بعد فوزه بجائزة «ابن بطوطة لأدب الرحلة» الكاتب كمال الرياحي لــ«المغرب»: في يومياتي تفكيك لأزمة شعوب وانتحار حكومات...

«واحد - صفر للقتيل» هي فاكهة يوميات ألقى بها القدر في متاهة «المنفى» ليتلقفها القلم ويتبّناها الأدب فإذا بها، اليوم،

عنوانا فائزا بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في فرع «اليوميات»2017 – 2018. في هذه اليوميات للكاتب التونسي كمال الرياحي رحلة مغامرة على قارب الحياة مجدافها هواجس الذات في ملاحقة الذاكرة المثقلة بسؤال الهوية ووجع الوطن...
جائزة «ابن بطوطة لأدب الرحلة» هي جائزة أدبية تمنحها «دار السويدي» في أبوظبي سنويا منذ سنة 2003 وتوزع في المعرض الدولي للكتاب والنشر في الدار البيضاء بالمغرب. وتمنح الجائزة العربية في خمسة فروع هي «تحقيق الرحلات» و»الدراسات في أدب الرحلة» و»الرحلة المعاصرة» و»الرحلة الصحفية» و»اليوميات».

«واحد - صفر للقتيل» والمنفي الاختياري
عن سياق كتابة يوميات»واحد - صفر للقتيل» وظرفيتها المكانية والزمانية يقول كمال الرياحي في تصريح لـ»المغرب»: «تعود كتابة هذه اليوميات إلى سنتي 2009 و2010 تحت سماء الجزائر التي كانت عبارة عن منفى شبه اختياري بالنسبة لي بعد أن خضت إضراب جوع وحشي واستبعدت لسنوات عن العمل... هناك وفي تلك الظروف حبّرت تفاصيل يومياتي في سياق فترة دقيقة تعيش فيه الشعوب العربية شيئا من التململ وفقدان البوصلة سيما وأن إقامتي بالجزائر تزامنت مع تلك المعركة الشهيرة بين الجزائر ومصر بسبب مباراة كرة قدم ! في هذه اليوميات تشريح للذهنية العربية وتفكيك لأزمة شعوب وانتحار حكومات ... وهو ما جعلها تتخذ بعدا «كافكويا» وفي الآن ذاته تقترب من الكوميديا السوداء.»
وبخصوص دلالة اختياره لعنوان» واحد - صفر للقتيل» لوسم يومياته، يجيب كمال الرياحي بالقول :» قد لا أذيع سرا بالتصريح بأني استغرقت أربعة أشهر بحثا عن إيجار مسكن في ظل أزمة سكن حادة في الجزائر... ولما عثرت على هذا السكن ودفعت مقابله كلفة باهضة رغم تواضعه، كانت المفاجأة غير السارة بعد أن علمت أن جريمة قتل حدثت بهذا المكان! فلم يكن بوسعي وقد دفعت أجر ستة أشهر كاملة سوى أن أعيش مع «فوبيا» خيال ذاك القتيل... ومن هنا جاء عنوان «واحد - صفر للقتيل».
جائزة اعتبارية تثأر لجنس «اليوميات».

إن تتميز مسيرة الروائي كمال الرياحي بباقة من ورود التتويجات والألقاب على غرار جائزة القصة العربية سنة 2005 وجائزة الكومار الذهبي لأفضل رواية تونسية سنة 2007 عن روايته «المشرط» وجائزة «هاي فيستفال» 2009 لأفضل كاتب عربي دون سن الأربعين وجائزة أكاديميا لأفضل برنامج ثقافي تونسي سنة 2015 عن برنامجه التلفزيوني «بيت الخيال»... فإن لجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة مكانة خاصة عند صاحب» عشيقات النذل». وفي هذا السياق يصرح كمال الرياحي :» يكفي أن أحصل على جائزة تحمل اسم الرّحالة الشهير ابن بطوطة حتى أكون في غاية السعادة . هي جائزة اعتبارية تثأر لجنس اليوميات في ظل ما يلحقه من تهميش وتجاهل في أدبنا العربي. كما أعتبر حصولي على هذه الجائزة تتويجا لاهتمامي بهذا الجنس حيث بعثت ورشة لكتابة اليوميات وشرعت في كتابة «يوميات ليزا» إلى جانب مقالتي النقدية عن فنّ اليوميات ...

وإن تهتم جائزة أبو القاسم الشابي التي يرأسها عز الدين المدني ويمنحها البنك التونسي بالسيرة الأدبية في دورتها الجديدة لسنة 2017 ، فقد اختار كمال الرياحي أن يترشح بيومياته «واحد - صفر للقتيل» إلى جائزة ابن بطوطة العربية مفضلا إياها عن جائزة أبو القاسم الشابي التونسية.
وفي تفسير له لهذا الخيار، كشف كمال الرياحي الموقف التالي:» أتجنب الترشح إلى الجوائز التونسية لأنها ملتبسة بالغموض انطلاقا من شروطها التي تأتي على المقاس وصولا إلى لجانها التي قد ينقص أعضاءها الكثير من المعرفة بالاختصاص فيسقطون في محاكمة أخلاقية للأثر بعيدا عن الاحتكام إلى معايير التجديد والإبداع ...».
إن فازت يوميات «واحد - صفر للقتيل» لكمال الرياحي بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة ، فلاشك أن «مشرط» كمال الرياحي قد خبر تفصيل ثوب الكتابة من الأقمشة المختلفة التي وحده يجيد الاهتداء إلى طريقها... ولعل جوائز أخرى قادمة على مهل !

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115