بدعم من وزارة الشؤون الثقافية.فقرات اليوم الختامي تنوعت وزاوجت بين الفكر والفُرجة والعروض الفلكلورية والسباقات الختامية ...
وكان الموعد صباحا بفضاء جاذب «خيمة» بأحد الفضاءات السياحية بالجهة مع ندوة تحت عنوان الابل حضارة..» جمعت الكثير من «الفنيين» بوزارة الفلاحة والمهتمين بقطاع الابل من مربين وجمعيات في علاقة بالقطاع، هذا وأقيم على هامش الندوة معرض الصناعات التقليدية لمنسوجات صُنعت من وبر الجمل، أما عن فعاليات الندوة، فأكد في بدايتها الباحث بلقاسم بن جابر أن الندوة التي انعقدت خلال الدورة الاولى وتحت عنوان «الجمل سفينة الصحراء، حياة وجمال ونماء» تمكنت من نقل العمل الميداني اليومي الى البحث وأفق تطويره في جهة عُرفت بتربية الابل لهذا كان الحرص في هذه الدورة الجديدة على السير في نفس نهج حتى يصبح قطاع الابل قطاعا مركزيا هاما في جهتنا.. لكن ما يُمكن ملاحظته أن الندوة وإن وُصّفت بـ «العلمية»، فإن بعض المداخلات شهدت غياب بيداغوجية التواصل باﻻضافة لكونها تقريرية وسردت معطيات واحصائيات أو غاصت في تقديم معطيات حول الجمل انتشارا وخصوصية وهي معطيات في متناول ومعروفة حتى لدى تلاميذ المدارس الابتدائية؟! ..ربما المداخلة الوحيدة التي غاصت وبطريقة علمية بحثية هي مداخلة الاستاذ بلقاسم بن
جابر التي اهتمت بدور الموروث الثقافي المادي واللامادي للابل في التنمية المستدامة وأكدت خاصّة على ان الابل ثروة ثقافية مهمة تدخل ضمن منظومة «الاقتصاد الابداعي» وهو البرنامج الذي اطلقته منظمة اليونسكو ومنظمات الامم المتحدة للتنمية ضمن برامج يمتد الى سنة 2030 وحدد الباحث مجالات الاستثمار المادي والثقافي للابل في الصناعات التقليدية للوازم الابل في السياحة الثقافية (الصور الفنية والاعمال السينمائية والاشهار/ سباقات الهجن والمهاري..)،الصناعات التقليدية، لحوم والبان الابل والجلود والوبر.. وفي المداخلة ارقام ودراسات مهمة تتعلق بقيمة منتجات الابل ولوازمها ومجالات استغلالها وبين الباحث قيمة مجالات مهمة ومهدرة للابل منها الجلود والاوبار التي توفر ملايين الدولارات لو احكم استغلالها واشار الى بداية الاهتمام بها من قبل مركز الجلود والاحذية بتونس وثمن قيام الباحثين بمعهد قصر هلال للدراسات التكنولوجية بصناعة تصميم آلة لفرز وبر الجمل وصناعة خيوط طبيعية ذات جودة عالية، كما قدم الباحث بن جابر لمحة عن اللوازم التقليدية لعتاد الابل مثل «الشمال» والخزام والخرج والهودج والراحلة والدلاء والرسن داعيا الى اعادة تثمينها والاهتمام بها وتطويرها ومشددا على اهمية الصورة والفن والاشهار في الاقتصاد التنموي الابداعي لقطاع الابل وعلى دورالجمل في السياحة الثقافية وووقف اخيرا على الفوائد الجمة لسباقات المهاري الهجن في النهوض بالقطاع رياضيا وتنمويا..
عرض ثان أفضل للعمل الفرجوي «أثر»
في المساء والمحطة الرئيسية لليوم الختمامي ،كانت بساحة «حنيش» أين تنوعت العروض الفلكورية والشعبية بالاضافة لسباق ماراطون القدرة والتحمل الدولي 42 كم الذي شهد تنافسا كبيرا حيث تحصل على المرتبة الأولى جمل على ملك محمد عبد المولى ويركبه المتسابق الجزائري سعيدات الطاهر ، أما المرتبة الثانية فتحصل عليها عمر عبد اللطيف في حين آلت المرتبة الثالثة للمتسابق رمزي غرس الله ، كما كان الموعد مع العرض الفرجوي والفني القياسي «أثر» للمخرج الفنان مكرم السنهوري ونص الأستاذ بلقاسم جابر وتوضيب فرقة بلدية دوز للمسرح ، عمل وإن عُرض في اليوم الافتتاحي للتظاهرة رغم الصعوبات اللوجستية خاصة المشاركة الضعيفة للجمال و صعوبة تطويع النص الذي رصد حضور الجمل في المدونة الشعرية التونسية والعربية، إلى عمل مسرحي أو بطريقة مونودرامية مشهدية، فقد شهد عرض الاختتام مشاركة نحو 40 جملا فضلا عن بعض التجديد في اللوحات.
دورة تونس الثانية ورغم بعض الصعوبات اللوجستية مع تقلص دعم وزارة الشباب والرياضة التي «تبنّت» هذه التظاهرة وأشرف على افتتاحها كاتب الدولة للشباب؟! ،فإنها ثبتت هذه التظاهرة التي أضافت الكثير للمشهد الثقافي الاستثنائي بدوز محليا ووطنيا باعتبارها مهرجانا مختصا وجامعا لمختلف المجالات التنموية من رياضة وثقافة وسياحة ... تجدر اﻻشارة إلى أن وزارة الشؤون الثقافية ضاعفت من دعمها للمهرجان نظرا لعمق الرؤية ووضوح الأهداف وهو ما ثمنه مدير الدورة اﻻستاذ أحمد عبد المولى..أما رئيس الاتحاد الاردني لسباقات الهجن فأكد قدرة تونس على انجاح المحافل الكبرى الثقافية والرياضية التي من شانها تطوير العلاقات والتبادل الثقافي بين البلدان العربية..