمارين في المواطنة» لعماد المي و»فريدم هاوس» للشاذلي العرفاوي .
ومن بين 11 عرضا كذلك يسجل المسرح التونسي حضوره في المهرجان خارج إطار المسابقة بعرض «ألهاكم التكاثر» لنجيب خلف الله و»طوفان» لحافظ خليفة... إضافة إلى عرضين لمسرح الهواة وثلاثة عروض لمسرح العرائس.
أكبر مؤتمر فكري في مسيرة المهرجان
تحت عنوان» أكبر مؤتمر فكرة في مسيرة المهرجان» أعلنت هيئة مهرجان المسرح العربي أن المؤتمر الفكري للدورة العاشرة يمتاز بالتنافس والمسبق بين 132 باحثا وناقدا من مختلف أرجاء الوطن العربي، تم انتقاء 42 متدخلا منهم للتباحث، خلال ثماني جلسات فكرية حول محور «المسرح بين السلطة والمعرفة». كما سيهتم المهرجان في جانبه الفكري بتنظيم ندوة حول المسرح الموريتاني بعنوان «المسرح الموريتاني اليوم و غدا». إلى جانب ندوة حول نص « من قتل حمزة؟» الذي تم تأليفه بشكل مشترك بين كاتبين عربيين، و قد ولد النص من رحم الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي التي احتضنتها الجزائر.
ورشات تكوينية في فنون المسرح
لن يقتصر مهرجان المسرح العربي بتونس على العروض والندوات الفكرية بل سيكون هنالك اهتمام بالورشات التكوينية، وفي هذا السياق ستحتضن فضاءات المعهد العالي للفن المسرحي والمركز الوطني لفن العرائس أربع ورشات تكوينية في مجالات: الكوميديا ديلارتي وفن الأقنعة وفن الميم وفن العرائس. إلى جانب ورشة مخصصة للشباب العربي بمقر المسرح الوطني بتونس، وورشة لفائدة ناشئة الشارقة بفضاء التياترو، وورشة بمدينة الثقافة في تقنيات الإضاءة لفائدة تقنيي مراكز الفنون الركحية بتونس.
ويقام بهذه المناسبة معرض لمنشورات الهيئة العربية للمسرح والتي تقارب 200 مؤلف ما بين إبداعات ودراسات وتراجم ووثائق.
كما سيلتقي المسرحيون العرب والجمهور التونسي مساء كل يوم، مع ندوات نقدية تطبيقية لمناقشة العروض المسرحية المتنافسة على جائزة «سلطان بن محمد القاسمي» لأفضل عرض مسرحي للعام 2017، لإلقاء الضوء على مختلف جوانب ومكونات تلك العروض.
10 مكرّمين من المسرحيين التونسيين
يمنح مهرجان المسرح العربي في دورته العاشرة أوسمة التكريم إلى 10 شخصيات من نساء المسرح التونسي ورجالاته ممن رشحتهم وزارة الشؤون الثقافية نظير عطائهم المتواصل في الميدان المسرحي، وهم الفنانات والفنانون: دليلة مفتاحي وسعيدة الحامي وصباح بوزيتة وفاتحة المهداوي وفوزية ثابت والبحري الرّحالي وأنور الشعافي وصلاح مصدق ومحمد نوير ونور الدين الورغي.
ومن المنتظر أن يثمر مهرجان المسرح العربي عن إصدار خمسة كتب حول المسرح التونسي لمؤلفين من تونس من بينهم كتاب الدكتور عبد الحليم المسعودي الذي يحمل عنوان «المسرح التونسي، مسارات حداثة» ...
ومن المتوقع أن يتابع كل فعاليات المهرجان من عروض وندوات وملتقيات... حوالي أربعين ألف متفرج ومهتم بالفن الرابع سواء بطريقة مباشرة بالمسارح وقاعات الندوات، أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي...
وإن تحتضن تونس مهرجان المسرح العربي في دورته العاشرة، فهل سيكون المسرح التونسي «نجم» المهرجان على مستوى التتويجات والألقاب وهو الذي أثبت تميزا في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج المسرحية؟
هل المسرح العربي المعاصر بخير؟
في افتتاح مهرجان المسرح العربي بتونس، يلقي الكاتب والمخرج المسرحي السوري فرحان بلبل كلمة اليوم العربي للمسرح. ومن بين ما في هذه الكلمة ما يلي: «لقد عرف العرب المسرح – كما هو مُتَداول في كتب النقد – منذ ما يزيد قليلا عن قرن ونصف قرن... وتبين لك أن المسرح العربي صار واحدا من أغنى المسارح في العالم.
لكنه منذ أواخر القرن العشرين حتى اليوم صار مضطربا ضائعا لا يعرف ماذا يجب أن يقول. ويتخبّط في أشكاله فلا يعرف كيف يتقنها. وهذا ما جعله عاجزا عن تأدية مهمته الاجتماعية والفنية والجمالية التي كان يقوم بها. وعجزُه هذا جعل جمهوره منفضا عنه.
فلم يعد يحظى اليوم إلا بنخبة ثقافية أو شبه ثقافية دون أن يحظى بجماهيرية واسعة كانت له في الكثير من مراحله.
واضطراب المسرح العربي اليوم وضياعه نتيجة حتمية لأوضاع الوطن العربي الذي يعيش اليوم تمزقا في بعض أقطاره، وتحمحما مكبوحا برغبة التغيير الاجتماعي في بعض أقطاره، وضبابيةً في النظرة إلى المستقبل في كل أقطاره...».