الموغلة في الأسئلة الوجودية... «ابنة الجحيم» رواية حديثة الصدور للكاتبة التونسية خيرية بوبطان وقد صدرت هذه الرواية عن دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع سنة 2017.
وعلى امتداد 256 صفحة تأخذنا خيرية بوبطان إلى رحلة شيقة، مؤرقة ليس فقط مع رواية متينة البناء، عذبة اللغة، جذابة التعبير... بل مع تأملات نص فلسفي عميق يغوص بنا في بحر متلاطم الأمواج من التيه والارتباك في محاولة المسك بخيوط الحياة الغامضة والمعقدة والشائكة...
تقول خيرية بوبطان في رواية «ابنة الجحيم» : «كنت أنا والماء لا زوايا ولا انعطافات. لا فوق ولا تحت، لا يمين ولا يسار، لا قبل ولا بعد. أنا شيء فيه ومنه. وهو يحوطني كجلدي، يخترقني كرصاصة، من الأوّل؟ من الآخر؟ لا نبالي مهما ننمو ونتآكل. أنا والماء فقط نتعاطى الفكرة ذاتها. نحن هنا معا. حياة تتخلّق من لاشيء».
بمنتهى الفن والدقة، تشتغل الكاتبة على ثنائيات الخلق والعدم، الحياة والموت، الجحيم والنعيم ... فتنساب الصور الشعرية وتتوالد الأحداث لتتسع شيئا فشيئا لاستيعاب شخصيات أخرى وفصول أخرى... إلا أن نقطة الانطلاق والانتهاء دائما هي علاقة الإنسان بالحياة في جدلية الجسد والروح.
وإن تبدو «ابنة الجحيم» في ظاهرها تتحدث عن قصة «أسماء» التي بدأت حياتها على أنقاض حياة أمها لتكون الحياة بالنسبة إليها جحيما لا نعيما... هذه الرواية جاءت حبلى بالأسئلة الوجودية الكبرى التي تبدأ ولا تنتهي...
وحدها قراءة رواية «ابنة الجحيم» قد تترجم هذا المعنى: «الموت فن... وإنّي أمارسه بإتقان، أمارسه حتى يبدو جهنّما، حتى يبدو حقيقة، في وسعكم القول إنه دعوتي.»